ابتكر عدد من العلماء الأمريكان جهازا جديدا فى حجم “حبة الرمل” بإمكانه خلق دائرة اتصال ما بين العقل البشرى والكمبيوتر، وبالتالى يُمكّن الإنسان من التحكم فى الأجهزة بشكل كامل من غير الحاجة لاستخدام الأسلاك الكهربائية والبطاريات، الأمر الذى يفتح أمام البشرية جمعاء آفاقًا جديدة من الاحتمالات غير المتناهية من الاستخدامات وكذلك الابتكارات المنحدرة منها.
وأطلق المبتكرون اسم “الغبار العصبى” على هذا الجهاز الجديد الذى يمكننا من خلاله تتبع ورصد الأعضاء المختلفة فى جسم الإنسان بما فى ذلك “القلب”، وإذا تمكن العلماء من خلق تصغير أدق من هذا الغبار العصبى فى الحجم، سوف نتمكن حينها من زرعه فى خلايا الدماغ وبالتالى التحكم بشكل طبيعى فى حركة الأعضاء الصناعية التى يتم تركيبها لمن خسروا أرجلهم أو أيديهم.
استخدامات الغبار العصبى
يعتبر هذا الابتكار من أهم ابتكارات القرن بل والقرون بأكملها، وذلك بسبب إمكانياته الهائلة فى علاج مشكلات ضخام كانت لا تقوى عليها الجراحات ولا حتى أشعة الليزر، مثل إمكانيته فى معالجة “حالات الصرع” من خلال تحفيز الخلايا العصبية والعضلات لأوامر معينة، وهو كذلك يساعد الأشخاص مرضى “سلس البول” فى التحكم بمثاناتهم، ويمكنه أيضًا تحفيز وحث الجهاز المناعى للعمل بشكل منتظم وسليم، كما يستخدم فى تقليل الالتهابات المختلفة، وتقليل الشهية.
كان دربًا من دروب المستحيل تقريبًا إمكانية الربط بين العقل البشرى أو الإنسان فى مجمله والأجهزة الصماء، وذلك لعدم استطاعة العلماء خلق جسيم غاية فى الصغر من تلك التكنولوجيا المبتكرة، وزرعها فى أدق الأماكن فى عمق الجسم البشرى، ولكن الآن يستطيع هذا الجسيم الدقيق للغاية اختراق الخلايا العصبية والعضلية والأعضاء البشرية وقراءة ما بها من معلومات وبالتالى نقلها.
كيفية تشغيل الجسيم الصغير؟
استخدم العلماء الموجات فوق الصوتية بقوة 1 ميلليمتر من أجل تزويد الجسيم الصغير “الغبار العصبى” بالطاقة، إذ أن هذه الموجات يمكنها اختراق كل جزء من أجزاء جسم الإنسان والوصول إلى زر التشغيل بـ”الغبار العصبى” وهو عبارة عن قطعة “كريستال” تعمل على تحويل الموجات فوق الصوتية إلى كهرباء وبالتالى يتم تزويد الغبار العصبى بالطاقة اللازمة له حتى يعمل.
توقيت استخدام تكنولوجيا الغبار العصبى
تم تجربة ابتكار الغبار العصبى حتى الآن على العضلات والجهاز العصبى الطرفى لفئران المختبر، ولكن العلماء يؤكدون إمكانية استخدامه على الجهاز العصبى “المركزى” وكذلك “الدماغ” حتى نتمكن من التحكم فى الأطراف الصناعية لدى الإنسان، ويمكن تطبيق ذلك الآن من خلال بعض الأسلاك التى سيتم توصيلها بالدماغ من خلال ثقب صغير بالجمجمة، إلا أن ذلك الأمر يعرض الإنسان للعدوى، كما أنه يجب تبديله بآخر فى غضون عام أو عامين على الأكثر.
يذكر أن العلماء يعملون الآن على ابتكار “غبار عصبى” يمكن أن يدوم بداخل الدماغ أو “الجهاز العصبى المركزى” للإنسان لمدة تزيد عن 10 أعوام، وبدون أسلاك أو ثقوب، ولكننا مازلنا نعمل على الوصول لهذه التكنولوجيا التى يصغر خلالها الغبار العصبى بنحو “50 مايكرون” عن حجمه الحالى المستخدم للجهاز العصبى الطرفى.