رصدت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات مجموعة انتهاكات مارسها الحوثيون بحق منازل قرية الحقب بالضالع، وأوضحت فى بيان لها اليوم مجموعة الانتهاكات والجرائم السابقة التى مارسها الحوثيون فى حق أهالى قرية الحقب بمحافظة الضالع من قصف المنازل بقذائف الهاون، وقنص المدنيين، فى كل الشوارع وتهجير الأهالى من بيوتهم، تحت نيرانهم التى لم تتيح لهم فرصة حمل ما يحتاجونه، ومجموعة الانتهاكات التى تعرضت لها منازلهم وبعد نزوح الأهالى من القرية. واعتقال كل من تبقى فيها، ولم يكن قد بقى فيها غير الشيوبة وبعض الأمراض النفسيين.
وأوضح مسؤول وحدة الرصد فى محافظة الضالع؛ طبقا للبيان؛ أن جرائم الحوثيون وانتهاكاتهم وصلت للمنازل بعد أن أصبحت فارغة من ساكنيها.
وفى مقابلة مع أحد المدنيين النازحين من قرية الحقب الذين نهبت منازلهم، صرح المسؤول “أن الحوثيون اقتحموا المنازل التى تقع بمنأى عن الجيش الوطنى، حيث كسروا أبوابها وقاموا بنهب كل ما تحتوية من مال وسلاح وجنابى وذهب وكل الإلكترونيات من شاشات وأجهزة حواسيب، لم يتركوا فيها شيئا.
أبرز تلك المنازل المنهوبة منزل الحاج (ناصر صالح الحقب) ” أمين القرية” بيت واسع يضم أربع أسر، اقتلعوا أبوابه ونهبوا كل ما فيه، سلاحهم الشخصى وجنابيهم وذهب النساء ولإنه الأمين فقد كان يقوم بإدارة صندوق القرية الذى يتم من خلاله صرف ميزانيات المشاريع التى تخص القرية، وذلك الصندوق بما فيه من أموال تم نهبها بالكامل. وقال أحد المدنيين أن الحوثيين لم يسمحوا لأحد بالدخول إلى القرية كى لا تفضح جرائمهم تلك، ولكنها فضحت أخيرا بعد سماحهم لبعض من الأهالى بالدخول لحاجة ماسة، لم يتركوا بيت إلا ودخلوه وعبثوا فيه ونهبوا كل ما يحتوية، لم يكتف الحوثيون بنهب بعض المنازل، بل يقومون بإحراقها لإخفاء ما يلحقوه من أثر، وقد تم إحراق أربعة منازل إلى الآن.
هذا وقد جعل الحوثيون من منازل قرية الحقب متارس لهم حيث نشروا القناصين فى المنازل المرتفعة، وجعلوها مخابئ ومراكز للمبيت بل ويقومون بإطلاق النار بالسلاح الثقيل والمتوسط باتجاه الجيش الوطنى خارج القرية، بهدف تبادل النيران لإلحاق الخراب الشامل بالقرية.
وطبقا للبيان فإن أهالى القرية كانوا قد تركوا فيها ثروة حيوانية هائلة، وأن الأبقار التى بقت داخل الصبول ماتت معظمها وتركت تتعفن والتى لم تمت بعد، تركوها فى الشوارع، وأما الأغنام فلم يسمحوا لأحد بإخراجها وماتت فى زرائبها وهذا يهدد بكارثة بيئية صحية.، كون القرية تعتمد بشكل أساسى عليها لتيسير أمور الحياة المعيشية.
هذا كله لأن أهل هذه القرية رفضوا الاعتراف بالحوثيين ولم يلتحقوا بصفوفهم ولو برجل واحد، حتى انهم لم يحملوا السلاح فى وجوههم ليتعرضوا لكل هذا الانتهاك والتنكيل.
وأكدت شبكة اليمن للحقوق والحريات أن خسائر جميع الأهالى باهضة جدا، وأن جميع الأسر النازحة تعانى حالة من التشرد والفقر ونقص كبير فى كل معونات الحياة، وأنها حتى وإن عادت لأرضها بعد تحريرها فإنها ستعود معدمة خاسرة كل شيء وهذه كارثة إنسانية وجريمة جسيمة يجب عدم تجاهلها أبدا.
وقالت الشبكة أن استخدام الحوثيين للقذائف بصورة عشوائية واستهداف المدنيين بشكل متعمد يمثل مخالفة للقانون الدولى، حيث أن اطلاق قذائف لا يمكن تحديد أهدافها بدقة ضد منازل المدنيين فى قرية الحقب يعد ضرباً من القصف العشوائى، وهى تنتهك مبدأ التمييز بين المدنيين والمقاتلين بشكل فاضح، وتمثل “جريمة حرب” وفق نظام روما الأساسى للمحكمة الجنائية الدولية، خصوصاً مع تكرار هذا الفعل من قبل مليشيا الحوثى عدة مرات وعلى عدة أحياء، ما يوحى بتعمد استهداف المدنيين، حيث نصت المادة (8 (2) هـ – 1) من نظام روما على أن “تعمد توجيه هجمات ضد السكان المدنيين بصفتهم هذه أو ضد أفراد مدنيين لا يشاركون مباشرة فى الأعمال الحربية” يعد جريمة حرب.
ودعت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات لجنة التحقيق الأممية إلى متابعة وتسجيل الانتهاكات فى قرية الحقب عن كثب، مطالبة مليشيا الحوثى باحترام قواعد القانون الدولى وحماية المدنيين.
كما دعت الشبكة كافة الأطراف المتحاربة فى اليمن والمجتمع الدولى إلى الحرص على تنفيذ الاتفاقيات والمعاهدات الدولية والإنسانية الخاصة بحماية المدنيين وقت الحرب وتجنيبهم ويلات القتال؛ لاسيما الأطفال والنساء.