عقدت السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، لقاء افتراضيًا عبر تطبيق “زووم” مع اثنين من الشباب المصري بالخارج لاستعراض تجربتهما السياسية والاستفادة منها وهما “مينا حنين” بالولايات المتحدة الأمريكية ” و”مارفن إسحاق” بألمانيا، وذلك بمشاركة أعضاء من تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وهما محمود مدحت عضو لجنة الشئون الخارجية، وشريف الرفاعي عضو لجنة الطاقة والبيئة، بالإضافة إلى مشاركة عدد من الشباب المصريين الدارسين بالخارج.
في مستهل كلمتها، رحبت السفيرة نبيلة مكرم بالمشاركين في اللقاء، معربة عن سعادتها بحضورهم جميعا، واصفة اللقاء بالمتميز لأنه يجمع شبابنا من السياسيين بالخارج والداخل، الأمر الذي يعد مدعاة للفخر والاعتزاز بأن مصر لديها ثروة قومية كبرى من شبابها.
وأضافت وزيرة الهجرة أن القيادة السياسية المصرية تؤمن بأن كلمة السر في التنمية والاستقرار هي الشباب، والدولة تؤكد مرارا وتكرارا في منهجيتها على تمكين الشباب ومشاركتهم في صنع القرار، لذلك كان لابد من مد المزيد من جسور التواصل بين شبابنا السياسيين في الخارج والداخل للاقتراب أكثر من فكر الشباب المصري الذي تمكن سياسيا ويلعب دورا رقابيا مهما في هذه المرحلة الفارقة من عمر الوطن.
من جانبه، بدأ الشاب “مينا حنين” بالحديث عن نفسه وقال إنه حصل على بكالوريوس العلوم السياسية من جامعة كاليفورنيا، كما أنه يسعى الآن للحصول على درجة الماجستير من جامعة هارفارد في تخصص السياسات العامة، وأضاف أنه التحق بالعمل في مجلس الشيوخ بمدينة ساكريمنتو بكاليفورنيا، ثم انضم لفريق الميزانية والسياسات المالية بالمجلس وعكف على دراسة ملف الضرائب وميزانيات عدد من الوزارات في الإدارة الأمريكية، ثم اتجه إلى مقاطعة ريفرسايد بكاليفورنيا والتحق بالعمل في مكتب للمحاماة والاستشارات القانونية والقضائية، مؤكدًا أن العمل في هذا المكتب القانوني كان هو بمثابة النواة لاشتغاله في العمل السياسي، إلى جانب أنشطته في الخدمة المجتمعية.
وشدد مينا أنه فخور ومعتز بمصريته، وأعرب عن تطلعه لتوظيف خبراته التي اكتسبها حتى يفيد بها وطنه الأم، كما تطرق في حديثه إلى التحديات التي واجهها عندما هاجر من مصر إلى أمريكا كان أبرزها الجمع بين اللغتين العربية والإنجليزية، إلى جانب صعوبات في استكمال بعض الأوراق الدراسية ما بين مصر وأمريكا، وكذلك عدم تعلم قيادة السيارات، وضرورة فهم طبيعة عمل المجالس المحلية في ساكريمنتو والتعرف على هيكل العمل الحكومي الأمريكي بمستوياته المختلفة، مؤكدًا أن التدريب وصقل المهارات والمثابرة من شروط النجاح في العمل السياسي.
من جانبه، قال مارفن إنه ترشح في سن صغيرة (19 عامًا) لخوض انتخابات البرلمانات المحلية للولايات في ألمانيا، وكان مرشحا في ولاية إيشبورن الألمانية، مضيفا أن رحلته مع السياسة بدأت من خطاب ألقاه -حينما كان رئيسا لاتحاد الطلبة في المدرسة- أمام عدد كبير من المواطنين عقب فوز مدير المدرسة بالانتخابات، ووجد استحسانا من جميع من استمعوا إلى خطابه، وطلبه أكثر من حزب في ألمانيا للانضمام والانخراط من خلاله في السياسة.
