ذكر موقع “إمارات 24” أنه في الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة كارثة الأعاصير، تحيي، اليوم الاثنين، الذكرى الـــ 16 لهجمات 11 سبتمبر 2001، التي ضربت برجي التجارة العالمي في نيويورك ومقر البنتاجون في واشنطن، والتي تعد أخطر اعتداءات إرهابية في التاريخ الأمريكي.
وتأتي ذكرى الهجمات هذا العام والتي قتل فيها نحو 3 آلاف شخص مع تكشف دلائل جديدة تشير إلى تورط كل من إيران وقطر وميليشيا حزب الله في تلك الهجمات.
واستهدف إرهابيون من تنظيم “القاعدة” برجي مركز التجارة العالمي ومقر البنتاجون بـ3 طائرات ركاب تم خطفها مع ركابها، كما تم خطف طائرة ركاب رابعة، لكنها تحطمت في منطقة غير مأهولة في بنسلفانيا.
19 إرهابيًا
ووفق الرواية الرسمية للحكومة الأمريكية، نفذ 19 شخصًا على صلة بتنظيم القاعدة الهجمات بطائرات مدنية مختطفة، وقد انقسم منفذو العملية إلى 4 مجموعات ضمت كل منها شخصًا تلقى دروسًا في معاهد الملاحة الجوية الأمريكية، وتمت أولى الهجمات في الساعة 8:46 صباحًا بتوقيت نيويورك، حيث اصطدمت إحدى الطائرات المخطوفة بالبرج الشمالي من مركز التجارة العالمي، وفي نحو الساعة 9:03 اصطدمت طائرة أخرى بالبرج الجنوبي، وبعد ما يزيد على نصف الساعة اصطدمت طائرة ثالثة بمبنى البنتاجون، أما الطائرة الرابعة فقد تحطمت قبل الوصول لهدفها.
ويذكر أن الطائرات المختطفة، تتبع لشركة “أمريكان إيرلاينز، يونايتد أيرلاينز”، وكلتاهما شركتان أمريكيتان.
وغيرت هذه الأحداث مسار السياسة الأمريكية العالمية، حيث بدأت بإعلانها الحرب على الإرهاب، ثم الحرب على أفغانستان وإسقاط نظام حكم طالبان، والحرب على العراق، وإسقاط نظام الحكم هناك.
وبعد 16 عامًا على الهجمات، ما زال الآلاف في الولايات المتحدة يعانون من اضطرابات صحية نفسية أو جسدية مرتبطة بالهجمات، واستنشق كثيرون منهم جزيئات مسببة للسرطان خلال محاولتهم إنقاذ أشخاص.
وفي السياق ذاته، أوضح المحلل النفسي تشارلز ستروزيير الذي أصدر كتابًا جمع فيه شهادات عن 11 سبتمبر، أنه بالنسبة للذين فقدوا أقرباء في الكارثة أو نجوا منها، فإن ذكرى الاعتداءات قد تكون “الأشد وطأة” بين كل محطات السنة، وقد يعانون من أعراض ما بعد الصدمة إلى الأبد، وفقًا لما ذكرته وكالة “فرانس برس”.
أما بالنسبة للآخرين، فبعد “الصدمة الجماعية” الناجمة عن ذلك الاعتداء الذي كان له “حجم أقرب إلى نهاية العالم”، يبقى هناك “إحساس بالضعف”.
وأوضح البروفيسور الذي شاهد انهيار مركز التجارة العالمي من مكتبه في أحد أبراج “يونيون سكوير” “القول إن النيويوركيين ما زالوا “مصدومين” أمر مبالغ به، لكنهم يفكرون في المسألة (…) لديهم مخاوف فعلية”.
كما أن العديد مقتنع بأنه على الرغم من تركيز الاعتداءات الأخيرة على أوروبا بصورة خاصة، فإن الكثافة السكانية المرتفعة في نيويورك لا تزال تجعل منها الهدف الأول.
وقدرت الخسائر الاقتصادية في الأسابيع الأولى التي تلت الهجمات بنحو 123 مليار دولار، فيما قدرت الخسائر الناجمة عن الأضرار التي لحقت بمركز التجارة العالمي والبنايات المحيطة به، إلى جانب مرافق مترو الأنفاق، قدرت بنحو 60 مليار دولار.
النصب التذكاري وأسماء الضحايا
وذكرت شبكة “إيه. بي. سي” الأمريكية، أمس، أن النصب التذكاري الوطني لـ 11 سبتمبر، والمتحف سيشهدان الانطلاقة الأولى لمراسم إحياء ذكرى الهجمات، موضحة أن إحياء الذكرى ستتخلله دقائق صمت عديدة.
ويذكر أن أسماء الضحايا تم نقشها بالبرونز على النصب التذكاري لضحايا هجمات 11 سبتمبر، وهي منشورة أيضًا على الموقع الإلكتروني للمتحف والنصب التذكاري.
وحذر الكاتب الأمريكي، بروس هوفمان، في مقال بصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية من أن تتعرض الولايات المتحدة الأمريكية إلى اعتداء ضخم جديد، نتيجة توسع “داعش” و”القاعدة” في العالم.
وأشار الكاتب الأمريكي، إلى أنه من الممكن أن تتعرض الولايات المتحدة الأمريكية إلى اعتداء ضخم، وذلك بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان وفيتنام، مطالبًا بلاده بتوخي الحذر الفترة المقبلة.
وفي كلمة نشرها موقع البيت الأبيض، ندد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بفقدان 3 آلاف روح بريئة، في الهجمات، وقال “إنه في ذلك اليوم الذي تصفه الولايات المتحدة بأنه “يوم البطولة”، لابد أن “نكرس أنفسنا لسيادة المثل العليا ونتوحد جميعًا تحت لواء بلادنا لإحياء ذكرى كل الأبطال الذين خسروا أرواحهم من أجل إنقاذ آخرين”.