فى ظل أجواء ملبدة بغيوم الحرب بين الجزائر والمغرب، عيَّن العاهل المغربي محمد السادس، مفتشًا عامًّا جديدًا للقوات المسلحة الملكية، ثاني أكبر منصب في الجيش.
ووفق ما أفاد القصر الملكي في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية، أن الملك محمد السادس “تفضل بتعيين الجنرال بلخير الفاروق، مفتشًا عامًّا للقوات المسلحة الملكية، خلفًا للجنرال عبد الفتاح الوراق الذي شغل المنصب منذ 2017”.
الجنرال بلخير الفاروق
والعاهل المغربي هو القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، وفق دستور البلاد، وأضاف البيان أن “اختيار الجنرال الفاروق لمؤهلاته المهنية وروح المسؤولية العالية التي تحلى بها في مختلف المهام التي أُسندت إليه”.
وأوضح البيان، أن المسؤول العسكري سيواصل أيضًا ممارسة مهامه قائدًا للمنطقة الجنوبية.
وقاد الجنرال بلخير الفاروق الملقب بـ”ثعلب الصحراء” العمليات العسكرية في منطقة الكركارات في أقصى جنوب الصحراء المغربية في نوفمبر 2020، لإبعاد عناصر من جبهة بوليساريو أغلقوا الطريق الوحيد المؤدي إلى موريتانيا المجاورة.
وقادت المواجهة بوليساريو لإعلان “حالة حرب دفاعًا عن النفس”، وإنهائها من طرف واحد وقف إطلاق النار الساري منذ 1991، ويعد الجيش المغربي نحو 310 آلاف عسكري إضافة إلى 150 ألف عنصر احتياط، وفق موقع “جلوبل فايرباور” المتخصص.
أزمة المغرب والجزائر
ويعيش الشارع المغاربي حالة من الترقب بعد قطع العلاقات بين المغرب والجزائر بشكل أحادي من طرف الأخيرة.
تتباين الآراء من الجانبين بشأن احتمالية التصعيد وكذلك الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية، غير إن الأغلبية يرون عدم الذهاب نحو تصعيد عسكري، مع عدم استبعاد الخطوة في المستقبل.
كل طرف يلقي باللوم على الطرف الآخر، فبينما تتهم الجزائر المغرب بدعم حركات تقول أنها متورطة في إشعال الحرائق التي طالت مساحات واسعة من البلاد، يرى المغرب أنها اتهامات لا أساس لها وأنها محاولة للهروب من أزمات داخلية وتصديرها باتجاه المغرب، وأن الأمر مرتبط بالوضع الجديد الحاصل قضية الصحراء التي افتتحت فيها قنصليات لأكثر من 20 دولة.
تتفق الآراء جميعها في المغرب على أن الجزائر تريد الذهاب إلى توترات أعلى مع المغرب، رغم مبادرة الملك محمد السادس، إلا أن الجزائر اتهمت المغرب بالقيام بأعمال عدائية، حسب وصفها.