تعد ظاهرة إرسال الرسائل النصية عبر الهاتف المحمول أثناء القيادة من أكثر الظواهر المنتشرة بين جميع الفئات العمرية فى جميع أنحاء العالم، وبالرغم من التحذيرات المتكررة حول مخاطر ذلك الفعل الذى يؤدى إلى خسائر مروعة والقوانين التى تم سنها فى أغلب بلدان العالم لتجريمه إلا أن الكثيرين يرفضون التوقف عن تلك العادة التى تسوء أكثر فأكثر.
ويعتقد الكثير من الأشخاص أن لديهم قوى خارقة تمكنهم من القيام بأكثر من عمل فى نفس الوقت وبدرجة عالية من التركيز كقيادة السيارة والتحدث والهاتف أو كتابة الرسائل النصية فى نفس الوقت، وبالرغم من أن الحقائق العلمية تؤكد أن ذلك الأمر شبه مستحيل، إلا أنه حتى لو كان صحيحا فإن أغلب حوادث الطرق تقع نتيجة لتشتت انتباه السائق للحظات، وتكون نتيجته خسائر مأساوية فى الأرواح والممتلكات فضلا عن التأثير السلبى لتلك الحوادث على الأقتصاد القومى.
وأثبتت الدراسات أن استعمال الهاتف خلال قيادة السيارة -حتى فى حال وجود أجهزة تغنى عن امساك الهاتف باليد- يعادل القيادة تحت تأثير الخمور، فضلا عن أن احتمالية تعرض السائق الذى يستعمل الهاتف أثناء القيادة لحادث سير تكون أربعة أضعاف السائق العادى.
ويشار إلى أن الإحصائيات الرسمية تكشف عن مخاطر كتابة الرسائل النصية أو استعمال الهاتف المحمول بصفة عامة، حيث توضح بعض الإحصائيات أن ما يقرب من 12 ألف شخص يلقون حتفهم سنويا بسبب حوادث الطرق، بالإضافة إلى أن تلك الحوادثتكلف الاقتصاد المصرى حوالى أربعة مليار جنيه سنويا ما بين تعويضات وتأمينات فضلا عن اصلاحات الطرق؛ ولم تشمل تلك الإحصائيات الحوادث التى لم تصل إلى أقسام الشرطة.
ومن الأمور الغريبة التى كشفت عنها إحدى الدراسات الهامة حول العوامل التى تتسبب فى تشتت انتباه السائق، إن إرسال الرسائل النصية أثناء القيادة جاء فى المركز الأول متفوقا على تعاطى المخدرات الذى احتل المركز الثانى، بينما جاء تعاطى الكحوليات فى المركز الثالث.
وأكدت بعض الدراسات والإحصائيات التى أجريت فىالولايات المتحدة الأمريكية، على أن أكثر من مليون ونصف حادثة سنويا يكون السبب فيها إرسال الرسائل النصية أثناء القيادة، ويتسبب ذلك الفعل أيضا فى أكثر من 300 ألف إصابة سنويا.
وتوجد محاولات فى جميع الدول العالم للتوصل إلى تقنيات حديثة لحظر تلك الظاهرة التى تتسبب فى كوارث مروعة، كان من أهمها محاولات لتصنيع سيارة تتمتع بتقنية حظر استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة.
وفى السياق ذاته صرحت وكالة فرانس برس بأن مجموعة من الطلاب بالجامعة الأمريكية فى بيروت قاموا بتصميم تطبيق للهاتف المحمول يمنع كتابة الرسائل النصية حين تزيد سرعة السيارة عن 10 كيلومتر فى الساعة، وأطلق عليه “كتابة أو قيادة”.
فيما قام المشرعون فى ولاية نيويورك بتقديم مشروع قانون بتضمن السماح لضباط الشرطة الذين يقومون بالتحقيق فى حوادث تصادم باستخدام جهاز يسمح لهم بفحص أجهزة الهاتف المحمول الخاصة بالسائقين للتأكد من عدم استخدامهم الهاتف قبل الحادث؛ حسب ما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.