السياسة والشارع المصريعاجل

ننشر نص كلمة الرئيس السيسي بحفل “الأسرة المصرية” فى حضور البشير

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، وبصحبته الرئيس السودانى عمر البشير حفل الأسرة المصرية، والذي تم تنظيمه باستاد القاهرة الدولى.

وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس عمر البشير ألقى كلمة بهذه المناسبة أعرب خلالها عن سعادته بتواجده فى بلده الثانى مصر، مؤكداً ما يربط البلدين من علاقات تاريخية عميقة وممتدة، وموجهاً الشكر والتقدير للأسرة المصرية لحفاوة الاستقبال. كما أكد الرئيس البشير أن إنجازات مصر تعد فخراً للسودان فقوة مصر من قوة السودان، داعياً المولى عز وجل أن يحفظ مصر وشعبها، ومتمنياً لمصر كل التقدم والازدهار.

وألقى الرئيس السيسى كلمة، أكد فيها أن مصر والسودان أسرة واحدة، وشعب واحد، تربطهما وشائج أزلية لا انفصام فيها، من الأخوّة والصداقة ووحدة المسار والمصير، وهذا ما يستقر في وجدان كل مصري وكل سوداني، من واقع هذه العلاقة الخاصة التى طالما ربطت بين البلدين والشعبين الشقيقين، وما يجمع بينهما من تاريخ وحضارة مشتركة،

وإلي نص الكلمة..

“بسم الله الرحمن الرحيم

فخامة الرئيس/ عمر حسن البشير

رئيس جمهورية السودان الشقيق،

الأخوة والأخوات الأعزاء،

الحضور الكريم،

السلام عليم ورحمة الله وبركاته

اسمحوا لي فى البداية أن أرحب بأخي العزيز الرئيس/ عمر البشير، والوفد المرافق لفخامته.. أرحب بهم بين أسرتهم وفى بلدهم مصر.. إنها لمناسبة عزيزة على قلبى، وعلى قلوب كل المصريين، أن نحتفل بيوم الأسرة المصرية مع أخ كريم، وشقيق عزيز، وصديق مقرب، في هذه المناسبة التي تجسد، وبكل الصدق، مشاعر الأخوّة بين شعبى وادي النيل منذ أقدم العصور.. فمصر والسودان أسرة واحدة، وشعب واحد، تربطهما وشائج أزلية لا انفصام فيها، من الأخوّة والصداقة ووحدة المسار والمصير.. هذا ما يستقر في وجدان كل مصري وكل سوداني، من واقع هذه العلاقة الخاصة التي طالما ربطت بين البلدين والشعبين الشقيقين، وما يجمع بينهما من تاريخ وحضارة مشتركة، وامتداد بشري متصـل، وعلاقات نسب وقرابة ومصاهرة، على نحو يجعل من الشعبين المصري والسوداني أشبه بشعب واحد في وطن واحد.

ولعلي لا أبالغ عندما أقول أن ما يجمع الشعبين المصري والسودانى هو رباط مقدس، تمتد جذوره منذ أن خلق الله الأرض، وستستمر بإذن الله، حتى يرث الله الأرض ومن عليها.. ولعل نهر النيل العظيم هو الرمز الأكبر لهذه العلاقات والصلات التى لا تنفصم بين شعبينا الشقيقين.. ومن هنا، فإنني أؤكد قناعة مصر بأن أمن وإستقرار ومصالح السودان كانت وستظل دائماً جزءاً لا يتجزأ من أمن وإستقرار ومصالح مصر.. ولقد علمتنا التجربة، وكشفت لنا حوادث التاريخ عبر العصور والأزمنة، أن كل تطور إيجابى يحدث للسودان وشعبه يكون له كل الأثر الطيب على مصر وشعبها، والعكس صحيح.

ودعني أؤكد لكم فخامة الأخ العزيز، أن مصر، حكومةً وشعباً، إنما تتسم سياستها نحو السودان الشقيق دائماً بالحرص الكامل على استقراره وأمنه، والسعى نحو تقدم ورخاء شعبه الصديق، والرغبة فى دعم وتعزيز العلاقات بين البلدين على كافة المستويات، استثماراً لما يجمع بينهما من مصالح مشتركة كبيرة، من أجل وضع أسس التعاون والتنسيق الكامل والتكامل فى المجالات كافة، تعظيماً للمكاسب المشتركة، وبما يتفق مع آمال وتطلعات الشعبين، وما يجمعهما من مشاعر المحبة والمودة والرحمة الضاربة فى عمق التاريخ.

السيدات والسادة،

شعب مصر العظيم،

تمضي بلدنا يوماً بعد يوم نحو مستقبل أفضل بإذن الله.. اجتزناً معاً فترات عصيبة وظروفاً قاسية..مررنا باختبارات صعبة ونجحنا فيها بفضل تكاتفنا، وإخلاص نوايانا لله والوطن.. بفضل تضحيات كبيرة لرجال منّا، سقطوا شهداء بينما يدافعون عن ثرى هذا الوطن وكرامته وحريته..إننا نتجاوز معاً، يداً واحدة، مكائد قوى الشر ومخططاتها.. نواجه أحقادهم على وطننا بصلابة، وإصرار على النصر.. بعزيمة لا تلين وعبقرية شعب أبيّ لا يقبل الهوان.. وضعنا خلال السنوات الماضية أساساً راسخاً لدولة المستقبل التي نحلم بها جميعاً.. دولة التقدم والازدهار والخير والسلام.. دولة الاستقرار والنماء التي يعيش مواطنوها فيها كراماً تحت ظل العلم الخفاق دوماً بإذن الله..

وأؤكد لكم من جديد.. أن ثقتي في هذا الشعب ليس لها حدود.. وأن ثقتي في قدرته، وأصالته، وإدراكه العميق لما يجري حوله من أحداث هي ثقة كاملة وراسخة.

وها هم أبناء أوفياء من هذا الشعب الكريم، وهم أبناء مصر في الخارج يقدمون نموذجاً ملهماً، ويضربون المثل في الوطنية، ويُشهدون العالم على حبهم لمصر، وحرصهم على المشاركة الفاعلة والإيجابية في رسم ملامح المستقبل، لهم ولأبنائهم وأحفادهم..

فلأبناء مصر الأوفياء في الخارج كل التحية والتقدير والاحترام.. التحية والتقدير لكل أب وأم.. ابن وابنة.. قاموا بأداء واجبهم الوطني في تقرير مستقبل مصر.. كل التحية والتقدير لمن تحملوا الظروف المناخية الصعبة.. ومشاق السفر من مدينة لأخرى.. ليستطيعوا التصويت في الانتخابات الرئاسية، بغض النظر عن توجهاتهم واختياراتهم، فلهم فيها كل الحرية.

ولا يساورني شك، في أن أبناء الشعب المصري الوفيّ، سيلبّون نداء وطنهم أيام الانتخابات داخل الجمهورية.. سيلبون نداء مصر.. وهم على يقين أن مشاركتهم تعني الكثير.. وأنه – وبكل الصدق –وأياً كانت اختياراتهم وآراؤهم السياسية، فإن مشاركتهم الكثيفة في الانتخابات، تعطي هذا الوطن دفعةً كبيرةً إلى الأمام، وترفع اسمه عالياً بين الأمم، وترسي دعائم مستقبل أكثر أماناً واستقراراً وتقدماً.

فلكل مصري ومصرية يحلمون بغد أفضل.. أقول لكم جميعاً، أنتم الأمل.. أمل هذا الوطن ورجاءه.. أبناءه الأوفياء الذين لا يتأخرون عن نُصرته متى سمعوا نداءه.. أقول لكم: اجعلوا قامة مصر عالية وصوتها مسموعاً.. اجعلوا العالم بأسره يشهد كيف نبني – نحن المصريون – قواعد المجد معاً.

السيدات والسادة،

اسمحوا لي في ختام كلمتي أن أرحب مجدداً بأخي العزيز، فخامة الرئيس عمر البشير رئيس جمهورية السودان الشقيق.. مرحباً بك فخامة الرئيس فى وطنك، وإنها لمناسبة غالية علينا جميعاً وجودك اليوم فى بلدك مصر ضمن أسرتك، في احتفالية الأسرة المصرية.

أشكركم جميعاً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.”.

وعقب انتهاء الحفل، توجه الرئيس مع نظيره السودانى عمر البشير إلى مطار القاهرة، حيث كان فى توديعه قبيل مغادرته القاهرة.

زر الذهاب إلى الأعلى