تحقيقات و تقاريرعاجل

أين تقف بريطانيا في المواجهة بين أمريكا وإيران؟

رأى تقرير بصحيفة “اكسبريس” البريطانية أنه رغم تصاعد الحرب الكلامية بين إيران والولايات المتحدة وتهديد طهران بانتهاك شروط الاتفاق النووي، إلا أنه من المستبعد أن تندلع الحرب بينهما، إذ يدرك الطرفان جيداً أن لا حل عسكرياً لهذه الأزمة.

وتنقل الصحافية أليس سكارسي، عن الكاتب نافذ شيخ، الخبير في العلاقات الدولية ودراسات الشرق الأوسط، أن “لسياسة الولايات المتحدة وإيران المزدوجة المتمثلة في حافة الهاوية، دينامية خاصة، فمن ناحية تسهدف لتأكيد دعم الولايات المتحدة لحلفائها في المنطقة، ومن ناحية أخرى تعمل استفزازات إيران على طمأنة حلفائها، سوريا وحزب الله، على أن طهران لن تخضع لترهيب من أجل التراجع عن القيادة الإقليمية للجهات الفاعلة الراديكالية”.
منافسة جيوسياسية
وبشكل عام، ثمة مجال للتصعيد بين الطرفين، دبلوماسياً وخطابياً، ولكن، حسب الكاتب، جميع الأطراف مقيدة في نهاية المطاف بأنه لا حل عسكرياً للمنافسة الجيوسياسية المزعجة في الشرق الأوسط.
وفي هذا الأسبوع، طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طهران بالحذر عند إطلاق التهديدات، خشية رد الفعل الأمريكي.
وبعد إسقاط طائرة أمريكية دون طيار في أواخر يونيو الماضي، كشف ترامب أن القوات الأمريكية كانت تستعد لشن هجوم على مواقع إيرانية، ولكنه أوقف الضربة الأمريكية قبل 10 دقائق فقط من تنفيذها، وذلك بعد علمه بأن عدد الضحايا سيصل إلى 150 شخصاً.
واختار ترامب فرض عقوبات اقتصادية جديدة ضد المرشد الإيراني على خامنئي.
بين لندن وطهران
ويلفت التقرير إلى أن بريطانيا لا تزال حتى الآن في جانب إيران وتحاول مع ألمانيا، وفرنسا، والاتحاد الأوروبي، الحفاظ على الاتفاق النووي بعد انسحاب الولايات المتحدة منه في مايو 2018.
ولكن التوتر تصاعد بقوة بين لندن وطهران أيضاً بعد احتجاز قوات المارينز البريطانية ناقلة إيرانية قبالة سوحل جبل طارق لمحاولتها نقل النفط إلى سوريا، في انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي على دمشق. 
وأثار احتجاز الناقلة الإيرانية غضب طهران، وهدد القائد في الحرس الثوري الإيراني محسن رضائي في تغريدة قائلاً: “إذا لم تفرج بريطانيا عن ناقلة النفط الإيرانية، فمن واجب السلطات الإيرانية الاستيلاء على ناقلة نفط بريطانية”.
وعن موقف بريطانيا إذا اندلعت الحرب بين الولايات المتحدة وإيران، أشار تقرير إلى تصريحات وزير الخارجية البريطاني والتي قال فيها إن إيران لاتزال ملتزمة بالاتفاق النووي، ولذلك لن تفرض عليها أي عقوبات ولن تنسحب من الصفقة.
ضغوط واشنطن
ويرى شيخ أنه رغم ضغوط واشنطن، إلا أن بريطانيا لن تتسرع في التورط في الصراع من أجل تعزيز علاقاتها الخاصة مع الولايات المتحدة، خاصةً في ظل غياب أحداث ضخمة مثل 11 سبتمبر ، ومن ثم فإن السياسة الخارجية تكون معقدة ولا تتعلق بالقضايا الفردية.
ومثلما تسعى واشنطن إلى إعطاء الأولوية لمصالحها، فإن لندن تضع مصالحها الخاصة في الاعتبار.
ويلفت التقرير إلى علاقة خاصة وثيقة بين الولايات المتحدة وبريطانيا لا تستند إلى أي قضية فردية، ولكنها تعكس الأفكار، والثقافة، والتاريخ، واللغة المشتركة، وحتى مع المصالح المتداخلة والمتقاربة بين البلدين، فإن مصالحهما لا تتطابق بالضرورة.
وعلاوة على ذلك، تواجه الولايات المتحدة وبريطانيا مواقف داخلية محفوفة بالمخاطر تدفع إلى تخفيف الضغوط،  وتجنب التورط في حرب ضد إيران.
ففي بريطانيا لن تحظى أي قيادة جديدة،، بالثقة إذا دخلت في مغامرة أخرى في الشرق الأوسط لمجرد الحفاظ على العلاقة الخاصة مع إدارة أمريكية تواجه تحدياً يتمثل في سعي الديمقراطيين لإنهاء رئاسة ترامب، عن طريق الإقالة أو بالانتخاب.
ومن ناحية أخرى، ومع تنشيط القاعدة الديمقراطية في الانتخابات التمهيدية، باتت الولاية الثانية لإدارة ترامب على المحك، ومن ثم لا يُرجح أن تسعى واشنطن إلى تصعيد الصراع، وإعادة ترتيب ميزان القوى في الشرق الأوسط.
ويختتم التقرير بالقول إن على الرئيس ترامب ورئيس وزراء بريطانيا المقبل التفكير جيداً قبل تصعيد التوتر مع إيران إلى مرحلة الحرب، خاصةً لأن ذكريات وجروح حرب العراق، لاتزال مفتوحة.

زر الذهاب إلى الأعلى