قطع الرئيس السيسى، فى لقائه مع شبكة «سى إن بى سى»، الأمريكية، قول كل خطيب، قال «إنه لا يطمح إطلاقًا فى الترشح لفترة ولاية ثالثة كرئيس مصر فى حالة نجاحه فى انتخابات الفترة الرئاسية الثانية».
لم يخلف الرئيس ظناً، وخلف ظنوناً راجت وأقوالاً ما أنزل بها من سلطان، ودعوات مخاتلة وطنياً، نفر منهم كانوا يختانون أنفسهم فى المخادع البرلمانية، ويقترحون تمديداً وتأبيداً، ويجترئون على الدستور الذى لم يجف مداده، ويمسخون إرادة الشعب الصابر، الرئيس إذن يحترم الدستور كل الاحترام، فلتخرس ألسنة طالت واستطالت، وإرادة الشعب فى الأخير هى من تحكم.. يقول الرئيس: «البقاء كرئيس للبلاد دون رغبة المصريين أمر يستحيل على الإطلاق، هى مبادئ وثوابت».
ولم يترك الرئيس مساحة ينفذ منها المتقولون، أو يتقول بها المتحذلقون، أو يتطوع بها المتطوعون زلفى إلى الرئيس، قال قاطعاً: «الانتخابات الرئاسية المقبلة سوف يتم عقدها فى شهر مارس أو إبريل المقبل، وأن المدة الرئاسية سوف تظل كما هى (أربع سنوات) والحد الأقصى للرئيس أن يبقى 8 سنوات فقط فى منصبه».
ماذا أقول بعد كل ما قيل رئاسياً، خلص الكلام ومات الحكى، انتهينا واستبينا على احترام الدستور الذى يحدد مدة الولاية الرئاسية بأربع سنين ميلادية لا تزيد يوماً ولا تنقص يوماً، ولولايتين كحد أقصى، السيسى لا يبغى تمديداً، وتصريحاً هو مرشح لفترة رئاسية جديدة فقط لا غير.
فضوها سيرة بقى، الرئيس حسم أمره بالترشح مجدداً، هل من منافس حقيقى ببرنامج منافس؟ ممكن نبطل هرى، ونكف عن حديث التمديد المكرور والممطوط، واستيفاء الاستحقاق الرئاسى الذى يدق الأبواب فى مارس، وبدلاً من الشرشحة وقلة القيمة، فلتستجمع المعارضة قواها وتسمى مرشحاً مهموماً بالوطن، وتنضج برنامجاً فى حب الوطن.
الرئيس هكذا يحط على المعارضة من علٍ، يطلبها منافسة شريفة بين مصريين شرفاء، بعضا من الشرف، ترشحوا تصحوا ويصح عزمكم، السيسى يفوّت الفرصة، يقطع الألسنة بمواعيد محددة، اتساقاً مع الدستور واحتراماً لإرادة الشعب، أعلم أن البعض فى المعارضة كان يتمنى فى قرارة أنفسهم أن تبقى الشكوك تراوح مكانها، وتظل دعوات التمديد سارحة فى الفضاء العام، بضاعة يسرحون بها على العواصم العالمية.
ثبت أن الرئيس أذكى كثيراً مما يتصورون، امتثل امتثالاً نموذجياً لمبادئ الدستور، رحمنا من هذا اللغو الفاسد دستورياً، وكفى البلاد شر الجدال الدستورى الفارغ من المحتوى، الرئيس أعقل من أن يورط نفسه والبلاد فى الخطيئة الدستورية، العاقل هو من يفكر ويعقل ويتدبر مستقبل البلاد، المجد الشخصى زائل وتبقى المحروسة بإذن ربها.
أعلم أن فى المعارضة من كان يتمنى ويمنّى نفسه وفى قرارة نفسه أن يسقط الرئيس فى فخ التمديد الذى نصبه بعض السيارة فى الطريق الرئاسى، ومثلهم فى الموالاة، من كان يستحث الخطى طلبا للتمديد، والجناحان ثبت أنهما يحلقان فى فضاء أنفسهم، يبغون مندبة ويشبعوا فيها لطم على الوجوه، حسناً سيادة الرئيس فلتكن انتخابات تنافسية، ولتكن فترتين فحسب، ولتكن إرادة الشعب من بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى.