يمر اليوم 78 عاما على ميلاد الطفلة المعجزة فيروز التى ولدت فى مثل هذا اليوم الموافق 15مارس من عام 1943 لتكون أشهر طفلة فى عالم الفن وتحقق نجاحات كبيرة فى سن صغير بسبب مواهبها الفنية التى استحقت معها أن يطلق عليها لقب الطفلة المعجزة، وهو اللقب الذى لم يستطع أحد انتزاعه منها أو منافستها فيه حتى الآن.
ولدت الطفلة فيروز لأسرة مصرية أرمينية واسمها الحقيقى بيروز أرتين كالفيان وهى الأخت الكبرى للفنانة نيللي وابنة عمة الفنانة لبلبة، وكان أول من اكتشفها صديق والدها الفنان السوري إلياس مؤدب حيث كان يعزف في إحدى الزيارات لهم على الكمان ، فرقصت الطفلة الموهوبة على الموسيقى ولفتت انتباهه.
لاحظ الياس مؤدب موهبة الطفلة وحاول تطويرها فقام بتأليف وتلحين مونولوج خاص لها، واصطحبها لتؤدّي المونولوج في إحدى الحفلات التى كان يعزف فيها.
أثارت بيروز إعجاب الحضور ولاقى مونولوجها نجاحاً باهراً، فقرر الياس مؤدب إدخالها مسابقة مواهب في ملهى الأوبيرج الليلي حيث نجحت نجاحًا باهرًا ايضًأ والتف حولها المنتجون السينمائيون، واختارها الفنان أنور وجدي ليوقع مع والدها عقد احتكار تتقاضى بمقتضاه ألف جنيه عن كل فيلم، واختار لها اسم فيروز.
كان أول عمل للطفلة المعجزة فيروز بسن السابعة من عمرها وهو فيلم ياسمين عام 1950، واستخدم مكتشفها أنور وجدى كل أساليب الدعاية للترويج للطفلة المعجزة والفيلم واستعان بمدرب الرقص إيزاك ديكسون، لتدريبها.
كان من المفترض أن يكون الفيلم الأول من إنتاج مشترك بين أنور وجدي والموسيقار محمد عبد الوهاب، الذي خشي من أن يخوض التجربة ويراهن على طفلة صغيرة لا تتقن سوى الغناء في نظره، فقرر أنور وجدي أن يخوض المغامرة وحده، وعاشت فيروز فترة مع أنور وجدي في منزل الممثلة ليلى مراد، زوجته في ذلك الوقت.
وكانت البطلة الرئيسية فى فيلم ياسمين الفنانة فاتن حمامة ولكنها رفضت المشاركة في الفيلم، بعد أن وجدت البطولة الرئيسية لفيروز، التي كانت تبلغ من العمر وقتها سبع سنوات، واستعان أنور وجدى بمديحة يسرى للقيام بالدور.
وقام أنور وجدي بدعوة الأطفال لحضور حفل العاشرة صباحاً، ووعد بتوزيع الهدايا في السينما ليحقق الفيلم نجاحاً كبيراً.
وكانت فيروز قد رفضت تصوير أول مشهد، وقالت في لقاء لها إن السبب وراء ذلك أنها كانت ترتدي فستاناً “مقطوع” ممزقاً مما جعلها تنزعج، خصوصاً أن المشهد الذي تم تصويره قبله كان عن أطفال يرتدون ملابس فخمة، إلا أن أنور وجدي شرح لها السبب.
وبعدها بعام قدّمت الطفلة المعجزة ثاني أفلامها “فيروز هانم”، ثم فيلم صورة الزفاف قبل أن تقدم “دهب” في عام 1953.
وحققت الطفلة فيروز وأفلامها نجاحات منقطعة النظير حتى كان الانفصال الفنى عن أنور وجدى فى العام نفسه لتقديم فيلم “دهب” 1953،فقرر والدها إنتاج افلامها، وبالفعل قدّم لها فيلم “الحرمان” مع شقيقتها نيللي، لكن العمل لم يحقق نجاحاتها السابقة نفسها، وبعدها قدّمت أيضاً فيلم “العصافير الثلاثة”، وشاركت فيه شقيقتيها نيللي وميرفت.
ووقفت فيروز بعد فيلم “عصافير الجنة”، الذي قدّمته في العام 1955 لمدة 3 سنوات، قبل أن تقرر العودة بعدها، وقد أصبحت شابة مراهقة فشاركت في فيلم “أيامي السعيدة”، لكنها لم تحقّق النجاح المتوقع، بعد أن تغيّرت ملامحها و كبرت، ثم قدمت “إسماعيل ياسين للبيع” و”إسماعيل ياسين طرزان” في عام 1958، وبعدها شاركت فى آخر فيلم ظهرت فيه وهو “بفكر في اللي ناسيني” مع هند رستم، لتقرر الإعتزال وهي في عمر السادسة عشر.
وفى فرقة اسماعيل ياسين تعرفت فيروز على بدر الدين جمجوم وجمعتهما قصة حب توجت بالزواج وأنجبت الطفلة المعجزة أبنائها أيمن وإيمان وقررت التفرغ لبيتها وأسرتها ، وكان آخر ظهور لفيروز بعد تقدمها فى العمر أثناء تكريمها في «مهرجان القاهرة السينمائي» في عام 2001.
ورحلت الطفلة المعجزة عن عالمنا بعد رحلة معاناة مع مرض الكبد عام ٢٠١٦ عن عمر ناهز ٧٢ عاما .