أخبار عالمية

“نهر الهوى”.. الجاسوسات الشيوعيات تسببن بهزيمة أمريكا في فيتنام

تحيي فيتنام في يناير الجاري ذكرى مجموعة “نهر العطور”، الجاسوسات الشيوعيات من النساء الذين تسببن في تغير مسار الحرب في فيتنام ضد الامريكيين في عام 1968.

توضح شبكة “مونت كارلو الدولية” الفرنسية أن قوات الفيتكونج الفيتنامية الاشتراكية، تمكنت من هزيمة الأمريكيين والانتصار في حرب فيتنام، إلا أن هذه القوات تلقت مساعدة قيمة من “نهر العطور” وهي مجموعة من الجاسوسات الشيوعيات في فيتنام الجنوبية، انتشرن تحت غطاء بائعات قبعات، لجمع المعلومات وإرسالها إلى الشمال.

تتابع الشبكة بالقول أن هذه المعلومات كان لها أهمية كبيرة في التحضير لهجوم تيت الكبير في مدينة هوي، و المفصلي في تاريخ الحرب، وشاركت مجموعة “نهر العطور في ذلك الهجوم المفاجئ في يناير 1968.

إذا كانت وحدة “نهر العطور”، وعلى غرار آلاف النساء المنخرطين في صفوف الثورة، يعملن بعيدا عن خطوط القتال، سواء في جمع المعلومات أو الإرشاد أو الطبخ أو التمريض، فإن الأمور سرعان ما تغيّرت مع معركة هوي.

ظلّت تلك المدينة لوقت طويل بمنأى عن القتال، إلى أن شنّ الشيوعيون هجوما واسعا شارك فيه 80 ألف مقاتل شمالي.

سدّد الشيوعيون بذلك ضربة كبيرة للقوات الأمريكية وحلفائها من الفيتناميين الجنوبيين، وجعلوا الولايات المتحدة في موقع الدفاع لأول مرة في مسار النزاع.

استمرت معركة هوي 26 يوما، وهي المعركة الأطول والأكثر دموية في حرب فيتنام، وفي اليوم العاشر من القتال، أرسلت وحدة “نهر العطور” إلى الجبهة، مع شعور القادة الشماليين بخطر فقدان السيطرة على المدينة.

يقول مارك يودن صاحب كتاب “هوي 1968” إن تلك الخطوة تدلّ على أن الشماليين كانوا في موقع حرج ويحاولون فعل المستحيل لعدم فقدان المدينة، مضيفا “حين بدأت الجبهة تتهاوى وأصبح الوضع حرجا انخرط الكل في المعركة”.

من بين هؤلاء النسوء نجد نجيين تهي هوا التي كانت في السابعة عشرة من عمرها حين انخرطت في تلك المهمة المحفوفة بالمخاطر في العام 1965، مبررة خيارها بالقول “أردت أن أتحرر، وأن أحرر وطني والنساء الأخريات … لم يكن هناك طريق سوى الانضمام إلى الثورة”، وحافظت نغيين على سريّة عملها، حتى أنها لم تطلع عائلتها على ما تقوم به.

كانت هوا من المشاركات في المعارك، مسلّحة ببندقية وقنابل، وكان تشعر بالاعتزاز لمشاركتها إلى جانب الرجال في قتال الأميركيين، وتقول هذه السيدة التي تبلغ الثامنة والستين من العمر، اليوم “لم نكن نتوقف عن إطلاق النار، كنا قريبين جدا من العدو”.

هذه الجهود الكبيرة لفرقة “نهر العطور” أدت لتلقيها تحية من الزعيم الشيوعي هو تشي منه في شكل قصيدة يشكر فيها تلك الفرقة التي “سحقت عظام” الجنود الأميركيين.

زر الذهاب إلى الأعلى