قالت الدكتورة رنا الحجة مديرة إدارة البرامج بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، خلال مؤتمر صحفى اليوم بمناسبة الأسبوع العالمى للتطعيم، إنه خلال جائحة كورونا أثبتت اللقاحات، إنها من أقوى الأدوات للحماية من المرض ومنذ عام 1974 حتى الآن تم منع 154 مليون وفاة عالميا، وهى معلومات جديدة تم إصدارها مؤخرا، موضحة أنه عندما نتحدث عن اللقاحات لا نعنى منع الوفيات فقط ولكن تأثير اللقاحات على المدى الطويل لتامين حياة صحية فى دولنا فمثلا مرض الحصبة من اكثر الامراض المعديةن والذى ينتشر بسرعة فان 60% من الوفيات تم تجنبها على مستوى العالم وذلك خلال 50 عاما.
وأشارت إلى أننا نخاف دائما من حدوث وفيات الأطفال الناتجة عن الحصبة، حيث أن وفيات الاطفال منذ عام 1974 ومنذ اطلاق برنامج التمنيع العالمى فإن الوفيات فى إقليم شرق المتوسط انخفضت بنسبة الوفيات بنسبة 30%، موضحة أن المرض المعدى الوحيد الذى القضاء عليه هو مرض الجدرى، والذى تم استئصاله عالميا، ونأمل أن يتم التخلص من شلل الأطفال فى جميع البلدان، كما أن مرض التيتانوس تم استئصاله فى كثير من الدول، والدفتيريا، واللقاحات الجديدة التى تم تطويرها مؤخرا فان مؤسسة جافى ساعدت فى الوصول إلى اللقاحات إلى الكثير من الدول مثل لقاح سرطان عنق الرحم، ولقاحى الملاريا، ولقاحات السرطان، موضحة أن هناك 13 لقاحا موجود حاليا بالعالم، والذى يعتبر انجازا عظيما، كما إنه تم التوصل للقاح للوقاية من مرض التهاب السحايا.
من جانبه قال مارك روبين نائب المدير الإقليمى بمكتب اليونيسيف الإقليمى للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن ما يحدث فى غزة يمثل كارثة واحتمال وفاة الاطفال بالمخيمات يعرض الاطفال للاصابة بالمراض التى يمكن الوقاية منها باللقاحات، فهناك أمراض مثل الكوليرا، والكبد الوبائى تنتشر هناك، موضحا، اننا مع الشركاء قدمنا ملايين من الجرعات من اللقاحات والمحاقن، واليمن والسودان استجابوا لبرنامج التطعيم وهذا هو عام هام لاستئصال شلل الاطفال.
وأوضح تابانى مافوسا المدير الإدارى للبرامج القطرية بالتحالف العالمى من أجل اللقاحات، اننا ندعم الدول الافريقية لتقديم لقاح الملاريا الجديد اليهم، وفيما يتعلق بعدد اللقاحات فحمى الضنك نسعى لتطوير لقاح له والحماية من السل، ونسعى لتطوير هذه الانواع من اللقاحات ولدينا لقاح ضد سرطان عنق الرحمن ولابد أن تصل هذه اللقاحات للفتيات لحمايتهن من سرطان عنق الرحم.
كشفت دراسة بارزة نشرتها مجلة لانسيت أن جهود التمنيع العالمية أنقذت أرواح أشخاص يقدر عددهم بنحو 154 مليون شخص – أو ما يعادل 6 أرواح كل دقيقة سنوياً – على مدى السنوات الخمسين الماضية، وكانت الغالبية العظمى من الأرواح التى أُنقذت 101 مليون رضيع.
وتثبت الدراسة، التى تقودها منظمة الصحة العالمية، أن التمنيع هو أكبر إسهام منفرد يقدمه أى تدخل صحى لأنه لا يكفل بقاء الرضع على قيد الحياة وبلوغهم العام الأول من عمرهم فحسب، بل يمكنهم من العيش حياة صحية حتى مرحلة البلوغ، ومن بين اللقاحات المدرجة فى الدراسة، كان للقاح الحصبة الأثر الأكبر فى الحد من وفيات الرضع بنسبة 60% من الأرواح التى أُنقذت بفضل التمنيع، ومن المرجح أن يظل هذا اللقاح أكبر لقاح يسهم فى منع الوفيات بالمستقبل.
وخلال السنوات الخمسين الماضية، أسهم التلقيح ضد 14 مرضاً (هى الخناق، والمستدمية النزلية من النمط باء، والتهاب الكبد B، والتهاب الدماغ الياباني، والحصبة، والتهاب السحايا A، والسعال الديكي، ومرض المكورات الرئوية الغزوي، وشلل الأطفال، والفيروسة العجلية، والحصبة الألمانية، والكزاز، والسل، والحمى الصفراء) إسهاما مباشرا فى الحد من وفيات الرضع بنسبة 40% على الصعيد العالمى وبنسبة تجاوزت 50% فى الإقليم الأفريقي.