كشفت صحيفة كويتية، أن وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، أعطى تعليمات للجهات الحكومية بالتعامل مع أزمة قطر مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب كأنها ستطول لمدة أشهر أو سنوات.
وقالت مصادر أمريكية لصحيفة “الراي” الكويتية، إن تيلرسون «أعطى تعليمات بإعداد الوكالات الحكومية للعمل وكأن الخلاف الخليجي دائم لأشهر أو سنوات»، مشيرة إلى أن «الوكالات الأمريكية ستجتمع لرسم سياسة جديدة في ظل تواصل الأزمة»، وأن الأولوية الأمريكية هي الحائل دون انزلاق قطر باتجاه روسيا أو إيران.
وفي تصريحات أدلى بها للصحافيين المرافقين له، خلال رحلة عودته من الدوحة إلى الولايات المتحدة، أول من أمس، بعد قضائه أربعة أيام في الخليج، أجرى خلالها جولات مكوكية بين الكويت وجدة والدوحة، قال تيلرسون إن المحادثات الدبلوماسية التي أجراها في الخليج قد تكون حققت إمكانات قوية لحوار مباشر بين أطراف الأزمة (قطر من جهة والسعودية والإمارات ومصر والبحرين من جهة ثانية)، وهو ما يجب الوصول إليه في أقرب وقت، لكنه لفت إلى أن إيجاد حل قد يستغرق مدة من الزمن.
وقال «في رأيي، هناك تغيّر في حجم الاستعداد لحل الأزمة، على الأقل الانفتاح لمحادثات مباشرة، ولم تكن هذه هي الحال قبل مجيئي»، مشيرًا إلى أنه طرح وثائق عدة مع الأطراف التي التقى معها، وهي الوثائق التي تحدد بعض الطرق التي يمكن من خلالها إحراز تقدم.
وأشار إلى أن بعض الجوانب الخلافية بين الأطراف «معقدة»، ما يجعل الحل النهائي والدائم يأخذ وقتًا، قال الوزير، الذي تدعم بلاده الوساطة الكويتية بقوة، إن الأطراف لا تتحدث مع بعضها في أي مستوى، وبالتالي «فالرهان الآن هو تمكينهم من أن يكونوا وجهًا لوجه خلال النقاش حول المسائل الكثيرة التي تهمهم»، مضيفًا أن بلاده قدمت بعض الإرشادات فيما يخصّ التعامل مع هذه المسائل التي تبدو «عاطفية في بعضها»، على حد وصفه.
وعن جولاته المكوكية، قال تيلرسون «أنا متعب، أنا متعب، كانت رحلة طويلة جدًا».
وأشار إلى الاختلاف بين عمله وزيرًا للخارجية ورئاسته «اكسون موبيل»، إحدى أكبر شركات النفط في العالم، قائلًا «إن الأمر هذه المرة مختلف جدًا عن أن تكون رئيسًا لشركة (اكسون موبيل) لأنني هناك كنت صانع القرار الوحيد… وهو ما يجعل الحياة أسهل».
وأوضح وزير الخارجية أنه ليس وسيطًا مباشرًا، لكنه يدعم دور الكويت في بناء الجسور لإنهاء الأزمة، وفي هذا السياق قال وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية أنور قرقاش: «إننا بعيدون كل البعد عن الحل السياسي المرتبط بتغيير قطر لتوجهها، وفِي ظل ذلك لن يتغير شيء وعلينا البحث عن نسق مختلف من العلاقات».