تتصاعد وتيرة الأحداث على الأراضى السورية فى ظل الصراع الدائر بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة والإرهابيين، والذى تتداخل فيه عدة أطراف دولية موالية لكلا الطرفين ومنها القوات الروسية والإيرانية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، وعلى الجانب الأخر هناك التحالف الدولى الذى يضم قوات للولايات المتحدة الأمريكية، وتركيا، وفرنسا، الداعمين للجماعات المسلحة.
وعلى مدار 7 سنوات هى عمر الاشتباكات والحرب الدائرة على الأراضى السورية منذ انطلاق الثورة فى 15 مارس 2011، اختلفت مناطق انتشار القوات المتنازعة على طول البلاد، فخلال هذه السنوات من الحرب الأهلية المشتعلة طرأت تغييرات متعددة على مناطق نفوذ أطراف النزاع، وهو الأمر الذى نستعرضه من خلال إنفوجراف أعدته شبكة “سكاى نيوز” الإخبارية.
ويوضح الإنفوجراف توزيع القوات المختلفة داخل سوريا، والبداية هنا مع القوات الروسية والإيرانية الموالية للحكومة السورية، التى تنتشر قواعدها الجوية فى مناطق شمال ووسط وجنوب البلاد، أما مناطق الكثافة لها فتتواجد فى محيط العاصمة دمشق، هذا إضافة إلى قاعدة جوية فى دير الزور شرق البلاد، وأخرى قرب الرقة.
وفيما يتعلق بنطاق منظومات الدفاع الجوى الروسية، فإنها تغطى منطقة الشرق التى تقع تحت حماية منظومة “اس 400 – 400 كم” المتمركزة جنوب شرق البلاد، والتى يخرج عن غطائها شرقًا مناطق القامشلى والحسكة والبوكمال، بينما يصل مداها إلى الأردن جنوبًا، كما تغطى منظومات الدفاع الروسية بشكل مكثف دمشق وحمص وحلب وإدلب واللاذقية وطرطوس، وتصل مداها إلى داخل الأراضى التركية شمالًا ولبنان غربًا، وذلك تحت حماية صواريخ “اس 300 – 150 كم” المتمركزة شمال البلاد، و”اس 400 – 250 كم” المتمركزة وسط البلاد من جهة الشرق، و”اس 300 – 150″ المتمركزة وسط البلاد بالقرب من العاصمة دمشق.
كذلك تنتشر القوات البرية السورية بطول البلاد فى مناطق الوسط من الشمال إلى الجنوب، إضافة إلى قاعدتى تمركز جهة الشرق فى كل من دير الزور وتدمر، وأخرى شمال شرق البلاد فى القامشلى، كما تنتشر القوات السورية والإيرانية والميليشيات الموالية، بطول البلاد، وهنالك مناطق مشتركة بينها وبين القوات الروسية فى مناطق مختلفة، إضافة إلى وجود انتشار للميليشيات الموالية فى كل من دير الزور والبوكمال.
وعلى الجانب الآخر هناك التحالف الدولى الذى يضم القوات التركية والأمريكية والفرنسية، والتى تنتشر قواعدها الجوية، أيضًا، بطول البلاد من جهة الغرب، فيما تقع منطقة الكثافة حول العاصمة دمشق، فيما تتواجد مراكز القوات التركية فى منطقة الشمال والشمال الغربى حيث الحدود المشتركة بين سوريا وتركيا.
أما القوات الأمريكية فتوجد مناطق تمركزها فى منطقة الشمال أيضًا بالتماس مع الحدود التركية، إضافة إلى التواجد فى منطقة الشمال الشرقى حيث مناطق القامشلى والحسكة، فيما تتواجد مراكز وجود القوات الفرنسية، بعدد أقل كثيرًا عن نظرائها الأمريكان والأتراك، حيث يوجد لها 5 مناطق انتشار فقط، إلا أنها تشترك معهم فى مناطق التوزيع بالشمال على الشريط الحدودى مع تركيا.
وفى ظل التوزيع السابق نجد أن هناك تداخل فى مناطق السيطرة، ففى الشمالى الشرقى تقع مناطق سيطرة الأكراد التى تتلامس مع مناطق نفوذ قوات التحالف الدولى حيث الحسكة ومنبج، وفى الشمال الغربى تقع مناطق سيطرة المعارضة التى تسيطر على مناطق متفرقة أخرى فى الجنوب الشرقى، ووسط البلاد شمال العاصمة دمشق، وفى منطقة الجنوب الغربى أيضًا حيث منطقة السويداء، بينما تقع المساحات الأكبر من الدولى تحت سيطرة الحكومة السورية والقوات الموالية لها سواء إيرانية أو قوات محلية، وتمتد تلك المساحة من نهاية مناطق نفوذ الأكراد والمعارضة والتحالف الدولى فى الشمال وعلى طول الدولة فى اتجاه الجنوب بالامتداد إلى جهة الغرب، إضافة إلى الامتداد شرقًا أيضًا.