أم خالد.. حكاية «عجوز» قتلها ضابط برصاصة في الرقبة (صور)
زوج القتيلة: «كانت واقفة جانبي وفجأة لقيت نافورة دم خارجة من رقبتها»
الجيران: «الضابط أطلق 3 خزن من طبنجته في الفرح احتفالا بقريبه»
شاهد عيان: «الضابط أخذ شريط الفرح عشان ظاهر فيه وهو بيضرب نار»
العروسة: «فسخت خطوبتي من العريس لمّا لقيته بيلفق التهمة لعمي عشان يبرأ قريبه الظابط»
لم يمنعها تقدمها في السن، إذ شارفت على الستين عاما، في أن تطلق «أم خالد» زغرودة فرحا بخطبة ابنة جارتها «دعاء»، جلست العجوز برفقة زوجها وابنتهما «نورا» في شرفة منزلهم بحي المطرية، يشاهدون حفل الخطوبة، أسفل منزلهم، وفجأة تحولت سعادة العجوز إلى غضب بعدما راح شخص يطلق النار في الهواء، غير مكترث بحياة المواطنين، خاصة وأن الحفل يقام في حارة ضيقة، لكن سخط العجوز لم يكتمل إذ أخرستها رصاصة طائشة من مسدس ميري يحمله ضابط أكثر طيشا، ضاربا عرض الحائط بكل القوانين والمحظورات التي تمنع استخدام سلاحه إلا في أوقات معينة، لينقلب الفرح إلى مأتم في لحظات، ألقى القبض على الضابط المستهتر وباشرت النياية التحقيقات في الجريمة.
مأساة «يوسف» تتكرر
في شرفة منزل يتوسط شارع «شلش» المتفرع من شارع "التروللي" بالمطرية، وقعت مشاهد المأساة التي أغضبت الجميع، «التحرير» كانت هناك حيث مزيد من التفاصيل جرت على لسان شهود العيان وأسرة الضحية..
«أنا كنت واقف أنا ومراتي وبنتي في البلكونة أول إمبارح بنتفرج على الفرح.. ولمَّا بدأ ضرب النار دخلنا الشقة.. لكن بعد شوية خرجنا تاني، وبمجرد خروجنا ضرب النار بدأ من تاني ولقيت مراتي وقعت جنبي وفيه نافورة دم خارجة من رقبتها».. هكذا يلخص زوج المجني عليها تفاصيل مقتل شريكة حياته ورفيقة دربه، قبل أن يخرج نجله "خالد" أمين شرطة بالإدارة العامة لمرور الجيزة، من إحدى الغرف قائلا "إحنا مش عايزين نسجل مع حد.. وحق أمي هييجي".. وبعد محاولات لإقناعه بالحديث كرر رفضه متابعا "سجل مع الناس اللي في الشارع همَّا حضروا الفرح وعارفين أكتر مننا".
يقول ياسر السيد، 23 سنة، جار المجني عليها، وأحد شهود العيان على الواقعة «الفرح بدأ الساعة 8 مساء الخميس اللي فات، وكان فيه واحد إحنا مانعرفوش قعد يضرب نار كتير، ولمَّا اعترضنا عرفنا إنه ابن خالة العريس واسمه "م.ف" ضابط شرطة بمطار القاهرة، برتبة رائد فسكتنا، لكنه بصراحة كان كل شوية يضرب نار كتير من الطبنجة اللي كانت معاه.. ده ضرب أكتر من 3 خزن".
محمد أحمد، 26 سنة، أحد شهود العيان، يلتقط طرف الحديث غاضبا «العريس ساكن في الأميرية، واحنا مارضيناش نتخانق معاه أو مع حد من أهله وأصحابه ونعمل مشكلة بسبب ضرب النار عشان خاطر جارتنا "دعاء" العروسة، ده غير إن احنا كنا معتبرينهم ضيوف عندنا في الشارع، والعريس قالنا ده بيضرب نار من فرحته، لكن فجأة سمعنا صوت استغاثة من عند جارتنا أم محمود، بسبب إصابتها برصاصة في رقبتها من ضرب النار اللي كان في الفرح.. وجرينا بيها على مستشفى الزيتون التخصصي، إلا أن قسم الطوارئ رفض استقبالها، وخدناها لمستشفى المطرية، لكنها ماتت من النزيف واحنا في الطريق».
وأوضح مصطفى إبراهيم، صاحب محل حلاقة في الشارع محل الواقعة، أنه عقب وفاة "أم خالد" انفض الفرح على الفور، في تمام الساعة العاشرة مساءً، وحدث هرج بين المدعوين، وفي تلك الأثناء شاهد ضابط الشرطة، يتوجه إلى مصور الفيديو وأخذ منه شريط الفرح قبل أن يهرب.. "عشان شريط الفيديو ظاهر فيه وهو بيضرب نار".
العروس "دعاء" باتت أكثر بؤسا بعدما تحولت فرحتها لحزن قائلة إن مباحث قسم المطرية اقتادت أعمامها للقسم عقب الواقعة، بالإضافة إلى خطيبها "ياسر" وعدد من أقاربه الذين كانوا مدعوين في الفرح، للتحقيق معهم في ملابسات الواقعة.
وأضافت العروس، أن أقارب المجني عليها لم يتهموا أحدا من أقاربها، وبناءً على ذلك تم إخلاء سبيلهم، متابعة "أنا فسخت خطوبتي من ياسر.. بعد مالاقيته عايز يبعد التهمة عن أهله وقريبه الظابط ويلفقها لأهلي.. ده غير إني ماينفعش أتجوز واحد كان السبب في مقتل جارتي وكنت باعتبرها زي أمي".
وفي نفس السياق أوضح مصدر أمني بقسم المطرية، أنه عقب إبلاغهم بالواقعة، تم تشكيل فريق بحث على وجه السرعة، وتبين أن مطلق النيران "م.ف" ضابط شرطة بمطار القاهرة، وكان بصحبته صديقه أمين شرطة، وكان يطلق النيران هو الآخر، إلا أن شهود العيان أوضحوا أن لحظة مقتل المجني عليها كان ضابط الشرطة هو من يطلق النيران من الطبنجة الخاصة به.
وأضاف المصدرلـ"التحرير"، أنهم تمكنوا من القبض على الضابط أثناء اختبائه عند أحد أقاربه بدائرة قسم الأميرية، وتم ضبط أمين الشرطة الذي كان بصحبته، وتم إحالتهما للنيابة للتحقيق معهما.