رغم الضغوط الدولية الكبيرة، يرفض الرئيس التركي رجب أردوغان، وقف إطلاق النار في شمال شرق سوريا. وقبيل وصول نائب ترامب إلى أنقرة، أكد أردوغان أنه لن يتفاوض مع المقاتلين الأكراد هناك، كما وضع لهم شرطا إذا فعلوه “ستتوقف العملية العسكرية”.
رفض رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء، إجراء أي محادثات مع القوات الكردية السورية من أجل وقف الهجوم التركي الجاري حاليا في شمال سوريا، داعيا إياها إلى إلقاء السلاح والانسحاب من الحدود التركية.
وتأتي هذه التصريحات فيما تتعرض أنقرة لضغوط من الولايات المتحدة ودول أخرى لوقف عمليتها، ولهذا الغرض يزور مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي، ووزير الخارجية مايك بومبيو، تركيا؛ لإقناع القادة الأتراك بالتفاوض على وقف لإطلاق النار، لكن أردوغان أستبق ذلك بالإعلان عن أنه لن يلتقي بمايك بنس ومايك بومبيو عند زيارتهما أنقرة، وفقا لما أوردت وكالة فرانس برس.
وقال الرئيس التركي اليوم، في خطاب أمام كتلة حزبه البرلمانية: “هناك بعض القادة الذين يحاولون القيام بوساطة. لم يحصل إطلاقا في تاريخ الجمهورية التركية أن تجلس الدولة على نفس الطاولة مع منظمة إرهابية”.
وأضاف: “نحن لا نبحث عن وسيط، لسنا بحاجة إليه”.
وتابع: “اقتراحنا هو أن يقوم كل الإرهابيين الآن، الليلة، بإلقاء سلاحهم ومعداتهم وكل شيء، وأن يدمروا كل تحصيناتهم، وينسحبوا من المنطقة الآمنة التي حددناها”، مضيفا أن هذا الأمر “سيكون أسرع طريقة لحل المشكلة في سوريا”.
وقال الرئيس التركي: “حين يتحقق ما وصفناه، من منبج إلى الحدود العراقية، حينئذ تكون عمليتنا نبع السلام التي لا تستهدف سوى الإرهابيين، انتهت من تلقاء نفسها”.
كما وجه أردوغان انتقادات لحلفاء بلاده في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وقال: “تعالوا وقِفوا إلى جانب تركيا في هذا الصراع، وليس ضدها. أو على الأقل لا تتدخلوا فيه”.
المعلم: سنتصدى للعدوان التركي بكل الوسائل
ومن جانبه، أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أن الحكومة السورية عازمة على التصدي للعملية التركية في شمال سوريا بكل الوسائل، وشدد على أن سلوك الرئيس التركي “يظهر أطماعه التوسعية.. ولا يمكن تبريره تحت أي ذريعة”، حسبما نقلت وكالة الأنباء الحكومية السورية (سانا) عن المعلم القول خلال استقباله جير بيدرسون المبعوث الأممي الخاص لسوريا.
ولفت المعلم إلى أن هذا “يهدد جديا عمل لجنة مناقشة الدستور والمسار السياسي، ويطيل من عمر الأزمة في سوريا”.
وكان التليفزيون الروسي قد قال اليوم الأربعاء: إن الجيش السوري سيطر على قواعد عسكرية بشمال شرق سوريا تركتها القوات الأمريكية.
وبدأت تركيا الأربعاء الماضي، هجوما في شمال شرق سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية، المتحالفة مع الغربيين، لكن أنقرة تعتبرها منظمة “إرهابية”. والهدف الذي أعلنته أنقرة لعمليتها هو إقامة “منطقة آمنة” بعمق 30 كلم تفصل الحدود التركية عن المناطق الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية.