تحدث رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد عن الحرب التي يخوضها مع جبهة تحرير تيجراي على أعتاب اديس ابابا، قائلا: “إن الهزيمة ليست في تاريخنا”، مغفلًا تقدم جبهة تحرير تيجراي وحلفائها وحصار عاصمة البلاد.
حرب شائعات وليست رصاصا
وأضاف رئيس الوزراء الإثيوبي، إن الحرب التي تخوضها بلاده حرب شائعات وليست رصاصا، في إشارة إلى الصراع الممتد منذ عام مع جبهة تحرير تيجراي.
جاءت تصريحات أحمد خلال منتدى عقد، اليوم الخميس في مكتبه لمناقشة الأوضاع الراهنة في البلاد ضمن سلسلة لقاءات تعرف باسم “أدّيس وج”، ويحمل المنتدى شعار “الدعوة إلى الوجود والنضال من أجل إنقاذ البلد”.
وأضاف رئيس الوزراء الإثيوبي في كلمته: “العدو لا يمتلك الأخلاقيات التي تمنعه من نشر الكذب، ويسعى في نشر دعاية كاذبة، لكن الحكومة لا مصلحة لها في نشر الأكاذيب”.
وأردف بالقول: “الهزيمة ليست من تاريخنا، والهدف هو إعادة إثيوبيا إلى السلام الذي تسعى إليه.. إثيوبيا دولة ذات تاريخ قديم وعريق، وتم بذل الكثير من الجهد خلال الثلاثين عاما الماضية للتفرقة بين الإخوة”.
مشروع عظيم
وأكد أن حكومته تعمل على مشروع عظيم لبناء أمة، مضيفا أنها تقدم تضحيات كبيرة حتى تتمكن البلاد من تجاوز المحن وتقديم قصة انتصارها ليستفيد منها الغير.
وتشهد إثيوبيا صراعا مستعرا في شمال البلاد منذ عام، بعدما شنت أديس أبابا حملة عسكرية ضد جبهة تحرير تيجراي الحاكمة لإقليم تيجراي بدعوى تعديها على وحدات للجيش الوطني، واتسع نطاق الحرب أخيرا، ما أثار مخاوف أطراف دوليين.
وأعلنت الجبهة، في الأسابيع الأخيرة، تحالفها مع فصائل سياسية وعسكرية، وقالت إنها بصدد التحرك نحو العاصمة لإسقاط الحكومة، والتي أعلنت على الفور حالة الطوارئ واستدعاء العسكريين المتقاعدين وحثت المدنيين على حمل السلاح.
وكان صعد نظام رئيس الوزراء آبى أحمد، حالة التوتر مع الدول الغربية، وأقدمت سلطات أديس أبابا على احتجاز رعايا أجانب من جنسيات مختلفة بينهم أمريكيون.
وقالت الحكومة البريطانية حسب وكالة “رويترز”، إن عددًا من الرعايا البريطانيين محتجزون في إثيوبيا، ورفعت حكومة المملكة المتحدة قضاياهم رسميًا مع السلطات الإثيوبية وطلبت الوصول الفوري إلى القنصلية.
احتجاز أمريكيين
وفى سياق متصل قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن الولايات المتحدة قلقة بشأن تقارير عن اعتقال عدد من المواطنين الأمريكيين في إثيوبيا وتجري مناقشات مع الحكومة الإثيوبية حول هذا الموضوع.
وأكدت وزارة الخارجية الإيطالية، إنه تم القبض على عامل إغاثة إيطالي يوم السبت الماضي مع اثنين من زملائه الإثيوبيين.
معاقبة الجميع
وقالت حكومة آبى أحمد، اليوم الخميس، إن الموظفين الإثيوبيين العاملين لدى الأمم المتحدة أو الاتحاد الأفريقي لا يعيشون “في الفضاء” وستتم معاقبتهم على أي انتهاك للقانون، وذلك بعد اعتقال عدد من موظفي الأمم المتحدة بسبب جرائم غير محددة.
وأعلنت إثيوبيا حالة الطوارئ مطلع الشهر الجاري، بعد أن حققت قوات جبهة تحرير تيجراي وحلفاؤها مكاسب على الأرض وهددوا بالزحف إلى العاصمة أديس أبابا.
شروط التفاوض مع التيجراي
وفي سياق آخر أعلنت إثيوبيا، شروطها لمحادثات محتملة مع مقاتلي إقليم تيجراي، بعد أيام من جهود دبلوماسية مكثفة يقوم بها مبعوثون دوليون لتجنب تصعيد جديد في القتال.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية دينا مفتي، أن الشروط لمحادثات ممكنة، والتي شدد على أنه لم يتم الاتفاق على اجرائها؛ ستكون انسحاب المتمردين من منطقتي عفر وأمهرة المتاخمتين لتيجراي.
وأضاف: “من أجل أن يكون هناك حل سلمي، هناك شروط: الأول أوقفوا هجماتكم. ثانيًا اتركوا المناطق التي دخلتموها (امهرة وعفر). ثالثًا اعترفوا بشرعية هذه الحكومة”. ولكنه أصر “بالمناسبة، لا تسيئوا الفهم، هذا لا يعني أنه تم اتخاذ قرار بخوض مفاوضات”.
وكان جيتاتشو رضا، الناطق باسم جبهة تحرير شعب تيجراي، قال لوكالة “فرانس برس” للأنباء،، إن الانسحاب من أمهرة وعفر قبل المحادثات “غير مطروح إطلاقًا”.