أكد السفير أحمد الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن مسيحيى الشرق يتعرضون لخطة ممنهجة تهدف إلى تهجيرهم وإفراغ بلادهم منهم وهم جزء لا يتجزأ من نسيجها، لافتًا إلى أن إسهام المسيحيين فى الحضارة العربية لا ينكره إلا جاحد .
وأضاف خلال كلمته بمؤتمر المواطنة تنوع وتكامل الذى افتتحه شيخ الأزهر اليوم: الشرق الأوسط يزدهر بالتنوع، والمجتمعات الناجحة هى تلك التى تتعدد فيها الثقافات، وهو ما ينعكس على حركة المجتمع العامة من اقتصاد وسياسة.
وقال إن الأرض التى يعيش عليها العرب اليوم هى التى شهدت نزول نور الأديان، وعاش الناس على ربوعها وحملوا الرسالة للدنيا كلها شرقًا وغربًا، وظلت هذه الأرض الطيبة حاملة لجذور الإيمان.
وتابع: العلاقات بين أصحاب الديانات لم تكن جيدة على طول الخط، لأنها علاقات بشرية يتسم بعض البشر بالحكمة وبعض الحماقة، وفى تجربتنا التاريخية خليط بين هذا وذاك.
وأضاف: تجربتنا التاريخية على هذه الأرض تجمع هذا كله فى تجربة ليس لها نظير، وللأسف نعيش فى حقبة التعصب، وحقبة من حقب الانزلاق التى بليت بها المنطق، حيث يشهد العالم العربى ظاهرة مثيرة للأسى وباعثة للحزن هى الإرهاب الدينى الذى عرض مفهوم المواطنة للخطر الشديد.
واعتبر الأمين العام أن التسامح الدينى أحد المبادئ المؤسسة لدولة المواطنة، فالتسامح في المجتمعات منظومة كاملة فكرية وسياسية وقانونية تترسخ فى رصيد المجتمع حتى يتشربها أبناؤها وتصير نهجًا ثابتًا وتتأسس على التسامح أى القبول بالآخر المختلف.
واستكمل: ثقافة التسامح تكتسب وتمارس ولا يولد الناس بها، والأغلبية فى البلاد العربية تفترض أنها ليست بحاجة لتعرف المختلف عنها فى الدين، فلا يعرف أصحاب دين عن الدين الآخر سوى أقل القليل.
وأشار أبو الغيط إلى أن أصحاب الديانات متباعدين ولا يعرفون عن الأديان الأخرى سوى القشور، مطالبًا القيادات الدينية بممارسة دور تنويرى وتربية النشء على معرفة الأخر والقبول بالاختلاف معه والإقرار بحقوقه.