تحقيقات و تقاريرعاجل

ملف خاص.. وثائق بن لادن تفضح كذب أوباما

في تقريرها عن وثائق اسامة بن لادن التي كشفتها الولايات المتحدة، أشارت صحيفة “ويكلي ستاندرد” الأمريكية إلى أن استخدام كلمة “كذب” نادر في الإعلام الغربي، كما في نقاشات الكونغرس، وأن هذه الكلمة تذكر عادة في الحياة العامة.

ولكن في ما يتعلق بوثائق أسامة بن لادن، أشار الصحفيان ستيفن هايس وثوماس جوسلن في تقريرهما بشأن القضية، أن إدارة الرئيس أوباما كذبت مراراً وتكراراً. فقد تم الاستيلاء على الوثائق في مايو2011، يوم الغارة على مجمع بن لادن في أبوت أباد في باكستان.

وهلل يومها أوباما لنجاح المهمة، وكان يحق له ذلك، ليس لتمكن القوات الأمريكية من قتل الرجل المسؤول عن مقتل ما يقرب من 3000 أمريكي في يوم 9/11، دون أن يصاب أي من مسؤولي القاعدة، ولكن لأن تلك القوات حملت معها مجموعة هائلة من المعلومات بشأن شبكة أسامة بن لادن الإرهابية الدولية. ويومها قال مسؤول رفيع في الاستخبارات الأمريكية لصحفيين نتيجة للغارة: “حصلنا على أكبر حصيلة من المعلومات من مصادر إرهابية رفيعة المستوى”.

مرحلة تمشيط

وتقول الصحيفة إنه في الحرب على عدو متنقل، لا دولة له، ويتحرك مقاتلوه بين مدنيين، حققت تلك الغارة انتصاراً كبيراً. إذن أين المشكلة؟ إنها تكمن في كون الرئيس أوباما ومسؤولي إدارته اعتقدوا أنهم لم يعودوا في حالة حرب مع القاعدة، بل انتقلوا إلى مرحلة التمشيط، وهي حالة شبيهة بما قامت به قوات الحلفاء حين احتلت برلين في عام 1945.

تعهد

وتضيف ويكلي ستاندرد أنه لو كان ذلك صحيحاً، فإن الملفات التي تمت مصادرتها من مجمع أبوت أباد، كان يفترض أن تعطينا معلومات هامة بل قيمة.

وقد تعهدت إدارة أوباما بإطلاع الشعب الأمريكي على أكبر قدر ممكن من تلك المعلومات، وبما يتسق مع تفاخر الرئيس أوباما بأن إدارته “من أكثر الإدارات شفافية في التاريخ الأمريكي”. ولكن تلك الإدارة لم تكشف سوى عن بضعة وثائق من بين مئات تم الاستيلاء عليها في غارة أبوت أباد. وصرحت يومها تلك الإدارة بأنها كشفت عن إجمالي ما في حوزتها من وثائق. وكانت تلك كذبة فاضحة.

لماذا السرية؟

وتتساءل الصحيفة عن دوافع تلك السرية، وخاصة لعدم احتواء معظم تلك الوثائق على معلومات حساسة بشأن الأمن القومي الأمريكي. كما لم تكن الغارة ذاتها سراً، بمعنى أن زعماء القاعدة علموا بما حصل عليه الأمريكيون من وثائق من معقل أسامة بن لادن، وهم بالتأكيد سعوا لإعادة ترتيب أوضاعهم تبعاً لذلك. إذن لماذا تم حجب تلك الوثائق؟

تقول الصحيفة إنه اتضحت اليوم الإجابة على ذلك السؤال. بداية، لم تكن شبكة القاعدة الإرهابية ذلك التنظيم المهزوم وتلك القوة المسحوقة، وهو ما حاول أوباما أن يروج له في سعيه لإعادة انتخابه لولاية ثانية. من جانب آخر، كشفت الوثائق، وبما لا يدع أي مجال للشك، أنه كانت للقاعدة علاقة منفعة متبادلة مع إيران، وأمضى أوباما معظم أيام رئاسته الثانية وهو يعمل على إقناع الأمريكيين بأنه من الممكن وضع الثقة في النظام الإيراني، من أجل تمرير صفقته النووية مع طهران.

توضيح

وتشير ويكلي ستاندرد إلى أن معظم ما ورد في تلك الوثائق يحمل تواريخ محددة. ولكنها ستعطي معلومات قيمة لباحثين وصحفيين حول نشاط شبكة القاعدة الإرهابية، كما ستظهر الوثائق للعالم أجمع كيف عالجت إدارة أوباما الحرب على الإرهاب منذ عام 2009 إلى عام 2011.

زر الذهاب إلى الأعلى