إيران تهدد السعودية بعد مبايعة محمد بن سلمان وليا للعهد
رغم خطورة التصعيد المستمر بين "السعودية وإيران" وانعكاساته على المنطقة، أصبح المجتمع الدولي يعي تمامًا أن طرفي النزاع لا يمكنهما الحسم عسكريا لما ستسببه الحرب من مأساة إنسانية، إلا أن شرارتها بدأت تتناثر، وأصبحت تلوح بالأفق بين البلدين.
بالأمس، أمر الملك سلمان بتعيين ابنه، الأمير محمد بن سلمان، وليا للعهد، ونائبا لرئيس مجلس الوزراء، مع احتفاظه بمنصب وزير الدفاع.
ذلك القرار لم يترك الخيار الدبلوماسي لدى إيران، كونها ترى نفسها دولة عظمى في المنطقة، وترفض العبث بأمنها واستقرارها، ليخرج المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني العميد رمضان شريف، ويصف تعيين الأمير محمد بن سلمان، وليا للعهد في السعودية، بـ"العبثي".
تصريحات القائد الإيراني جاءت ردا على تهديد الأمير الشاب بنقل المعركة إلى إيران، وأن المملكة لن تلدغ منها مجددا، بل سنعمل على أن تكون المعركة عندهم في عقر دارهم".
بل وصل الأمر إلى توجيه إيران تحذيرا مباشرا للسعودية، قائلة: "على السعودية إدراك حجم صواريخنا، فأي سلوك استفزازي سيكون جوابه واضحًا وسريعًا من قبل طهران، ومخازننا مليئة بالصواريخ".
لم يقف الأمر عند ذلك الحد، حيث اعتبر المسؤول الإيراني أن بلاده صبرت كثيرا وتمكنت من مواجهة جماعات إرهابية مسلحة تدعمها الرياض خلال الأعوام الماضية، لكن بعد مبايعة الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد، أصبح من الضروري أن يعي الجميع، أن أي محاولة لضرب الاستقرار في طهران ولو بشكل جزئي وصغير سيواجه برد قاس وسريع وسينال عقابه.
إلا أن الأمير محمد بن سلمان، اعتبر أن النظام الإيراني لن يحقق أهدافه، إضافة إلى عدم وجود لغة حوار بينهما، موضحًا أن طهران تنتظر المهدي وتريد تحضير بيئة خصبة له، وتريد السيطرة على العالم الإسلامي، بعد أن حرمت شعبها لأكثر من 30 عاما لتحقيق هذا الهدف.
وفي هذا الصدد، خاطبت طهران الأمانة العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن، مستنكرة تصريحات ولي العهد السعودي، التي قال فيها: "لن ننتظر أن تصل الحرب إلى السعودية، بل سنعمل على بدئها داخل الحدود الإيرانية".
وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران أزمة حادة، عقب إعلان الرياض في 3 يناير2016، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة، في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد، شمالي إيران، وإضرام النار فيهما، احتجاجا على إعدام "نمر باقر النمر" رجل الدين السعودي، مع 46 مدانا بالانتماء لـ"التنظيمات الإرهابية".
ليس هذا فقط، بل إن التوتر بين البلدين في تزايد بسبب عدد من الملفات، أبرزها الملف النووي الإيراني، الذي ترى الرياض أنه يهدد أمن المنطقة، والملفان اليمني والسوري؛ حيث تتهم السعودية إيران بدعم نظام بشار الأسد بسوريا وتحالف مسلحي الحوثي والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في اليمن.