فى خطابه الأول كمرشح عام 2014 طرح الرئيس السيسى ثلاثة محاور رأى أنها ستكون محددات أساسية، شعارا لحملته الانتخابية، وضع هذه المحاور فى شعار هو «الأممقال للكاتب الصحفي عبد اللطيف المناوي تحت عنوان ” مفهوم الأمل الحقيقي “ان والاستقرار والأمل».
عدو مصر الحقيقى الآن هو اليأس، تلك الحالة التى أصبح لها دعاة، هم قاتلو الأمل فى نفوس الناس، هم الذين لا يفكرون فى المستقبل، وإنما طوال الوقت يجروننا إلى الماضى، هم الذين لا يريدوننا أن نخطو خطوة واحدة إلى الأمام، وإنما يدفعوننا دوماً إلى الخلف، هم الذين لا يهتمون بما يمكننا أن نفعل من أجل هذا الوطن، بل يجروننا إلى مشاكل وهمية، وهم أيضاً أولئك الذين يعتقدون أنهم وحدهم أصحاب البلد ولا حق لغيرهم فيها. يعتقدون أنهم وحدهم العالمون الفاهمون، والكارثة الكبرى أن الحقيقة أنهم لا عالمون ولا فاهمون.
دعاة اليأس ومدعو الانفراد بالوطنية والحكمة لن يصمتوا، سيواصلون النفخ فى رماد اليأس، حتى لا يقوم هذا البلد من غفوته، فكلما طال الرقاد طال وجودهم، وهؤلاء لا يمكن محاربتهم إلا بالأمل، الأمل الذى ستحيا به وله ومن أجل هذه الأمة التى عانت طويلاً.
ليس دعاة اليأس ممن هم خارج النظام، بل إن بعضهم من داخله. هم أولئك الذين يغلقون الأبواب دون مشاركة الناس فى صنع مستقبلهم، أو أولئك الذين يعتقدون أنهم يحتكرون الحقيقة، كذلك الذين يظنون، وفِى بعض الأحيان يؤمنون بأنهم هم فقط الوطنيون وغيرهم إما خونة أو لا يفقهون. هذه النماذج تقتل الأمل فى نفوس الناس ويشاركهم المسؤولون الذين يصرون على الفشل لعدم اتباعهم أساليب علمية أو لعدم الاستعانة بمن يعرفون.
الأمل يعنى أن نعتمد على العلم فى كل خطواتنا، على أهل الخبرة فى قيادة أمور هذا الوطن ومقدراته، الأمل فى خلق كيانات سياسية حقيقية قادرة على جمع المصريين حولها، من أجل البناء لا من أجل الهدم، من أجل أن تكون هناك مشاركة حقيقية لا من أجل مجرد الوجود فى الصورة.
الأمل هو أن نفكر فى لحمة وطنية حقيقية تنهى عصر الانقسامات والفتن الطائفية، أن تكون هناك قوى سياسية، حتى لو اختلفت توجهاتها وأيديولوجياتها، لكنها تعمل جنباً إلى جنب من أجل هذا الوطن، تضع الطوبة بجوار الطوبة، كى نقيم جداراً واحداً قوياً نستظل جميعاً بظله.
الأمل هو أن نفكر فى أن نطور جميع منظوماتنا التعليمية بشكل صحيح، لا حديث عن مستقبل حقيقى لهذا الوطن بدون الحديث عن الأمل، لا حديث عن استقرار وأمن وأمان دون حديث عن الأمل، لا حديث عن اقتصاد حقيقى، وعودة مصر إلى دورها الحقيقى دون الحديث عن الأمل. الأمل هو مستقبل مصر الحقيقى، المهم أن نملك القدرة والرغبة فى أن نحلم ونأمل ونحقق ما نأمله ونحلم به.