بالرغم من عدم اعتراف إسرائيل الرسمي بمسؤوليتها عن القاعدة العسكرية الإيرانية التي تمت مهاجمتها في العراق الجمعة الماضية، إلا أن الدلائل تشير إلى تورط تل أبيب في الحادث وأن الاحتلال أراد إشعال فتيل الحرب من قلب الأراضي العراقية في وقت تزداد فيه حدة التوتر بين واشنطن وطهران.
الحرب الهادئة
الموقع الاستخباراتي الإسرائيلي “ديبكا” قال: إن الهجوم على اللواء 52 من قوات بدر في شمال العراق يشكل نقطة تحول في الحرب الهادئة بين الولايات المتحدة وإيران وحلفائها، وليس هناك حليفًا أقرب لواشنطن من إسرائيل.
وتعد نقطة التحول التي بالفعل تريدها إسرائيل، خاصة أن الصمت الأمريكي إزاء استهداف طهران مؤخرًا لطائرتين أمريكيتين لم يرض إسرائيل بل أغضبها أيضًا وكانت ترى أنه من الضروري أن يكون هناك رد مناسب على طهران ليحقق معادلة الردع، حتى لا تتجرأ طهران مرة أخرى والقيام بمثل هذه الأفعال، ولكن في الوقت نفسه كانت هناك مخاوف إسرائيلية من أن تشعل طهران نشاط الموالين لها في قطاع غزة لتصب جام غضبها ضد إسرائيل في حال كان هناك رد أمريكي قوي، وربما هذا ما دفع إسرائيل للرد ولكن في الساحة العراقية وليس في الساحة السورية كما كان من قبل.
قوة عسكرية محترفة
وأضاف ديبكا أن الدلائل تشير إلى وجود قوة عسكرية محترفة تتمتع بقدرات استخبارية عالية وراء الهجوم، وحقيقة أن الهجوم وقع على مرحلتين يشهد على ذلك.
وأكد أن إسرائيل ليست مستبعدة في تنفيذ الهجوم، كونها حذرت مؤخرًا عدة مرات من أنها لن تسمح لإيران بتركيب صواريخ باليستية في العراق ستطلق من هناك باتجاه أهداف في إسرائيل.
وتشير صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إلى أن القاعدة التي تمت مهاجمتها في العراق الجمعة الماضية، هي الممر الأساسي للطريق من إيران إلى سوريا، لأنه ليس جديدا قيام الإيرانيين بتهريب الصواريخ عبر قواعد مليشياتها المسلحة المنتشرة في العراق عبر شاحنات تجارية”، وهذا يؤكد أن إسرائيل مسؤولة عن الهجوم لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سبق وهدد مرارًا وتكرارًا أنه لن يسمح بمرور الأسلحة إلى الإيرانية إلى سوريا، فرأى الاحتلال أن استهداف القاعدة سيمثل عامل ردع لإيران.
وأضافت الصحيفة العبرية، أن طهران قامت ببناء مستودعات لوجستية استباقية لتخزين الصواريخ في تلك المنطقة، واستخدامها وقت الحاجة، لكن إسرائيل ليست الدولة الوحيدة التي تمتلك قدرات عسكرية تفجيرية من خلال طائرات مزودة، موضحة أن القاعدة العسكرية المستهدفة موجودة في منطقة سنية شمال غرب العراق، وتقع في قلبها مدينة تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وسكانها معروفة علاقاتهم الجيدة مع السعودية والولايات المتحدة، وهي ليست مكانا مفضلا للمليشيات الشيعية، لكننا أمام منطقة صحراوية مجاورة للحدود العراقية السورية، ومعبر القائم الذي يعد الممر البري الذي يصل إيران بسوريا ولبنان عبر العراق”.
معلومات ثمينة
ورغم نفي متحدثين عسكريين أمريكيين بشدة تورط القوات الأمريكية في الهجوم على العراق إلا أن هذا لا ينفي أنهم قد قدموا معلومات استخباراتية ثمينة ساعدت على تنفيذ الهجوم وليس هناك أقرب لـواشنطن من تل أبيب لتقدم لها المعلومات الاستخباراتية.
كما أنه سبق للمسؤولين الإسرائيليين الكبار مثل قائد هيئة الأركان أفيف كوخافي، ورئيس الاستخبارات العسكرية تامير هايمان، ورئيس الموساد يوسي كوهين، جميعهم حذروا العراق من أي وجود للحرس الثوري الإيراني والمليشيات التابعة له في العراق.