على الرغم من الفائدة الكبيرة التى تعم مختلف بقاع العالم من قبل استخدام مواقع التواصل الاجتماعى التى ربطت جميع الأنحاء بعضها البعض، إلا أنها تمثل خطرا كبيرا على صحة الأطفال بشكل ملحوظ، وهو ما أكدته العديد من الدراسات الحديثة التى أثبتت خطورتها على أعين الأطفال أو صحة عقولهم وكذلك سلوكياتهم.
التعرض لشاشات الهواتف الذكية يرقق القشرة الدماغية
ونشر موقع futura-sciences المعنى بشئون التكنولوجيا دراسة تابعة المعهد الوطنى الأمريكى للصحة، تفيد بأن التعرض للشاشات لفترات طويلة بوجه عام يؤثر سلبيا على أدمغة الأطفال، إذ لا يقتصر هذا الأمر على شاشات التليفزيون فقط، وإنما يشمل الألعاب الإلكترونية، والكمبيوتر والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، وسلطت الضوء على دراسة جديدة لآثار الوقت المنقضى أمام الشاشات على أدمغتهم.
وأظهرت النتائج الأولية لهذه الدراسة باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسى (MRI) “مسارات مختلفة” فى أدمغة الأطفال الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعى والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وألعاب الفيديو أكثر من 7 ساعات فى اليوم.
واكتشفت الدراسة ترققا سابقا لأوانه للقشرة الدماغية، وهى القشرة التى تعالج المعلومات التى ترسلها إلى المخ بواسطة الحواس الخمسة، فيما يقول العلماء إن الدراسة أظهرت أن الأطفال الذين يقضون ساعتين أو أكثر يوميا أمام الشاشة أدوا أسوأ فى اختبارات الذاكرة واللغة والقدرات الفكرية للأطفال، وأن الجلوس أمام الشاشات لوقت كبير يعتبر عملية شيخوخة.
وحذرت الدراسة من خطورة إدمان الجلوس أمام شاشات الهواتف الذكية، خاصة أنه تمت ملاحظة أن الوقت الذى يقضيه الطفل أمام الشاشة يحفز إطلاق الدوبامين، وهو هرمون المتعة. ما يجعل أطفالنا مدمنى الشاشات.
إطالة الجلوس أمام شاشات الهواتف يؤثر سلبيا على بصر الأطفال
ومن جهة أخرى كشف تقرير حديث أن بصر الطلاب اليابانيين فى حالة تدهور كبيرة، فيما تعتقد حكومة البلاد أن الهواتف الذكية هى المسئولة عن ذلك، حيث وجدت دراسة حديثة أجرتها وزارة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا اليابانية أن عدد الطلاب الذين لديهم رؤية أقل من النتيجة القياسية 1.0 (أى ما يعادل 20/20 الرؤية) قد بلغ 25.3%.
ووفقا لما نشره موقع engadget الأمريكى فإن الأسوأ من ذلك أن أكثر من 67% من طلاب المدارس الثانوية وأكثر من 34% من طلاب المرحلة الابتدائية لم يصلوا إلى الحد المطلوب، فيما ترجع الحكومة هذا الاتجاه إلى زيادة الوقت المستغرق فى التحديق فى شاشات الهواتف الذكية وألعاب المحمول.
إدمان استخدام الهاتف يسبب آلاما حادة وخشونة فى الرقبة
ويشار إلى أن دراسة أخرى أكدت أنه إذا كان الطفل يستخدم الموبايل أو الإنترنت أكثر من 35 ساعة أسبوعيا فهو مدمن للإنترنت، ويجب الاهتمام به ومعالجة من إدمان الإنترنت فى مصحة نفسية متخصصة.
كما يسبب أيضا استخدام الطفل للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى لفترات طويلة يوميا إصابة الطفل بآلام حادة فى منطقة الظهر والرقبة علاوة على خشونة فى الرقبة وهو فى سن صغيرة.
استخدام السوشيال ميديا يسبب الإجهاد والتوتر
واستخدام الطفل للسوشيال ميديا يجعله فى حالة اطلاع دائم على السلبيات والأخبار السيئة، مما يعرضه لحالة مستمرة من الإجهاد والتوتر خاصة عند البنات، وحالة التوتر الدائم والإجهاد عند الطفل لا بد لها من رد فعل مقابل ضد من حوله، فنراه دائما فى غضب وقلق شديدين، مما يعرضه للإيذاء وخسارة المقربين.