وأضاف الشاب المصري، أنه انضم إلى حزب سياسي، وعند اقتراب الانتخابات وضع برنامجا وكان شعار حملته «سياسة من شاب للشباب»، حيث إنه يرى أهمية ضخ الدماء الشابة في العمل السياسي والعام، إلى جانب الاستفادة من الخبرات وعمل مزج بينها وبين الشباب.
وأوضح مارفن، أنه يفتخر بجذوره المصرية دائما ومتمسك باللهجة المصرية في أحاديثه، كما أنه يدرس الهندسة الصناعية في ألمانيا وتحديدا الهندسة الميكانيكية، في الوقت الذي يمارس فيه عمله السياسي أيضا، كما تطرق في حديثه إلى التحديات التي واجهها وكان أبرزها انتشار جائحة كورونا (كوفيد-19)، الأمر الذي شكّل عائقًا كبيرًا أمامه في التواصل مع المواطنين في ولايته لعرض برنامجه الانتخابي.
من جهته، ثمن شريف الرفاعي عضو لجنة الطاقة والبيئة بتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، جهود وزيرة الهجرة في رعاية المصريين بالخارج وربطهم بوطنهم، ثم استعرض تجربته ورحلته في العمل السياسي منذ أن كان طالبا في المدرسة والتي بدأت من قريته بمحافظة الغربية، حيث انشغل بالتفكير في مشكلات القرية في عدة مجالات وعكف على إيجاد الحلول لها عن طريق ممارسة أنشطة مجتمعية من خلال ما عرف بـ “برلمان الطلائع”، وذلك إلى أن التحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة وتبحر في دراسة السياسة وتطبيق العمل السياسي على أسس سليمة، ثم التحق بالتنسيقية وتولى ملفي الطاقة والبيئة ووصفهما بأنهما غاية في الأهمية.
فيما رحب محمود مدحت عضو لجنة الشئون الخارجية بتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بمعالي وزيرة الهجرة وأعرب عن فخره بشباب مصر بالخارج وتأثيره في العمل السياسي، وأخذ يتحدث عن شغفه بالسياسة والتحاقه بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وبدأ يشترك بنماذج محاكاة للمنظمات الدولية والكيانات السياسية الدولية كانت تعقدها الكلية مثل نموذج محاكاة الكونجرس الأمريكي والأمم المتحدة، الأمر الذي أصقل معلوماته وأفكاره السياسية، حتى نما إلى علمه أن هناك كيانا يسمى “تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين” يعد بمثابة منبر يجمع شباب السياسيين المصريين للاستماع إلى آرائهم وأفكارهم ومشاركتهم في صنع القرار وقرر الالتحاق به، موضحا أنه الآن يتولى ملف الشئون الخارجية بالتنسيقية.
وخلال اللقاء، أخذ الشباب جميعا يتبادلون الأسئلة والأفكار ووجهات النظر حول مختلف جوانب العمل السياسي، وصفات السياسي الناجح، وكيفية التحلي بالمصداقية أمام المواطنين في الشعوب المختلفة.
وفي الختام، وجهت وزيرة الهجرة الشكر إلى الحضور جميعا على المشاركة في اللقاء وإثراء النقاش، مجددة التأكيد على ضرورة وجود “لوبي” مصري في الخارج يتمكن من الرد على الأفكار المغلوطة والشائعات التي تروج ضد مصر، وأن يكون بمثابة مرجع للمعلومات الرسمية والموثقة عن الدولة المصرية.
فيما توجه أعضاء تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين بالشكر إلى معالي الوزيرة على إتاحة الفرصة لهم للمشاركة في هذا اللقاء، مرحبين بالتعاون والتنسيق مع شباب السياسيين المصريين بالخارج من أجل تبادل الخبرات والاستفادة من تجاربهم للوصول إلى أفضل صيغة تعزز من استراتيجية الدولة المصرية في تمكين الشباب.