آراء أخرىعاجل

مقال للكاتب ” صلاح دياب ” بعنوان (( خسائر ومكاسب ))

هل العقد النفسية تصيب فقط الأفراد؟. أم أنها قد تصيب الدول أيضًا؟. من الممكن أن تصيب نظامًا. فالدول فى نهاية الأمر يقودها أفراد. مثل العقدة النفسية التى تعرضنا لها بعد هزيمة 67. تجاوزناها فقط بعد العبور فى 1973.

لا ننسى أن ما حدث فى 1977 عندما اتجهت الدولة لرفع الدعم، واندلعت مظاهرات واحتجاجات واسعة، أصاب قيادة الدولة بعقدة نفسية. لم تقترب من الدعم بعد ذلك إلا بعد يونيو 2013. عندما أصبح لدى الدولة شجاعة اقتحام المشاكل.

بل تأكد تجاوزنا لها أكثر حين علق الرئيس السيسى على ثمن تذكرة المترو قائلا: لا تتعجبوا لأن هذا المترو قرض تسدده الدولة. قبل ذلك كان لنا أن ننشئ المترو بقرض ونجعل تذكرته مدعمة. هنا لن تستطيع سداد هذا القرض.

يلتبس الأمر علينا أحيانًا. معروف أن ثورة يناير ترتبت عليها خسائر جسيمة. الاستثمارات الأجنبية التى كانت تدخل مصر وصلت إلى 14 مليار دولار أو ما يقارب هذا الرقم سنويا. اليوم الاستثمارات الأجنبية خارج البترول لا تتجاوز المليار دولار. بمعدل 7% من الاستثمارات التى كانت تأتى سابقا. هذا جانب.

بعد ثورة يناير. فقدت مصر أهم ميزة فى تاريخها. وهى ميزة الأمان. عندما خشى الناس النزول إلى الشارع. الدولة تجمدت. حاصر الإخوان المحكمة الدستورية بما تمثله كأعلى سلطة تشريعية فى البلاد. كما تمت محاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى. بعدها كان افتتاح كرنفال ميدان رابعة. الحشد فيه مستمر ليل نهار. فى مسرحية لا تتوقف.

يعتقد البعض أن انتفاضة 2011 تسببت فى أن تنظر الدولة إلى الإعلام بشكل مختلف، وذلك للتصور الذى ظهر بأن الإعلام المنفتح كان من بين أسباب اندلاعها وما تلاها من مآس.

لا أحد يستطيع أن ينكر الإنجازات التى حدثت على أرض الواقع بعد ثورة 30 يونيو 2013. إنجازات تبرر تحرر الدولة بعدها من أى ريبة فى الإعلام. فلم يعد هناك ما نخشاه. بل هناك الكثير الذى نفخر به.

زر الذهاب إلى الأعلى