وقال أمير قطر، في كلمة أمام مجلس الشورى القطري “من المؤسف حقاً أن استمرار الأزمة الخليجية كشف عن إخفاق مجلس التعاون الخليجي في تحقيق أهدافه وتلبية طموحات شعوبنا الخليجية، ما أضعف من قدرته على مواجهة التحديات والمخاطر وهمش دورهُ الإقليمي والدولي”.
ووصفت صحيفة “العرب”، ما قاله تميم بأنه “محاولات يائسة من الأمير القطري، في مسعى منهُ للتشكيك في مجلس التعاون الخليجي، ومحاولة تقويضه، والقصد من وراء ذلك التشكيك كله، محاولة تشويه الدور والمكانة والثقل الذي تحظى به المملكة العربية السعودية، في أمن واستقرار المنطقة، بصفتها الاعتبارية والمرجعية”، مشيرة إلى أن الدوحة لم تستوعب بعد أن مشكلتها مع دول مجلس التعاون ومحيطها تكمن في خروجها على نهج “مجلس التعاون”، وأن لا حل لها سوى تغيير أسلوبها والالتزام بقيم المجلس، ورؤيته للقضايا الإقليمية والدولية.
الاستجابة للشروط
وقالت مصادر خليجية إن “قطر تحاول أن تقفز على أزمتها بالتشكيك في فاعلية مجلس التعاون الخليجي وجدواه”.
وأشارت المصادر إلى أن الأزمة القطرية، لا يمكن أن تُحل دون أن تعود قطر إلى هذا المجلس من بوابة الاستجابة لشروطه في قطع العلاقة مع الإرهاب، والجماعات المتشددة، والالتزام بتحالفاته، والوقوف ضد الدول التي تعاديه، أو تهدد أمنه القومي ومصالحه.
وكانت المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، والبحرين، ومصر، أشارت مراراً وتكراراً إلى أن تسوية الخلاف مع قطر، ليس من أولوياتها أو من اهتماماتها، طالما أن الدوحة لم تغير استراتيجيتها في دعم الإرهاب، والانحياز لإيران، وتركيا، على حساب دول مجلس التعاون وأمنها القومي.
وبحسب ما ذكرت صحيفة عكاظ، فقط تزامن خطاب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد مع انطلاق أيام مجلس التعاون الخليجي، الإثنين، والتي تستضيفها الكويت في الفترة من الخامس إلى التاسع من نوفمبر الجاري.
واعتبر مراقبون أن تصريحات تميم تعتبر تهجماً قطرياً واضحاً على إنجاز كتبه القادة الخليجيون، وهو وبنفس الطريقة والأسلوب الذي أتبعهُ والده الشيخ حمد بن ثاني سابقاً خلال مسلسل طويل من التآمر على منظومة “التعاون الخليجي” منذ انقلابه على الشيخ خليفة آل ثاني، صيف 1995، واستنكر آخرون التهجم الذي يأتي بحسب تعبيرهم “طعنة جديدة” لمساعي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت لحل الأزمة القطرية، مع دول مجلس التعاون ومحيطها العربي.
أجندات خارجية
ويعتقد متابعون للشأن الخليجي، أن الدوحة، تستمر بالاحتماء بأجندات خارجية، ثم تحاول عبثاً في كل مرة تحريك ملف المصالحة مع المملكة العربية السعودية، مشيرين إلى أن التعاطي القطري مع الأزمات اتخاذ منحى هجومي بشكل يجعل أي تفكير في اختراق المقاطعة أمراً مستحيلاً، وستكون له نتائج خطيرة على وضع قطر في محيطها الخليجي ككل.