سلطت وكالة «أسوشيتد برس » الأمريكية الضوء على تغير وجهة الناخبين الإسلاميين في المؤتمرات الانتخابية، حيث ظهرت لحى دون شوارب بين كل من المتحدثين والرجال في الحضور، في حين تجلس النساء مرتديات النقاب على جانب منفصل في خيمة ملونة.
ولفتت الوكالة، في تقرير لها السبت، إلى أن مرشحي حزب «النور» السلفي يلقون خطب انتخابية بالكاد تشير إلى الدين، معتبرة أن ذلك تغيير جذري لهذا الحزب الذي كان أقوى المدافعين عن تعزيز دور أكبر للإسلام في الحكومة والمجتمع.
وأشارت الوكالة إلى أن قضايا التقدم والتعليم والتنمية والرعاية الصحية كانت هي الرسالة التي تم ترديدها خلال تجمع انتخابي بحي الرمل في محافظة الإسكندرية.
وأوضحت الوكالة أن حزب «النور» يحاول تحقيق توازنا دقيقا خلال الانتخابات البرلمانية، مضيفة أنه يسعى للحفاظ على قاعدته الشعبية التي لا تزال تريد أن تطبيقا أوسع للشريعة الإسلامية ولكنها مصابة بخيبة الأمل بشأن السياسات للعامة للحزب بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، على حد تعبير الوكالة.
ورأت الوكالة أن الحزب يسعى أيضا إلى الوسط السياسي، حيث تزيد المشاعر المعادية للإسلاميين مع وعود توحيد وإعادة بناء البلد المستقطب.
وذكرت الوكالة إنه رغم حظر الدستور تكوين الأحزاب السياسية على أساس الدين، فإن «النور» يصر على أنه ليس حزبا دينيا بل لديه خلفية دينية تركز على الأولويات الاقتصادية والاجتماعية مثل محاربة البطالة، مشيرة إلى أن شعار حملته الانتخابية هو «الوضوح والطموح» مع غياب ذكر عنصر الدين في أي من بنود برنامجه الانتخابي، حسب ما ورد بالتقرير.
وتابع تقرير الوكالة: «مع بقاء ذكريات الإطاحة بمرسي، ينظر الإخوان المسلمين إلى حزب (النور) باعتباره خائنا، والآن تم حظر الإخوان من الحياة العامة وإعلانها منظمة إرهابية بعد أن كانت أكثر القوى السياسية تنظيما منذ سنوات قليلة، ولكن (النور) سيكون قادرا على المنافسة في الانتخابات البرلمانية التي جرت في الأسابيع المقبلة بسبب دعمه السيسي».
وفي الوقت الذي تجري فيه الحكومة الانتخابات البرلمانية باعتبارها الخطوة التالية نحو الديمقراطية في «خارطة الطريق»، فإن الوكالة تقول إن النقاد والمحللين يرون السلطة التشريعية بمثابة أداة في يد السيسي، مشيرة إلى قلة عدد الجهات المستقلة لمراقبة الانتخابات، كما أن نسبة الإقبال ستكون أقل مما كانت عليه خلال السنوات الأخيرة.