يؤدي أئمة المساجد خطبة اليوم الجمعة تحت عنوان «حاجتنا إلى الدين الرشيد ومحاسبة النفس»، حيث قال وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة: “واجبنا هو عمارة الدنيا بالدِّين، وليس إفساد الدنيا باسم الدين”.
وأضاف الوزير: «لقد أدت متاجرة الجماعات المتطرفة بدين الله عز وجل ومحاولة اتخاذه مطية لتحقيق مصالحها وأغراضها وخدمة من يستخدمها ويمولها، إلى الصد عن دين الله عز وجل، كما أدت ممارستها للعنف إلى ظهور ما يعرف بظاهرة الإسلام فوبيا».
وتابع: «شوهت أفعال هذه الجماعات المتاجرة بالدِّين جانبا من الصفحة النقية شديدة النقاء لديننا السمح، كما أسهم تحجر البعض وانغلاق فهمه في حدوث صد آخر عن الدين، بزعم عدم قدرته على مواكبة المستجدات، لما لمسوه من ضيق أفق هؤلاء المتحجرين المغيبين عن الواقع، وهذا أيضا فهم خاطئ، فالدين الصحيح سبيل حضارة وبناء وتعمير، وواجبنا عمارة الدنيا بالدِّين، لا تخريبها ولا إفسادها باسم الدين، فالدين فن صناعة الحياة وعمارة الكون، والأخذ بأسباب التقدم والرقي».
واستطرد: «الدين الحقيقي الذي شرعه الله عز وجل لعباده ميزان قويم لضبط سلوك الإنسان وقيمه وأخلاقه وحسن مراقبته لله عزو وجل، ليس في عباداته التي يتوجه بها إلى الله عز وجل فحسب، بل في سائر حركاته وسكناته، سره وعلنه، رضاه وغضبه، عمله وعلاقاته، وسائر تصرفاته، وهو صمام أمان للبشرية جمعاء».
وأردف: «الأديان السماوية كلها جاءت لسعادة الناس لا لشقائهم، وحيث تكون مصلحة البلاد والعباد فثمة شرع الله الحنيف المتسق مع الفطرة الإنسانية السوية التي فطر الله الناس عليها، دون إفراط أو تفريط، فميزان الوسطية والاعتدال راسخ وأصيل في كل الشرائع السماوية، لأنه منهج الفطرة ومقتضى الحكمة الإلهية، فحيث يكون الدين الحقيقي يكون الصدق، والوفاء، والأمانة، وحب الخير للإنسانية، ويكون إتقان العمل، وحب الوطن، وسائر الخصال الكريمة».