تتجه الإدارة الأمريكية إلى ترميم العلاقة وإعادة بناء جسور الثقة مجددا مع باكستان التى ظلت لعقود حليفا للولايات المتحدة فى مكافحة الإرهاب.
وتعد الاجتماعات التى عقدها مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكى القادم من عالم المخابرات وجون دافنورد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكى فى سبتمبر الماضى فى إسلام آباد مع القيادة الباكستانية الجديدة قاعدة انطلاق لعلاقات جديدة بين باكستان والولايات المتحدة التى وجهت انتقادات حادة لباكستان بسبب ما اعتبرته واشنطن عدم تعاون كاف من إسلام آباد فى مكافحة الإرهاب وتقديم ملاذات آمنه لقياداته من حركة طالبان، وعلى إثر ذلك جمدت واشنطن مساعدات عسكرية بمئات الملايين من الدولارات كانت تقدمها إلى باكستان التى لم تجد وسيلة للرد على هذا الإجراء سوى بتعزيز التقارب مع الصين وروسيا .
ويقول المراقبون إن واشنطن قد بدأت فى تعديل أسلوب تعاملها مع باكستان بعد أن رصدت الدوائر الأمنية الأمريكية مؤشرات قوية على تغيرات حادة فى بوصلة التوجه السياسى والتحالفى الباكستانية بعد جفوة العلاقة المتسعة مع الحليف الأمريكى، ففى الثامن من أغسطس الماضى اختتمت باكستان أول مناورة عسكرية فى تاريخها منذ نشأتها مع روسيا وللمرة الأولى يسجل التاريخ مشاهدا لضباط روس وهم يقدمون النصح والمشورة التدريبية لضباط باكستانيين لم يعتادوا سوى ضباط الجيش الأمريكى كمدربين لهم منذ أربعينيات القرن الماضى .
كما أبرمت باكستان فى أغسطس الماضى اتفاقا هو الأول من نوعه فى تاريخها للتعاون العسكرى مع روسيا وإنشاء مجلس تشاورى باكستانى روسى مشترك فى المجالات الأمنية والعسكرية، وبموجب الاتفاق الروسى الباكستانى قامت تشكيلات القوات البحرية الباكستانية بزيارة منطقة سان بطرسبيرج والإبحار مع تشكيلات روسية مناظرة ويعد هذا تطورا خطيرا على مسار العلاقات الباكستانية الأمريكية المتدهورة والتى بلغت ذروة تدهورها فى مطلع العام الجارى بتعليق واشنطن لكافة أشكال التدريب العسكرى مع باكستان وتعليق ملايين الدولارات من المساعدات العسكرية المقدمة لها .