في 2013 أقال الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وزير الدفاع الحالي وقائد العمليات العسكرية في الشرق الأوسط، يومها جيمس ماتيس، بسبب مواقفه المتشددة ضد إيران. واليوم، يواجه ماتيس من جديد موقفاً حرجاً بسبب السياسة الأمريكية ضد طهران. ولكن في هذه المرة، يواجه ضغوطاً من قبل فريق أكثر عدائية لإيران.
وأشارت لارا سيلغمان، مراسلة مجلة “فورين بوليسي” لدى البنتاغون، إلى تصعيد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منذ أشهر، ضغطها الاقتصادي والخطابي ضد إيران. فقد وجه جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي، قبل بضعة أيام، تحذيراً شديد اللهجة قائلاً: “ستدفع طهران ثمناً باهظاً إذا حاولت مواجهة الولايات المتحدة أو حلفائها”.
تحذير ومراقبة
وقال بولتون في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة: “سيواجه النظام القاتل وداعموه نتائج كارثية إذا لم يغيروا سلوكهم. ولتكن رسالتي واضحة: نحن نراقب ما يجري، وسنلاحقكم”.
وتلفت كاتبة المقال إلى أن بولتون نفى تأكيد وزارة الدفاع الأمريكية، أن قواتها التي لا يزيد عددها عن 2000 جندي موجودة في سوريا لهدف وحيد: ضمان هزيمة دائمة لمقاتلي داعش، مصرحاً بأن الولايات المتحدة “ستبقي على وجودها العسكري في سوريا طالما بقيت قوات إيرانية هناك”.
إطالة المهمة
وحسب الكاتبة، يُفترض في ماتيس أن يسير اليوم على حبل رفيع بين خطاب الإدارة العدائي ضد إيران، بما فيها طموحاتها الإقليمية، وتخوفه من إطالة المهمة العسكرية الأمريكية في سوريا.
ويقول خبراء إن ماتيس وبولتون يتشاطران هواجس متشابهة تجاه إيران. ولكن لوزير الدفاع أسبابه ليكون أكثر حذراً من الوضع في سوريا. فمن جهة، يعرقل مشرعون في الكونغرس ما يعتبرونه توسعاً غير قانوني للمهمة الأمريكية في سوريا، والتي كانت في بدايتها لمحاربة تنظيمات متمردة غير شرعية، وليس لمحاربة دولة مثل إيران.
وفي الوقت نفسه، يمثل تصعيداً على الأرض خطراً حقيقياً على قوات أمريكية من قبل قوات حليفة لإيران، من بينها قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد، وقوات روسية.
وفي هذ االسياق، قالت ماليسا دالتون، محللة لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: “لربما كان ماتيس أكثر حذراً من تبعات وجود قوات أمريكية في الميدان في سوريا، خوفاً مثلاً من ردة فعل عنيفة من قبل قوات إيرانية أو روسية”.
لا تغيير
وفي دردشة مع صحافيين بالبنتاغون، بعد تصريحات بولتون، أكد ماتيس أنه لا وجود لتغيير في السياسة الأمريكية حول سوريا.
ونقلت كاتبة المقال عن ماتيس قوله: “علينا بوضوح تدريب قوات أمنية محلية حتى لا يتمكن داعش من النهوض من جديد. وهذا جزء من مهمة إلحاق الهزيمة بالتنظيم. ونحن نقاتل عدواً غير تقليدي، لا قوة تقليدية قد تعود لتحاربنا. وأعتقد أن هذا ما كان عليه موقفنا مند ما لا يقل عن عام ونصف”.
ورغم ذلك، أضاف ماتيس: “بولتون وأنا نسير على نفس النهج”.
رد فعل
ووفقاً للكاتبة، لم تكن تصريحات ماتيس كافيةً لتهدئة أعضاء في الكونغرس. فقد ناقش نواب، يوم الأربعاء الماضي، الدور العسكري الأمريكي في سوريا، وألحوا على مسؤولين في البنتاغون لمعرفة إذا كانت قوات أمريكية ستبقى هناك لمحاربة إيران.
وقال روبرت كارم مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الأمن الدولي للكونغرس، إن التفويض الحالي الذي تستخدمه الإدارة لتبرير وجود قوات أمريكية في سوريا، وأفغانستان، هو محاربة منظمات متشددة، لا لتغطية عمليات ضد إيران”. لكن كارم أضاف: “أين ما نُوجد في العالم، يكون لقواتنا الحق في الدفاع عن نفسها”.