بعد مرور أقل من عام على توليها المنصب المؤثر في القيادة الأمريكية، لتتصدر أخبارها حينذاك الصحف المصرية والعالمية، أعلن البيت الأبيض، أمس الجمعة، عزم دينا حبيب باول، مستشارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط، مغادرة منصبها أوائل العام المقبل.
وقالت متحدثة البيت الأبيض، سارة هاكابي ساندرز، في بيان، إن باول ذات الأصول المسيحية المصرية “كانت مستشارة رئيسية وموثوقة في هذه الإدارة، وكانت تخطط منذ البداية للعمل سنة واحدة قبل العودة إلى منزلها في نيويورك”، مؤكدة أن باول ستواصل دعمها لأجندة الرئيس ترامب وعمله في سياسة الشرق الأوسط، وهي ستبقى في الإدارة حتى وقت مبكر من العام المقبل، دون ذكر يوم بعينه لمغادرتها.
دينا حبيب باول.. تولت منصب مساعدة مستشار الأمن القومي في الولايات المتحدة، واحدة بين عدد قليل من النساء اللائي يُحطن بالرئيس الامريكي دونالد ترامب، حيث تعتبر المصرية البالغة من العمر 43 عاما، عضوا في فريق الأمن القومي الأمريكي، وهي المرأة الوحيدة التي كانت في قاعة الاجتماعات لدى اتخاذ قرار قصف قاعدة الشعيرات الجوية في سوريا في وقت سابق من هذا العام.
ولدت دينا عام 1973 في القاهرة، وبينما كانت في الرابعة هاجرت أسرتها إلى ولاية تكساس في الولايات المتحدة، لتترعرع في دالاس الأمريكية، وسط أسرة بسيطة، فالأب كان يقود حافلة، ويدير مع والدتها بقالة، فيما تفوقت دينا في دراستها، وخطت أولى خطواتها في عالم السياسة بالعمل مع السياسيين في الولاية، حسبما نشره موقع “بي بي سي” البريطاني، وبعد تخرجها من جامعة تكساس في أوستن، حصلت على دورة تدريبية في مكتب عضوة مجلس الشيوخ الجمهورية كاي بيلي هاتشيسون.
وفي عام 2003، انضمت إلى إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش، إذ كانت أصغر مساعد للرئيس داخل البيت الأبيض، حيث كانت تبلغ 29 عاما فقط، وسرعان ما تقلدت في وزارة الخارجية منصبي مساعدة وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس للشؤون التعليمية والثقافية، ومنصب نائب وكيل وزارة الشؤون العامة والدبلوماسية العامة في عام 2005، ووصفتها رايس بأنها “واحدة من أكفأ الشخصيات التي تعاملت معها”.
كما ترأست منظمة “جولدمان ساكس” عام 2007، وهناك تدرجت في الوظائف لتشرف على برامج الاستثمار والخدمات الخيرية، وتولت الاشراف على برنامج للإسكان وتنمية المجتمعات العمرانية تقدر قيمته بنحو 4 مليارات دولار، وأشرفت أيضا على شركة تعنى بمبادرات تمكين 10 آلاف امرأة من خلال المشروعات الصغيرة في الدول النامية.
وفي يناير من العام الجاري، أعلنت إدارة ترامب اختيارها ضمن فريقه لتكون مستشارة للمبادرات والنمو الاقتصادي، وقال عنها ترامب حينئذ: “إنها معروفة بامتلاكها رؤية استراتيجية في برامج المبادرات والنمو الاقتصادي، وهي امرأة حاسمة في العديد من الأعمال الاستثمارية وريادة الأعمال”.
وتقول شبكة “سي إن إن” الإخبارية، إن “باول” تمثل حلقة الوصل بين إدارة ترامب والنساء، وخصوصًا فيما يتعلق بقضية الإجهاض التي يتبنى فيها ترامب موقفا متشددا، حيث إنها من أقرب مستشاري ومساعدي ابنة الرئيس إيفانكا، لتحقيق خطتها تجاه النساء والتي تتمحور حول المساواة في الأجور بين الرجل والمرأة، وحصول المرأة على إجازة لرعاية الأسرة مدفوعة الأجر وغيرها من القضايا التي تهم النساء.
وكشفت دينا حبيب باول، عن أن دخلها السنوي مليوني دولار، وفي أبريل كشفت في وثائق ذمتها المالية في البيت الأبيض، أنها حققت ومنذ عام 2016 دخلا بلغ 6.2 مليون دولار، كما حققت في الأشهر الأولى من عام 2017 دخلا بلغ 1.9 مليون دولار، بحسب “بي بي سي”.
فيما اعتبرها صهر ترامب ومستشاره في الملف الإسرائيلي الفلسطيني جاريد كوشنر، في بيان ثالث، بأنها “عضوا مهما لايقدر بثمن في فريق السلام الإسرائيلي الفلسطيني، وستواصل لعب دور رئيسي في جهود السلام وسنعلن المزيد من التفاصيل عن هذا الأمر في المستقبل”.
وفي أكتوبر الماضي، رافقت باول، “كوشنر” في زيارة مفاجئة للرياض، وأجريا محادثات مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية لصحيفة “صنداي تايمز” البريطانية إن “دينا باول كانت السلاح السري في الزيارة، حيث إنها تفهم العالم العربي بطريقة لا يفهمها كوشنر، كما تتمتع بعلاقات جيدة مع إيفانكا”.
كما ساهمت دينا في وقت لاحق، في مايو الماضي، كجزء من وفد رئاسي أمريكي، بالتفاوض على صفقة أسلحة بقيمة 110 مليارات دولار بين أمريكا والسعودية، وفي أغسطس، رافقت كوشنر وجرينبلات في جولة في الشرق الأوسط تركزت على الصراع “الإسرائيلي – الفلسطيني”، حيث أشارت “صنداي تايمز” أنها تؤمن بحل الدولتين.
وسافرت مع وزير الدفاع، جيمس ماتيس للرياض، في أبريل الماضي، وحضرت لقاء ترامب والأمير محمد بن سلمان في البيت الأبيض، وشاركت في مناقشات بين ترامب والرئيس عبدالفتاح السيسي، والعاهل الأردني عبدالله الثاني.
وفي أعقاب الأزمة القطرية، أدلت نائبة مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض دينا باوول، والتي وصفت الاتفاق على إنشاء مركز لمكافحة التطرف بالرياض بأنه “يتضمن أقصى التعهدات بعدم تمويل منظمات الإرهاب، وأن وزارة الخزانة الأمريكية ستقوم بموجب ذلك، وبالتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي برصد الالتزامات التنفيذية للجميع”، وفقا لصحيفة “ويكلي ستاندرد” الأمريكية.
وقالت إنه كان إنجازا لنا في الولايات المتحدة، أن نجعل حكومة قطر توقع على اتفاق الرياض، مضيفة أن أهمية مذكرة التفاهم تكمن فى أن كل الذين وقعوا عليها، ومنهم قطر، التزموا بتفاصيل يعرفون أنها تحدد مسئولياتهم عن معاقبة كل من يموّل الإرهاب، بمن فى ذلك الأفراد.