أكد الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس أن مصر تتابع عن قرب كل التفاصيل الخاصة بطريق الحرير الذى أعلنت عنه الصين، وكذلك النقل البحرى عبر القطب الشمالى، ومدى تأثير الطرق البديلة على الملاحة عبر قناة السويس.
وقال مميش خلال مشاركته فى المؤتمر الذى أقامته سفارة بنما بالقاهرة اليوم للإعلان عن تفاصيل أفتتاح مشروع توسعة قناة بنما فى السادس والعشرين من يونيو الجارى “نتابع طريق الحرير ونقدر المنافسة.. أعيننا على طريق الحرير لكن لا نتدخل فى شئون الدول الأخرى، وما أستطيع التأكيد عليه أن تأثيراته ضعيفة جداً على قناة السويس وقناة بنما “.
وأشار مميش إلى أنه فيما يتعلق بالملاحة البحرية عبر القطب الشمالى، فإنها “لا تعمل سوى أربعة أشهر فقط فى العام، كما أن السفن التى تسير عبره تسير بمكسرات للثلج فى مقدمة السفن، وهى عملية صعبة ومكلفة، ووفقاً للأرقام فإن السفن التى مرت من خلال هذا الطريق خلال الأربعة الأشهر وصلت إلى 46 سفينة، وهو أقل من أعداد السفن التى تمر فى اليوم الواحد بقناة السويس أو قناة بنما”.
وتابع مميش: عندما قررت مصر زيادة القدرات الاستيعابية لقناة السويس زادت عبور السفن للقناة، والقناة قادرة على جذب خطوط ملاحة جديدة.
من جهة أخرى ورداً على سؤال حول الهدف من إنفاق أموال طائلة على إنشاء قناة السويس الجديدة وتوسعة قناة بنما فى ظل ركود حركة التجارة العالمية، ذكر مميش” عندما يكون لديك فرصة للتنفيذ بثمن رخيص فليس أمامك الا التنفيذ، وحينما قمنا بإنشاء القناة الجديدة كان سعر الدولار يوازى سبعة جنيهات وخمسة قروش، واذا نظرت لسعر صرف الدولار اليوم ستكتشف أن قرار تنفيذ القناة الجديدة وقتها كان صائباً لأن التكلفة وقتها أقل من التكلفة لو تم المشروع الآن أو مستقبلاً”، مؤكداً على أن تأجيل المشروعات ليس فى صالح الأجيال الحالية ولا القادمة، وأوضح: لو تأخرنا فى إنشاء القناة كنا سنعطى الفرصة لطرق بديلة لكى تأخذ الحركة .
وأضاف مميش ” نحن سعداء بتنفيذ المشروع فى الوقت القياسى وفى هذا الوقت الذى كان له مغزى مهم لإثبات أن المصريين قادرون على العودة والإنجاز”، مؤكداً على أن للمشروع بعدا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، ومن المتوقع أن يدر دخلاً وخيراً كثيرا على مصر، مشدداً على ضرورة عدم الاعتماد على رسوم القناة فقط كمصدر رئيسى للعملة الصعبة.
واستطرد مميش”موقعنا الاستراتيجى يسمح لنا بالتطوير، فقناة السويس يمر خلالها يومياً قرابة الخمسين سفينة، وهناك ست موانئ بالمنطقة، والمنطقة حالياً غير مستغلة لكن فى ظل إنشاء مشروع لوجيستى صناعى بحرى عالمى فى منطقة قناة السويس، ستكون المنطقة قاطرة لتنمية الاقتصاد المصرى، ومركزا لتجمع سكانى، وكذلك تنويع النشاط الاقتصادى لمصر ودمجه فى الاقتصاد العالمى، وقد تم إنجاز المخطط العام للمشروع، وجار تحويله إلى واقع على الأرض عن طريق الهيئة العامة لتنمية المنطقة الاقتصادية لقناة السويس برئاسة الدكتور أحمد درويش”، لافتاً إلى أن المشروع بدأ على الأرض من خلال ميناء شرق بورسعيد وميناء العين السخنة، وجارى حاليا تهيئة المواقع وشبكات الطرق وتوفير البنية التحتية التى ستساعد على جذب الاستثمار، مؤكداً على أنه خلال زيارته لبنما للمشاركة فى حفل افتتاح التوسعات الجديدة سيبحث الاستفادة من الخبرة البنمية فى إدارة المناطق اللوجيستية الملتصقة بالمياه.
من جانبه قال توماس جوارديا سفير بنما فى القاهرة إن قناة بنما وقناة السويس من أهم المسارات المائية لسفن البضائع فى العالم، لأنهما الأكثر فاعلية وكفاءة، كما أنهما يعملان على مدار العام، فى حين أن طرقاً بديلة لا تعمل طوال العام، ونحن على ثقة بأنه لن يكون هناك تأثير للمسارات البديلة على القناتين.
وأكد جوارديا أن قناتى بنما والسويس مكملتان لبعضهما البعض، ويخدمان مسارات مختلفة، ولا يوجد تنافس بينهما، وذكر ” نتشارك مع السلطات المصرية فى بعض الموضوعات، فلا يكفى أن تمر السفن عبر الممرات الملاحية ونقوم بتحصيل رسوم العبور، لأن المهم هو تطوير الأنشطة والمزيد من التنمية والتطوير، ففى بنما قمنا برفع حجم الاستثمار على جوانب مسارات السفن فى القناة “.
وكان مميش قد أكد فى المؤتمر أنه سيشارك فى السادس والعشرين من يونيو الجارى فى حفل افتتاح مشروع توسيع قناة بنما الجديدة، لافتا إلى أن هذا اليوم يمثل عيدا لقناتى بنما والسويس، وعيدا للبشرية جمعاء، وأن مشاركته فى حفل افتتاح توسيع قناة بنما رسالة للعالم بأن ما يجمع قناتى بنما والسويس هو التعاون من أجل خدمة التجارة الدولية، وتقديم خدمة متميزة للعملاء، وكذلك تحسين سلاسل الإمداد الدولى من أجل نمو وازدهار الاقتصاد العالمى، وكذلك الاقتصاد الوطنى لكل من مصر وبنما.
وأشار مميش إلى أن قناة بنما وقناة السويس يواجهان نفس التحديات، فكلاهما يتأثر بالتغيرات فى حركة التجارة العالمية وأيضاً النمو فى أحجام سفن الأسطول العالمى، واتجاه سوق الملاحة العالمى إلى التحالفات العملاقة، وأيضاً التهديدات من الطرق المنافسة والبديلة، وهى العوامل التى فرضت على إدارة كل من قناة السويس وقناة بنما ضرورة مواكبة هذه المتغيرات، والاستعداد بالشكل الذى تستمر فيه كل منهما طريقا رئيسيا لحركة التجارة العالمية، من خلال تطوير إمكانياتهما، ومن هنا كان قرار بنما بإقامة مشروع توسيع قناة بنما الذى سيتم افتتاحه فى السادس والعشرين من يونيو الجارى، وكذلك قرار مصر بإنشاء قناة السويس الجديدة بطول 72 كيلو مترا وتسمح بعبور السفن بغاطس حتى 66 قدم.