إيران تهدد عرش أمريكا وتتعهد بتدمير قواعدها العسكرية
رغم خطورة التصعيد المستمر بين أمريكا وإيران، أصبح المجتمع الدولي يعي تمامًا أن طرفي النزاع لا يمكنهما الحسم عسكريًا، لما ستسببه الحرب من مأساة إنسانية، لكن يبدو أن شرارة الحرب بدأت تتناثر، وأصبحت تلوح في الأفق.
وتسعى واشنطن لاتباع استراتيجية تأخذ في الاعتبار "التصرفات السيئة" لطهران بأكملها، من دون الاقتصار على مدى التزامها بالاتفاق النووي، حيث تجري القيادة الأمريكية إعداد عقوبات اقتصادية جديدة على إيران بسبب برنامجها للصواريخ البالستية ومساهمتها في التوترات بالمنطقة.
إلا أن طهران، تعتبر أن نقض أمريكا للاتفاق النووي سيجلب دمارًا على العالم، داعية الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في نهج العقوبات، وأن تضع في رأسها أن نهج الضغوطات لا يعمل.
التراشق اللفظي بين الطرفين، زاد من حدة التوترات في العالم، حيث يترقب الجميع ما ستؤول إليه الأحداث.. وهل ستكون هناك عواقب نتيجة الأزمة الراهنة؟
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أبدى قناعة كاملة بأن الاتفاق النووي مع إيران "صفقة سيئة"، بالنسبة للولايات المتحدة، ولا تزال أحد أخطر التهديدات للمصالح الأمريكية والاستقرار في المنطقة.
لكن المفارقة جاءت في تصريحات "ترامب"، حيث أكد أن طهران ملتزمة بالاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية، لكنها تنتهك روح هذا الاتفاق، مهددًا بفرض عقوبات جديدة عليها لتغيير سلوكها.
وعلل ترامب موقفه من العقوبات، بأن الأنشطة الإيرانية تقوض بشدة الاتفاق، ولن تساهم في السلام والأمن على المستويين الإقليمي والدولي.
وعلى مايبدو أن التصريحات الأمريكية لم تلق قبولًا لدى طهران، حيث علّق وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف بالقول: إن "تبجح واشنطن لن يؤدى مطلقا إلى مزيد من التفاهم في التعامل معنا أو مع أي دولة أخرى".
إلا أنه عاد مجددًا ليؤكد استعداد بلاده لإجراء محادثات مع أمريكا حول تنفيذ اتفاقية البرنامج النووي، رغم أن بلاده تتلقى رسائل متناقضة من واشنطن بشأن هذا الاتفاق، مبينا أن "جدية إيران" في تنفيذ الاتفاق يمكن أن تشكل أساسًا لتطوير العلاقات.
مصادر إعلامية أمريكية، أشارت إلى احتمالية أن يتم فرض عقوبات على 16 شخصية ومؤسسة إيرانية على الأقل، دون التطرق إلى المزيد من التفاصيل.
تلك التصريحات، أثارت غضب الحرس الثوري الإيراني، ودفعته لتوجيه تحذير شديد اللهجة إلى الولايات المتحدة، مهددًا في الوقت ذاته من الخطوة الأمريكية كونها تعد مجازفة كبيرة، وهذا يهدد قواعدها العسكرية وقواتها في الشرق الأوسط.
أما رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، فقال: إن "تهديدات قوى الاستكبار وبعض الدول الرجعية بنقل الخطر إلى الداخل الإيراني، تستدعي أعلى درجات اليقظة والجهوزية في المجالين الدفاعي والأمني، لإجهاض هذه المشاريع".
في المقابل، نوهت مصادر أمريكية مطلعة، بأن السيناتورين الجمهوريين تيد كروز وجيم إينهاف، بصدد تقديم مشروع قانون يلزم الخارجية الأمريكية بإدراج الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية تهدد أمن العالم.
وهو ما دفع اللواء باقري، رئيس أركان الجيش الإيراني، للتعقيب على التصريح، قائلًا: إن "الشعب الإيراني لطالما قاوم الاستكبار العالمي، خصوصًا الأمريكي منه، واستطاع أن يصمد بوجهه، وأن يكون مقاومًا أكثر فأكثر يوما بعد يوم، ولذا فإن العقوبات ستشكل فرصة من أجل التطور وتحقيق العزة والاعتماد على النفس والطاقات الموجودة داخل إيران".
وأضاف: "مساواة حرس الثورة الإسلامية بالمجموعات الإرهابية، وفرض حظر عليه، هو أمر من شأنه أن يعرض الولايات المتحدة وقواعدها العسكرية وقواتها في المنطقة للخطر".
ومن هذا المنطلق، يجب النظر إلى أن العملية العسكرية الأمريكية ضد إيران لا تحظى بشعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم، كما أنها تتطلب سياقا دوليا سليما لضمان الدعم اللوجيستي والتصدي لردود الفعل السلبية، وأن أفضل طريقة للحد من الازدراء الدولي هي البدء في ضربها عندما يقتنع العالم بأن الإيرانيين رفضوا عرضًا رائعًا بإصرارهم على امتلاك أسلحة نووية.