اجتمعت الدكتورة مايسة شوقى نائب وزير الصحة للسكان، أمس الخميس، مع ممثلى الجهات المشاركة فى إعداد وتنفيذ الاستراتيجية السكانية 2015 – 2030، لمناقشة الأنشطة المدرجة بمحور الإعلام والتواصل الاجتماعى بالاستراتيجية، والاستماع لمقترحات الجهات المشاركة لتطوير الأنشطة بهذا المحور وتفعيلها بصورة أكبر.
وفى مستهل اللقاء، أشارت “مايسة” إلى أهمية دور الإعلام فى مواجهة القضية السكانية، وضرورة أن تكون لها أولوية على أجندة التليفزيون المصرى باعتبارها قضية أمن قومى، واستعرضت جهود المجلس القومى للسكان فى تفعيل دور الإعلام، ونشر الوعى الصحى والمجتمعى فى ظل قلة توافر الدعم المادى اللازم لأنشطة الخطة السكانية القومية.
كما أكدت أن المجلس القومى للسكان أطلق الاستراتيجية القومية للسكان والتنمية 2015 – 2030 برعاية الرئيس السيسى، وبمعرفة المهندس محلب رئيس مجلس الوزراء السابق فى ديسمبر 2014، مما أكسبها قوة دافعة لها من خلال المادة 41 من الدستور المصرى، وتتولى 48 جهة مختلفة تنفيذ الاستراتيجية، بينما يقوم المجلس بأعمال التنسيق والمتابعة والتقييم وتقويم الأداء بما يضمن تحقيق الأهداف المرجوة من الاستراتيجية.
وفى إطار تفعيل محاور الإستراتيجية القومية للسكان 2015 – 2030، تم إعداد الخطة القومية لرفع الوعى الصحى والمجتمعى من قبل المجلس القومى للسكان، التى انبثقت منها مبادرة الرائد الجامعى التى تعتمد على الاتصال المباشر، وتهدف إلى رفع وعى طلاب الجامعات بأهمية تبنى ثقافة الأسرة الصغيرة، إضافة إلى توعيتهم بمفاهيم التربية الإيجابية، وتعريفهم بأهم الرسائل الصحية والمجتمعية المرتبطة برفع الخصائص السكانية للمواطنين.
ويتم تنفيذ مبادرة الرائد الجامعى بالتنسيق مع 24 جامعة على مستوى الجمهورية، على أن يتم اختيار الطلبه من كليات الطب والتمريض والصيدلة، وتدعم المبادرة منظمة اليونيسيف بالقاهرة، وتضم المرحلة الأولى من المبادرة 12 جامعة، يتم اختيار 100 طالب من كل جامعة.
وتم إعداد 4 حقائب تدريبية للمدرب والمتدرب فى إطار المبادرة، تضم الحقائب موضوعات مختلفة عن الخدمات الصحية وتنظيم الأسرة، وصحة الأسرة، والتغذية السليمة فى كل المراحل العمرية، إضافة إلى الوقاية والعلاج من الأمراض المعدية وغير المعدية.
وأشارت د. مايسة شوقى إلى أنه سيتم وضع الرسائل الخاصة بهذه المبادرة على موقع المجلس القومى للسكان ليستفيد منها الجميع، لأن الهدف هو توصيل رسائل واضحة وموحدة لمحدودى التعليم والثقافة، على أن يتم تكرارها من خلال وسائل الإعلام حتى تستقر فى عقل ووجدان المتلقى.
وأوضحت نائب وزير الصحة للسكان، أنه تم اختيار وتدريب طلبة الجامعة، لأنهم هم المقبلون على الزواج، ولأن الشباب أكثر قدرة على إحداث تغيير فى المجتمع، وأشارت إلى إمكانية تدريب عدد أكبر من طلبة الجامعات، وذلك إذا شاركت وزارة التعليم العالى فى تمويل هذه المبادرة، وأكدت على أن القوات المسلحة ستدعم مبادرة الرائد الجامعى وغيرها من الأنشطة التى يقوم بها المجلس القومى للسكان.
وتعتمد المبادرة على تدريب الطلبة على تنفيذ أنشطة توعوية داخل الحرم الجامعى، والتحرك خارج الجامعة بمعاونة وكيل الكلية لشئون البيئة والمجتمع، لتغطية المناطق المستهدفة.
