قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن درء الضرر العام مقدم على النفع الخاص، بل على الحق الخاص، بما يؤكد أن الحرص على أمن المجتمع وسلامه يقتضيان ضرورة النظر في إلغاء رخص قيادة المتعاطين والمدمنين، أو سحبها حتى يثبت إقلاعهم عن التعاطى وشفاء المدمنين منهم من هذا الداء المدمر لصاحبه وللمجتمع.
وأضاف الوزير، فى بيان له:” علينا أن نحمى المدمن والمتعاطى من شر نفسه ، وأن نحمى المجتمع من آثار ما قد ينتج عن تعاطيه السموم والمخدرات ، وليس لأحد أن يحتج في ذلك بأنه حر فى تصرفاته ، فشتان بين الحرية التى يكفلها القانون وبين الفوضى التى لا حدود لها.
واستكمل الوزير، قالوا :” أنت حر ما لم تضر، فإن صار الضرر محققا أو متوقعا، وجب وتعين رفعه وإزالته، وفِى الحديث الشريف : ” لا ضرر ولا ضرار ” وقد قرر الفقهاء بالإجماع في قواعدهم الكلية أن الضرر يزال ، وذلك سواء أكان الضرر محققا فيزال أو متوقعا فتزال الأسباب المؤدية لوقوعه، وبما أن ضرر السائق المدمن أو المتعاطي متحقق من جهة وقوع كثير من الحوادث المترتبة عليه ومتوقع حدوثه ما دام الداء موجودا تعين العمل على إزالة الضرر وأسبابه.
وأشار الوزير، إلى أن لا يجب أن يقف الأمر عند إنهاء خدمة الموظف العام فى ذلك، لأن الخطر والضرر سيظل قائما حتى لو عمل سائقا خاصا أو قاد سيارته الخاصة ، والحل الناجع هو إلغاء رخصة المتعاطى والمدمن حتى يقلع تماما عن دائه ، وتثبت سلبية تحاليله ، كما أقترح أن يكون التحليل إجباريا عند استخراج رخصة القيادة أو تجديدها، دفعا للضرر وحرصا على أمن وسلامة المجتمع، فالحق العام مقدم على الحق الخاص، وأنت حر ما لم تضر، ونؤكد أنه حتى فى الأمور المباحة فضلا عن الأمور المحرمة، فإن لولى الأمر أن يقيد المباح جلبا للمصلحة أو درأ للمفسدة.