بغض النظر عن حجم النجومية التي يتمتع بها أي طراز في عالم السيارات، لا بد له وباسم التغيير أن يُحال إلى التقاعد.
ولكن في حالة «أستون مارتن دي بي إس» الأمر مختلف بعض الشيء، إلا أنّ هذا الاختلاف ليس بالضرورة إيجابي، فإذا كانت «دي بي إس» تُعد من أنجح سيارات «أستون مارتن» وأكثرها قربًا لقلوب عشاق العلامة التجارية البريطانية الفاخرة، فهذا يعني أنّ توفير فئة وداعية تتمتع بما تتمتع به «دي بي إس 770 ألتيمايت DBS 770 Ultimate» قد يزيد الطين بلة ويجعل طعم مغادرة «دي بي إس» خطوط الإنتاج أكثر مرارة في حلق عشاقها.
ولكن بما أنّ التغيير هو أمر حتمي من أجل الاستمرارية، تعد «أستون مارتن» العدة حاليًا لجيل جديد من «دي بي إس» سيُبصر النور قريبًا.
ومن خلال معرفتنا بتاريخ الصانع البريطاني، قد نكون شبه متأكدين أنّ الطراز القادم سيكون غالبًا أكثر إثارة وأهمية.
ولكن قبل أن يحين موعد الكشف عن الجيل القادم من أنجح سيارات «أستون مارتن» لا بد لنا أن نتوقف عند «أستون مارتن دي بي إس 770 ألتيمايت» التي تختصر إرث الجيل الحالي من سيارة «السيد بوند».
ليست هذه المرة الأولى التي تقوم بها «أستون مارتن» بتوفير تسمية «دي بي إس» ضمن خياراتها، إذ إنّ البداية كانت في الفترة ما بين 1967 و1972 مع سيارة تتميز بخطوطها ذات الزوايا الحادة ولكن البسيطة ضمن تصميم سلس وأنيق.
أما المرة الثانية التي استُخدمت فيها هذه التسمية فكانت في الفترة الممتدة بين العام 2007 والعام 2012، وتحديدًا مع طراز «دي بي إس في 12» الذي ظهر في أفلام العميل السري البريطاني جيمس بوند، ومن ثم ظهرت تسمية «دي بي إس» في العام 2017 مع طراز «دي بي إس سوبر ليجيرا» الذي تمت إحالته للتقاعد مع إطلاق السيارة التي نتحدث عنها اليوم.
وسيتم إنتاج «دي بي إس 770 ألتيمايت» بمقدار 300 نسخة من فئة الكوبيه و199 نسخة من فئة الرودستر، وبالطبع تمّ بيع كامل العدد المقرر مسبقًا على غرار ما يحصل في العادة مع سيارات الإصدار المحدود، علمًا أنّ إنتاج السيارة سيبدأ خلال أواخر الربع الأول من العام الحالي، فيما أنّ التسليم للزبائن سيبدأ في الصيف المقبل.
تتمتع «دي بي إس 770 ألتيمايت» بمحرك يتألف من 12 أسطوانة سعة 5.2 لترات ويتصل بشاحني هواء تيربو بقوة 770 حصانًا مع عزم دوران يبلغ 900 نيوتن متر، يعود الفضل في زيادة أرقام الأداء بفارق 7 بالمئة عن الفئة «دي بي إس» القياسية للتعديلات التي طالت كل من نظام سحب الهواء ومنظومة الإشعال، علمًا أنّ علبة التروس الأتوماتيكية المكونة من ثماني نسب، والتي تنقل القوة للعجلات الخلفية، تمت إعادة ضبطها.
وبفضل هذه المواصفات يمكن للسيارة الانطلاق من حالة التوقف التام وصولاً إلى سرعة 100 كلم/س خلال 3.2 ثوان قبل الوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 337 كلم/س، الأمر الذي يؤكد على أنّ 770 ألتيميت هي سيارة رياضية سياحية قادرة بأي لحظة على أن تتحوّل لسيارة أداء فائق عند الحاجة.
من أجل السيطرة على «أستون مارتن دي بي إس 770 ألتيمايت» وضبط حركتها الديناميكية، تمّ تجهيز السيارة بمكابح مصنوعة من الكربون سيراميك بقياس 16.1 بوصة في الأمام و14.1 بوصة في الخلف، كما أنه تم التعديل على نظام المقود لتوفير استجابة أفضل، جرى أيضًا التعديل على قاعدة العجلات وتوفير جهاز تعليق بنوابض أكثر قسوة.
وكونها سيارة الهدف منها هو تكريم واحدة من أنجح سيارات أستون مارتن، توجب عليها أن تتمتع بتصميم جذاب.
ويبرز هذا التصميم من خلال غطاء المحرك الطويل الذي يتخذ شكل حدوة الحصان والشفرات المحيطة به على كل جانب، تبرز أيضًا شبكة التهوية الكبيرة والتي تساعد بدورها على إدخال الهواء النقي لحجرة المحرك من أجل التبريد، كما يبرز أيضًا تصميم جديد لمشتت الهواء أسفل الصادم الأمامي.
وفي القسم الجانبي، تبرز الفتحات على أقواس العجلات الأمامية والتي تحتوي على عدة شفرات، هذا وجُهزت السيارة بعجلات قياس 21 بوصة مغلفة بإطارات عالية الأداء.
ومن جهتها، تتمتع المؤخرة بجناح صغير مصنوع من ألياف الكربون تمّ تثبيته أعلى صندوق الأمتعة ليتناغم بوظيفته مع مشتت الهواء المثبّت في الأسفل، والذي يتمتع بتصميم جديد يساعد في زيادة تميز السيارة.
مقصورة «أستون مارتن دي بي إس 770 ألتيمايت» لا تختلف كثيرًا عما يتوفر لدى الطراز التقليدي، إلا أنّ هذا لم يمنعها من أن تحتوي على حصتها من التميز من خلال أفخر أنواع الجلد والألكانتارا، فيما تبرز المقاعد ذات الأطراف البارزة كما تبرز التطعيمات المصنوعة من ألياف الكربون ما يساعد في توفير شعور الفرادة على أكمل وجه.