يسارع عمال الإنقاذ الزمن للعثور على ناجين بعد أن ضرب زلزال قوى جنوب تايوان قبل فجر السبت، ما أدى إلى انهيار مجمع سكنى شاهق الارتفاع ومقتل سبعة أشخاص على الأقل، ونقل عشرات إلى المستشفيات ونحو عشرين آخرين فى عداد المفقودين.
وأخرج عمال الإنقاذ 247 ناجيا من الحطام فى مدينة تاينان الأكثر تضررا. واندفع أكثر من 1200 من عمال الإطفاء والجنود فى مدينة تاينان التى ضربت بشدة، مع سلالم وروافع ومعدات أخرى نحو المبنى السكنى المكون من 17 طابقا الذى انطوى مثل آلة الأوكورديون فى كومة من الأنقاض والمعادن الملتوية.
وقالت وسائل إعلام محلية أن المبنى يضم مركز رعاية لحديثى الولادة والأمهات، وكان هناك مولود جديد من بين القتلى فى الكارثة التى جاءت قبل يومين من احتفالات السنة القمرية الجديدة، أهم اجازة عائلية فى التقويم الصينى.
كان معظم الناس يغطون فى النوم عندما ضرب الزلزال، وقوته 6.4 درجة فى حوال الرابعة صباحا بالتوقيت المحلى (2000 ت.غ الجمعة).
وقال مركز المسح الجيولوجى الأمريكى أن الزلزال وقع على بعد نحو 35 كم جنوب شرق يوجينغ، وضرب على بعد نحو 10 كيلومترات تحت الأرض. وقال لين باو- جوى، من سكان تاينان “بدأ الاهتزاز افقيا ثم لأعلى وأسفل ثم هزة كبيرة من اليمين إلى اليسار”، وهو بائع سيارات مستعملة تحطمت سياراته عندما انهار المجمع السكنى. وقال “بقيت فى سريرى لكن قفزت عندما سمعت ‘انفجارا’ كبيرا وكان ذلك صوت سقوط المبنى”.
وقال مركز الاستجابة للطوارئ أن سبعة أشخاص قتلوا بينهم رضيع عمه عشرة أيام وطفل صغير وساكنين آخرين داخل المبنى على ارتفاع شاهق. وقتل شخص آخر جراء سقوط أجسام. ولم تكن هناك تفاصيل أخرى متاحة على الفور على القتيلين الاخرين. وقال المركز أن عمال الإنقاذ استخرجوا 247 ناجيا.
وأضاف أن 73 نقلوا إلى المستشفيات. وكان برج وى قوان يسكنه 256 شخصا يعيشون فى 96 وحدة، وفقا لمركز الاستجابة للكوارث، تم إنقاذ 230 منهم وهناك 26 فى عداد المفقودين رغم أنه لم يتضح كم عدد الذين كانوا بداخل المبنى وقت سقوطه. أفاد موقع “ايه تى توداى” الإخبارى على الإنترنت بأن أم وابنة من بين الناجين من مبنى وى قوان، وأن الفتاة شربت بولها فيما كانت تنتظر لإنقاذها الأمر الذى جاء أقرب مما توقعت.
وقالت وكالة أنباء الصين المركزية الأنباء أنه تم إنقاذ عشرات اخرين أو إجلاءهم بسلام من سوق ومبنى اخر مكون من سبعة طوابق تعرض لأضرار شديدة. وأضافت أن مبنى تابع لأحد البنوك مال بدون وقوع إصابات. ومع بزوغ الفجر أظهر بث حى للتلفزيون التايوانى ناجين يتم إنزالهم بحذر من ارتفاع شاهق، بينهم مسنة تركب دعامة فى الرقبة واخرين ملفوفين فى بطاطين.
وكانت وسائل الحياة اليومية- تكييف هواء محطم جزئيا وقطع من شرفة معدنية ونوافذ- وسط الحطام.
ساعد عمال الإنقاذ الناس الذين لفوا أذرعهم حول رجال الإطفاء، فى الخروج من المبنى واستخدمت الرافعات للبحث فى الأجزاء المظلمة والهياكل عن ناجين. وقال مذيعو الأخبار أنه يجرى استطلاع وقوع أضرار فى مناطق أخرى من المدينة. وسار رجال فى زى مموه يعتقد أنهم من أفراد الجيش، فى منطقة واحدة من الانهيار حاملين معاول كبيرة. وقال مركز الاستجابة للكوارث أنه تم نشر 1236 من عمال الإنقاذ بينهم 840 من الجيش إضافة إلى ست مروحيات و23 من كلاب الإنفاذ.
وشعر بالزلزال كهزة طويلة فى العاصمة تايبيه على الجانب الاخر من الجزيرة. لكن تايبيه كانت هادئة لم تكن هناك أية طوارئ أو أضرار واضحة قبل الفجر.
وأفاد سكان فى البر الرئيسى فى الصين بأنهم شعروا بالزلزال هناك.
وبدأت الأسئلة تتزايد حول ما إذا كان طاقم البناء قطعوا التقاطع عند بناء مجمع وى قوان السكنى الذى انتهى العمل فيه سنة 1989.
وقال وزير الداخلية تشن وى تشن أن تحقيقا سوف يفتح حول ما إذا كان المطور خالف المعايير. تضرب الزلازل تايوان فى كثير من الأحيان، لمن معظمها طفيفة ولا تحدث أضرار تذكر أو لا تحدث.