استمعت محكمة جنايات بورسعيد، السبت، إلى شهادة اللواء أحمد وصفي ، قائد الجيش الثاني الميداني السابق، في القضية المعروفة إعلاميًا بـ«أحداث سجن بورسعيد »، المتهم فيها 51 شخصًا بأحداث الاشتباكات والعنف والشغب التي جرت بمحافظة بورسعيد في يناير 2013 ومحاولة اقتحام السجن.
وأكد وصفي أنه أصدر تعليمات بتكثيف تواجد القوات لتأمين المدينة، وانتقل على رأس قوة إلى مكان السجن، وتم الدفع بقوات كبيرة لمحيطه وللمنشآت، ووقع إطلاق أعيرة نارية على القوات المتواجدة أمام السجن وتم الرد على مطلقي النيران.
وقال وصفي إن عمليات القتل كانت تتم عشوائيًا، وتم إطلاق أعيرة نارية أثناء تشييع جنازات المجني عليهم، مشيرا إلى أنه أجرى اتصالا بمدير أمن بورسعيد وأكد له أن هناك ضغطا شديدا وأنه سيخلي مديرية الأمن، فطالبه بالتمسك بمكانه لأنه موقع سيادي، وتابع: «بعد صلاة الجمعة أخبرني مدير أمن بورسعيد أنه انسحب وتحرك من المسجد إلى ميدان المسلى، ودخلت وسط الأهالي وحاولت إقناعهم بالهدوء».
وأضاف أن القائد الذي كان مكلفًا بتأمين المنشآت أصيب بطلق ناري في الساق إثر إطلاق الأعيرة النارية عليه من مجهولين، موضحًا أن هناك دوريات متحركة وثابتة كانت مكلفة بحراسة المواقع والمنشآت، وأنه كان يتلقى معلومات من الأجهزة الأمنية حول الموقف أولًا بأول، ويتم تقدير الموقف قبل القيام بالمأمورية، وكان هناك عناصر تشعل الأزمة في بورسعيد، تحول الامر إلى مأساة، والمواطنون كانوا في حالة ثورة عارمة، وأصبحت بعض الأهداف مهددة بالاقتحام.
وأشار وصفي إلى أن إطلاق النيران على القوات كان من خارج السجن من ناحية السوق، لافتا إلى أنه دخل السجن وتقابل مع قيادته، وتبين إصابة العميد شريف العريشي، خلال الأحداث، مضيفًا أن الهدف الأول هو تهدئة الأوضاع والحفاظ على المدينة من الدمار.
ونفى وصفي إطلاق الأعيرة النارية على المدرعات أو الدبابات أو حتى إطلاقها من قبل قوات الجيش في الهواء، خوفًا من إصابة المواطنين، لافتا إلى أن الهدف من الأحداث التي وقعت، هو الفتنة وإثارة أهالي بورسعيد.
وأكد وصفي أنه لا يعرف الأشخاص الذين مولوا الأحداث، ولكنه سمع وطلب من القائد العام للقوات المسلحة، الفريق عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع وقتها، التأمين الجوي واستجاب لذلك.
وكشف وصفي أنه تم إطلاق نار وقع على قوات الجيش المتواجدة أمام سجن بورسعيد يومي 26 يناير 2013 ليلا و27 يناير 2013 نهارا، ولم يسقط مصابون أو قتلى من الأهالي أو القوات نظرا لتوخي الحذر، مضيفا أن الأعيرة التي أطلقت خاصة بذخيرة الرشاشات.
وتابع: «طلبت من القوات اعتلاء أسطح العقارات في محيط سجن بورسعيد العمومي، وطالبت الأهالي بإغلاق الأبواب بالجنازير في حالة وجود خطر».
وسأل الدفاع اللواء أحمد وصفي قائلا: «بحكمك خبير أمني.. هل توجد جماعات معينة وسط المتظاهرين؟»، فرد: «أنا مش خبير أمني أنا خبير عسكري ودي كبيرة عليا، فلو صنفتني كخبير عسكري، فهذه المعلومات تخص خبير أمني وليس عسكري».