نفت الخارجية الروسية اليوم المزاعم عن تدهور الحالة الصحية لقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر إلى مستوى حرج.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم، أثناء مؤتمر صحفي، إن التقارير الصحفية المتضاربة الواردة خلال الأسبوع الماضي عن حالة حفتر الحرجة لم تتأكد، موضحة أن مصادر لموسكو في جهات رسمية شرقي ليبيا، وخاصة في قيادة الجيش الوطني الليبي، أكدت أن هذه المزاعم مبالغ فيها كثيرا، ولم تتحقق التنبؤات المستندة إليها.
وأشارت زاخاروفا إلى أن الوضع في ليبيا لا يزال معقدا، مضيفة أن العملية السياسية في البلاد لا تزال تتعرقل ولم يتم التوصل بعد إلى حلول بخصوص أهم مسائل الأجندة المحلية، بالرغم من الجهود المبذولة تحت الرعاية الأممية في سبيل إطلاق الحوار الليبي الليبي الشامل.
وحذرت الدبلوماسية الروسية من أن هذا الوضع يحول دون تطبيق خارطة الطريق الأممية بخصوص ليبيا والتي تقضي بعقد المؤتمر الوطني الشامل الخاص بالإصلاحات الدستورية والتشريعية والمؤسساتية وتحضير الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في البلاد.
وأعربت زاخاروفا عن قناعة موسكو بأنه لا بديل عن المفاوضات في ليبيا، مشددة على ضرورة أن يواصل الليبيون التفاوض في ظل روح الانفتاح والتوصل إلى حل وسط، كسبيل وحيد لتحقيق أهم هدف، وهو استعادة وحدة البلاد مع مراعاة مصالح جميع القوى السياسية المحلية وتهيئة الظروف للتنمية المستدامة.
وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية أن موسكو تأمل في أن يظهر الليبيون الحكمة ويستطيعوا تجاوز الخلافات القائمة بينهم والتوصل إلى حلول ترضي الجميع للمسائل الخلافية في إطار اتفاق الصخيرات، مشيرة إلى أن الليبيين أنفسهم هم الطرف الأكثر معنية بـ”طي بلادهم الصفحة السوداء الحالية في تاريخها”.
وتابعت زاخاروفا أن موسكو كانت ولا تزال تدعم، بالتنسيق مع شركائها، المساعي الدولية الرامية إلى وضع حد للحرب الأهلية وإطلاق الحوار الوطني الشامل في ليبيا.
وجاءت هذه التصريحات بعد يوم من إعلان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن حالة حفتر الصحفية تحسنت وهو يتلقى العلاج في إحدى المستشفيات العسكرية قرب باريس.
وسبق أن أفادت تقارير إعلامية بأن قائد الجيش الوطني الليبي نُقل إلى فرنسا من العاصمة الأردنية عمّان في وقت سابق من أبريل الماضي، إثر إصابته بجلطة دماغية، مع ورود أنباء عن وفاة حفتر البالغ من العمر 75 عاما.
ولم يظهر حفتر وهو أحد المنافسين المفترضين في انتخابات الرئاسة المقبلة، علنا منذ مطلع الشهر الماضي، وأكد عبر مقطع مصور قرب إطلاق العملية العسكرية لاستعادة مدينة درنة شرق البلاد من سيطرة قوات “مجلس شورى مجاهدي درنة”.