وتابعت: يتم الاعتماد على الجمعيات الأهلية لنشر البرنامج التدريبى الخاص بالرائد الجامعى داخل المحافظات، وبذلك يتم نشر هذا الفكر التوعوى على مستوى الجمهورية، وأكدت أنه تم الإعداد العلمى لمبادرة الرائد الجامعى، حيث يجرى تقييم قبلى وبعدى للمعرفة والاتجاه والسلوك، إضافة إلى البحث النوعى من خلال المناقشات البؤرية لتحديد توجهات الناس داخل وخارج المجتمع فيما بتعلق بالقضايا السكانية المختلفة، مثل الزواج المبكر، وعمالة الأطفال، والتسرب من التعليم وغيرها، كما تم وضع آليات للمتابعة والتقييم، لتقويم الأداء، وضمان تحقيق الأهداف المرجوة.
وأشارت إلى أن الخطوة القادمة سيتم فيها تدريب المدرسين اللاصفيين، من أجل المشاركة فى التوعية والتعبئة المجتمعية بأهم الرسائل السكانية، على أن تكون الرسائل أكثر تبسيطا بما يناسب تلاميذ المدارس، وسيتم نشر الرسائل التوعوية من خلال الجمعيات الأهلية ونوادى الشباب والرياضة والهيئة العامة للاستعلامات والمجالس القومية للسكان والمرأة والطفولة، وذلك فى إطار تكاملى للوصول للأكبر عدد من المستهدفين فى المناطق الجغرافية المختلفة.
وقالت: يساعدنا اتحاد طلاب كليات الطب فى مصر، وهو اتحاد عالمى معلن من وزارة التضامن الاجتماعى، وهم شباب متطوع، وعددهم 70 ألف طالب، مقسمين إلى مجموعات، ولكل منها قيادة، وهؤلاء الطلاب يتحركون معنا فى المحافظات لنشر الوعى الصحى والمجتمعى، نظرًا لعدم توافر التمويل لمحور الإعلام.
كما أشارت د. مايسة، إلى أن الطلبة سيشاركون فى رصد الأسر الفقيرة فى المجتمع، والتى بحاجة إلى الدعم، وسيتعامل المجلس مع هذه الأسر من خلال وزارة التضامن الاجتماعى، إضافة إلى مشاركة الطلبة فى مشروع محو الأمية، حتى تصبح مصر خالية من الأمية بعد 3 سنوات.
وواصلت يقوم المجلس القومى للسكان بإعداد رسائل توعوية مدتها 50 ثانية، لبثها فى الإذاعة ومحطات المترو، وسيتم إنتاجها للتليفزيون بعد إضافة صور لها، وذلك بالتعاون مع بعض الجهات.
وطلبت د. مايسة شوقى من الحضور، تقديم مقترحات لتطوير محور الإعلام بالاستراتيجية السكانية، باعتبار أنه وضع فى 2014، وقد اختلف الوضع السكانى والاقتصادى فى مصر الآن.
كما طلبت من الجهات المشاركة بالاستراتيجية، تقديم تقرير عما تم تنفيذه من أنشطة هذه الاستراتيجية السكانية خلال عام 2016/2017، وذلك فى الأسبوع الأول من شهر يوليو المقبل، حتى يتسنى تقديم تقرير لرئيس مجلس الوزراء فى نهاية شهر يوليو، خاصة أنه يشهد الاحتفال باليوم القومى الثانى للسكان.
وأكدت نائب وزير الصحة للسكان، أن التقرير هذا العام سيكون مختلفًا عن مثيله فى العام الماضى، نظرًا لوجود مؤشرات يتم على أساسها قياس وتقييم أداء الأنشطة السكانية على مستوى الجمهورية.
وأشارت نائب وزير الصحة، إلى حصول المجلس القومى للسكان على دعم مادى يقدر بـ5 ملايين جنيه، لإنتاج وبث تنويهات إعلانية لمواجهة القضية السكانية، مشيرة إلى أهمية تعظيم الاستفادة من هذا المبلغ فى التوعية الإعلامية، لنشر الوعى بالمفاهيم السكانية الصحيحة بين الفئات المستهدفة داخل المجتمع، وفى نهاية اللقاء فتح باب المناقشة وتقديم المقترحات، وما يمكن أن تسهم به كل جهة، ليصبح العمل بمحور الإعلام والتواصل الاجتماعى أكثر فاعلية وتأثيرًا.
