تصل شهب الرباعيات أولى زخات الشهب الرئيسية سنة 2023 ذروة تساقطها بسماء مصر والوطن العربي بعد ارتفاع نقطة إشعاعها بعد منتصف الليل، وخلال الساعات الأولى قبل شروق شمس اليوم الأربعاء 4 يناير في ظاهرة مشاهدة بالعين المجردة.
وكشفت الجمعية الفلكية أن شهب الرباعيات تنتج حوالى 120 شهابا بالساعة، ومع ذلك يُحسب هذا المعدل الأقصى بافتراض أن تكون سماء مظلمة تمامًا وأن تكون نقطة إشعاعها في أعلى السماء، لذلك من الناحية العملية فإن أي رصد حقيقي قد لا يفي بالظروف المثالية، وبالتالي فإن عدد الشهب يحتمل أنه يكون أقل من ذلك بكثير، خاصة أن القمر سيكون في طور البدر بالتزامن مع ذروة الرباعيات ما سيتسبب في طمس معظم الشهب الخافته.
وبشكل عام هناك فرصة لرؤية عدد من هذه الشهب من موقع مظلم بعيدا عن أضواء المدن، ويتوقع أن تكون في أفضل أحوالها قبل الفجر بوقت قصير عندما تكون نقطة إشعاعها في أعلى ارتفاع لها فى السماء.
نقطة إشعاع أو انطلاق شهب الرباعيات بالقرب مع نجوم الدب الأكبر والنجم الساطع السماك الرماح في الطرف الشمالي من كوكبة العواء بالأفق الشمالي، ولكن لا يحتاج الراصد لتحديد نقطة إشعاع الشهب لأن الشهب ستظهر من أى مكان في السماء.
وتنشأ زخات الشهب السنوية عندما تمر الكرة الأرضية أثناء دورانها حول الشمس خلال تجمعات كثيفة من الغبار والحصى المتناثرة على طول مدارات المذنبات والكويكبات حيث تصطدم بأعلى الغلاف الجوي للأرض وتحترق على ارتفاع يتراوح بين 70 و100 كيلومتر، وتظهر لنا كشريط من الضوء وهذا يؤدي إلى حدوث زخات شهابية تتكرر على أساس سنوي.
إن الشهب المرتبطة بأي زخات معينة تشع من نقطة مشتركة في السماء، لذلك يمكن تمييز زخات عن غيرها بسهولة لأن مساراتها تبدو وكأنها تشع أو تنبعث من نقطة مشتركة في السماء، وذلك لأن جزيئات الحصى في أي تجمع معين تتحرك في نفس الاتجاه تقريبًا عندما تعبر مدار الأرض ، نظرًا لوجود مدارات متشابهة جدًا مع الجسم الأصلي الذي أتت منه وعليه فإنها تضرب الأرض من نفس الاتجاه تقريبًا وبنفس السرعة.
إن مصدر شهب الرباعيات غامض، ففي العام 2003 حدد بأن مصدرها الرئيسي هو الكويكب 2003 EH1، وإذا كان كذلك فإن الرباعيات مثل شهب التوأميات، تأتي من جسم صخري – وليس مذنبًا جليديًا، يعتقد أن 2003 EH1 هو نفسه المذنب C / 1490 Y1، والذي رصد منذ 500 عام، لذلك فإن القصة الدقيقة وراء مصدر الرباعيات تظل غامضة إلى حد ما.