بالرغم من اختلاف أعراضه، فإن مرض الصداع من الأمراض المزعجة التي تصيبنا بشكل متكرر، ومع اختلاف أنواع الصداع وأعراضه، تختلف كذلك طرق علاجه، التقرير التالي يلقي الضوء على هذا الأمر الهام.وفقا للخبراء فإن الصداع الذي نصاب به مرارا وتكرارا، ليس بالضرورة أن يكون مرضا له أعراض ثابتة، إذ أن الأطباء يفرقون بين 14 إلى 250 نوعا مختلفا من الصداع بحسب ما نشر موقع “ميركور” الإلكتروني الإخباري الألماني، ومع اختلاف أنواع الصداع وأعراضه، تختلف كذلك طرق العلاج، وقد يسبب التوتر صداعا، في حين هناك ما يدعى بالصداع العنقودي، والذي يتكرر باستمرار، كما أن ألم صداع الشقيقة يختلف عن غيره من الآلام الأخرى التي تصيب الرأس.
أنواع الصداع الأكثر شيوعا
ووفقا للموقع الألماني فإن صداع التوتر هو الأكثر شيوعا بين أنواع الصداع المعروفة، حيث يؤكد الطبيب ميشائيل مولينفيلد، وهو طبيب أسرة في بريمن ورئيس معهد تدريب الرعاية الأولية في جمعية أطباء الأسرة الألمانية، أن هذا النوع من الصداع هو المسبب للألم في أكثر من نصف الحالات المعروفة.
ووفق الموقع الألماني المتخصص Netdoktor غالبا ما يكون صداع التوتر في شكل ضغط مسلط على جانبي الرأس، حيث تشعر كما لو أن شريطا مطاطيا أو خوذة تضغط على دماغك. وتتسبب هذه الحالة في بعض التشنج على مستوى الرقبة والكتفين لأن صداع التوتر عادة ما يكون ناتجا عن تقلص عضلات الرقبة والتوتر والإجهاد العقلي. قد تشعر نتيجة هذا الصداع بأن الضوء والأصوات العالية لا تطاق.
ويعد ألم الرأس الناتج عن الصداع النصفي أو الشقيقة أيضا من الأعراض الشائعة، ويأتي في المرتبة الثانية في الانتشار بعد صداع التوتر.
وهناك أيضا الصداع العنقودي: وهو يحدث في الليل ولا يمكن علاجه. وينجم عن اختلال عصب الوجه، ويتركز عادة في المنطقة حول العين، كما يوضح البروفيسور غيريون نيلز، وهو عضو مجلس إدارة الجمعية المهنية لأطباء الأعصاب الألمانية: “هذا النوع من الألم لا يمكن علاجه للأسف”.
هناك أنواع أخرى من الصداع قد تتسبب بفعل التهاب الجيوب الأنفية، أو الحمى أو حتى من تناول العقاقير أو المخدرات.
هل يوجد علاج؟
تتوفر العديد من العلاجات للحد من هذا الصداع على غرار استخدام بعض مضادات الالتهاب، واتباع نمط حياة معين إلى جانب تعاطي بعض الأدوية، مثل تحسين جودة النوم ويوضح الطبيب مولينفيلد: “يساعدنا المسح التفصيلي والاختبارات المختلفة في معرفة نوع الألم الذي يعاني منه المريض وما إذا كان يجب استشارة أخصائي”.
ويصيب صداع التوتر الرأس بأكمله، أما الصداع النصفي فيحدث دائمًا في جانب واحد من الرأس، ويمكن أن يصاحب ألم الصداع النصفي أعراض مثل الغثيان.
من ناحيته يرى الطبيب نيلز أن “سبب الصداع النصفي غير معروف حتى الآن”، والصداع النصفي ليس قابلا للشفاء، وغالبا ما يتم الاستعانة ببعض الأدوية للتخفيف منه، مثل ما تسمى بأدوية التريبتان (Triptane)، وبحسب الأطباء تعمل هذه العقاقير على جعل الأوعية الدموية المتوسعة في المخ تضيق مرة أخرى وتقلل بالتالي من الألم.
ويمكن استخدام المسكنات في معظم أنواع الصداع : الإيبوبروفين، حمض الأسيتيل الساليسيليك أو الباراسيتامول متاحان بدون وصفة طبية، ومن لا يريد اللجوء إلى المسكنات التقليدية لديه بدائل. يوصى بالكثير من النوم والراحة. أما عند اللجوء إلى تبريد الرأس، فيجب الحذر. إذ غالبًا ما يساعد ذلك على الإصابة بالصداع النصفي أيضًا، بحسب الطبيب مولينفيلد.
الموقع المتخصص Netdoktor قدم أيضا بعض النصائح العلاجية، ففي حالة صداع التوتر ينصح بالإضافة للعقاقير والمسكنات تدليك الرأس والرقبة بزيت النعناع للتخفيف من الألم.
أما في حالة نوبة الصداع النصفي، فينصح الخبراء بضرورة البقاء في غرفة مظلمة وهادئة بالإضافة إلى وضع كمّادات باردة مع تدليك فروة الرأس والضغط عليها خاصة في منطقة طرفي الجبين. ورغم أنه لا يوجد علاج للصداع النصفي، إلا أنه يمكننا السيطرة عليه حتى ننعم بحياة جيّدة، لذلك من المهم جدا أن يتم تشخيصه.