ساعدت الملاحظات التي أجراها القمر الصناعى جايا التابع لوكالة الفضاء الأوروبية العلماء من مرصد تورين للفيزياء الفلكية في تتبع الاعوجاج الظاهر مثل العقدة، وهو يدور حول قلب مجرة درب التبانة، حيث تبين أنه قد يكون نشأ عن طريق تصادم مستمر مع مجرة قريبة.
ووفقا لما ذكرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية، ساعدت البيانات المستمدة من جايا، العلماء على اكتشاف تغير الاعوجاج في اتجاهه بمرور الوقت، وكذلك معرفة أنه يدور حول مركز المجرة بشكل أسرع بكثير من المتوقع.
ويعتقد فريق وكالة الفضاء الأوروبية ESA الآن، أنه قد يكون ذلك بسبب تصادم قوي مع مجرة أخرى، وكان قد ساعد أحدث إصدار لبيانات جايا العلماء في رسم خريطة الاعوجاج بشكل صحيح، حيث يدور حول مركز المجرة ويفعل ذلك كل 600-700 مليون سنة.
وتم إطلاق مرصد جايا في ديسمبر 2013 لإنشاء خريطة ثلاثية الأبعاد لمجرة درب التبانة، والحصول على صورة أفضل لكيفية تشكيلها، وما يتكون منها، وكيف تتغير.
وتضمنت النظريات السابقة حول سبب الالتواء أشياء مثل تأثير المجال المغناطيسي بين المجرات أو تأثيرات هالة المادة المظلمة.
وهذه الهالة للمادة المظلمة هي كمية كبيرة من المواد غير المرئية التي يتوقع العلماء لإيجاد مجرات تدور حولها، فإذا كان لها شكل غير منتظم، فإن قوتها يمكنها ثني القرص المجرى.
تشير بيانات جايا الجديدة التي تدل على أن الاعوجاج يدور حول قلب المجرة بشكل أسرع من المتوقع، أنه لم يكن ناتجًا عن مادة مظلمة، ولكن بسبب شيء أكثر قوة.
وقال الباحث الرئيسي إلويسا بوجيو من مرصد تورين للفيزياء الفلكية في إيطاليا: “لقد قمنا بقياس سرعة الاعوجاج من خلال مقارنة البيانات بنماذجنا”.
وأضاف بوجيو: “استنادا إلى السرعة التي تم الحصول عليها، سيكمل الاعوجاج دورة واحدة حول مركز درب التبانة خلال 600 إلى 700 مليون سنة، وهذا أسرع بكثير مما توقعنا بناءً على تنبؤات من نماذج أخرى، مثل تلك التي تبحث في تأثيرات الهالة.”
في حين أن الاعوجاج يدور بشكل أسرع من المتوقع، فإنه لا يزال أبطأ من النجوم التي تدور حول مركز المجرة، فتدور الشمس كل 220 مليون عام.