مقتل البغدادي في غارة أمريكية، ذلك النبأ الذي كثيرا ما تردد خلال السنوات الماضية يستقبله العالم بكثير من الريبة والشك، حيث أعلن مقتله أكثر من مرة، حتى يجهضها أبو بكر البغدادي بتسجيل صوتي يؤكد فيه أنه ما زال حيا ينفث سمومه في الدول العربية، لكن يبدو أن مصرعه اليوم خبر مؤكد لا ريب فيه.
وكانت تغريدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي قال فيها «شيء كبير للغاية حدث للتو» مقدمة لإعلان البنتاجون مقتل أبو بكر البغدادي في غارة أمريكية بمحافظة إدلب السورية القريبة من الحدود التركية، ليلقي زعيم تنظيم داعش الإرهابي مصير ما قدمت يداه، بعدما نشر تنظيمه القتل والدمار، وعمّ الفساد والخراب.
إبراهيم عواد إبراهيم على البدري السامرائي، الشهير بأبو بكر البغدادي الذي أعلن نفسه أميرا للمؤمنين وأعلن بعد ذلك الوحدة بين العراق وتنظيم النصرة الإرهابي في سوريا، تحت مسمى «داعش» وفي الرابع من أكتوبر 2011 أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على البغدادي أو إلى مقتله بعما اعتبرته واشنطن إرهابيا عالميا، وأعلن داعش الخلافة في يونيو 2014 بعد سيطرته الكاملة على شمال وغرب العراق، وإثر ذلك نشر التنظيم الإرهابي تسجيلا مصورا للبغدادي يؤدي الصلاة بمسجد في مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية، ليشاهد العالم صورة اعتاد عليها كثيرا تسببت في إلصاق الإرهاب بالإسلام وهو منه براء، فقد ظهر الإرهابي العالمي خطيبا ذو لحية كثة، ويرتدي زيا أسود.. وفي 16 ديسمبر من عام 2016 رفعت الولايات المتحدة المكافأة إلى 25 مليون دولار.
وأما عن سيرة «البغدادي» قبل «داعش» فتقول إنه ولد في مدينة سامراء العراقية عام 1971 ورزق بأربعة أبناء من زوجته الأولى ما بين عامي 2000 و2008، وتؤكد الاستخبارات العراقية أنه تزوج من امرأة أخرى وأنجب منها ولدا آخر، وكان البغدادي أستاذا في جامعة تكريت، وفي 2003 انضم للقوات المناهضة للوجود الأمريكي في العراق الذي بدأ في 2003 تحت الاسم الحركي «أبو دعاء» وترددت أنباء في 2005 أن غارة أمريكية استهدفته إلا أنه تبين فيما بعد كذب ذلك الادعاء، وبعد مقتل أبو عمر البغدادي زعيم داعش ونائبه أبو أيوب المصري في غارة على الحدود العراقية في مايو 2010 أعلن تسلمه المسئولية عن التنظيم الإرهابي.