قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ، اليوم السبت ، إن غزو إسرائيل لمدينة رفح جنوبى قطاع غزة لن يساعدها فى حربها ضد حركة حماس.
وأضافت الصحيفة ، على موقعها الإلكترونى ، ” إن الذين ينتقدون إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن لضغطها على إسرائيل للتراجع عن غزوها الشامل لمدينة رفح يسيئون فهم دوافع بايدن التى تهدف ببساطة إلى تجنب حمام دم فى رفح”.
وأوضحت أن إنقاذ الأرواح يعد عاملا مهما، مشيرة إلى أنها ترغب فى أن يمارس بايدن المزيد من الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لحماية المدنيين الفلسطينيين ، ولكن حتى لو تم وضع المخاوف الإنسانية جانبا، يعتقد العديد من المراقبين أيضا أن إسرائيل نفسها ستكون فى وضع أفضل إذا أظهرت ضبط النفس.
وقالت الصحيفة إنه قد يكون من مصلحة نتنياهو تسوية رفح بالأرض، لأن كل ما يطيل أمد الحرب يبقيه فى منصبه، لكن هذا ليس فى مصلحة إسرائيل.
وأضافت أن افتراض الذين يفضلون غزو رفح يتلخص فى أن الهجوم قد يكون دمويا ، ولكنه قد يؤدى إلى تدمير حماس بالكامل ، الا أنه ومنذ بداية الحرب فإنه من الواضح أن إسرائيل من غير المرجح أن تقضى على حماس، مثلما فعلت الولايات المتحدة فى محاولات استئصال طالبان فى أفغانستان، أو الفيتكونج فى فيتنام، أو الميليشيات العنيفة فى العراق.
ولفتت إلى أن جادى آيزنكوت، رئيس أركان الجيش الإسرائيلى السابق وعضو مجلس وزراء الحرب الحالي، حذر فى وقت سابق من هذا العام من أن الحديث عن “الهزيمة المطلقة” لحماس هو “حكاية طويلة” ، وبالمثل، قال وزير الخارجية أنتونى بلينكن إن غزو رفح لن يقضى على مقاتلى حماس أو ينهى التمرد ، لذلك يبدو كما لو أن هدم رفح سيؤدى فى الغالب إلى مقتل المزيد من الفلسطينيين، والمخاطرة بحياة المحتجزين الإسرائيليين، وزيادة تأجيج سكان غزة للسعى للانتقام ، وتعزيز العزلة المتزايدة على إسرائيل بطرق تقوض أمنها على المدى الطويل.
وقالت الصحيفة إنه لطالما أخطأت إسرائيل فى فهم حماس ، ففى الثمانينات، عززت الحكومة الإسرائيلية صعود حركة حماس فى غزة لأنها اعتقدت أن الشخصيات الدينية ستقضى وقتها فى الصلاة فى المساجد بدلا من إطلاق الصواريخ ، وفى الفترة التى سبقت 7 أكتوبر، ساعد نتنياهو فى دعم حماس ماليا لأنه اعتقد أن ذلك سيؤدى إلى تقسيم الفلسطينيين وتقليل الضغط من أجل إقامة دولة فلسطينية.
وأضافت “إن العمل ضد المصالح الأمنية الخاصة ليس أمرا غريبا على إسرائيل ، اعتقدت الولايات المتحدة أنها بحاجة إلى حماية نفسها من خلال القتال فى فيتنام والعراق ، وأصرت روسيا على القتال فى أفغانستان ، لقد غزت إسرائيل لبنان عام 1982، وفى هذه العملية ولد حزب الله، الذى أصبح الآن أحد ألد أعدائها”.
وتابعت إن أحد أسباب التشكك فى الخطة الإسرائيلية للتعامل مع رفح هو عدم وجود خطة واحدة ، وسبق أن شن الجيش الإسرائيلى حربا فى شمال غزة ، وبدا أنها هزمت حماس هناك، ولكن من دون استراتيجية للسيطرة على المنطقة ، وعلى هذا فقد صعدت حماس هناك مرة أخرى، ويشير إفتقار إسرائيل إلى أى خطة متماسكة للتعامل مع غزة إلى أن هذا قد يستمر إلى أجل غير مسمى.
وقالت الصحيفة “إن أحد الأسباب المهمة التى تشكك فى أن غزو رفح يصب فى المصلحة الأمنية لإسرائيل هو الدرس الذى تعلمته القوات الأمريكية فى العراق : انتبه ليس فقط إلى عدد المقاتلين الذين تقتلهم، ولكن أيضا إلى العدد الذى تخلقه”.
وأضافت “إن الجمهوريين يتهمون بايدن بخيانة صداقة أمريكا مع إسرائيل من خلال وقف نقل القنابل التى تزن 2000 رطل ، واتخاذ خطوات أخرى لتثبيط الغزو الكامل لرفح ، ولكن الأمر على العكس من ذلك، فإن ذلك هو مقياس لاهتمام بايدن بمصالح إسرائيل الخاصة ، وبشكل عام، يبدو أن بايدن يقف إلى جانب إسرائيل بشكل أكثر وضوحا من نتنياهو”.