شهد اليوم نشاط رئاسي مكثف ، حيث رحب الرئيس عبد الفتاح السيسي بغبطة بطريرك الروم الأرثوذوكس بالإسكندرية وسائر أفريقيا، مشيرًا إلى الأهمية الكبيرة التي توليها مصر لتعزيز قيم المحبة وقبول الآخر والتعايش بين الديانات المختلفة.
واستعرض الرئيس ما تتخذه مصر من خطوات لترسيخ مبادئ المواطنة والمساواة ونشر التسامح، منوهًا إلى ضرورة البناء على القواسم المشتركة التي تنطلق منها الديانات السماوية، بالإضافة إلى تدعيم جهود التصدي للتطرف.
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم البطريرك ثيودوروس الثاني بابا وبطريرك الروم الأرثوذوكس بالإسكندرية وسائر أفريقيا.
دور مصر :
من جانبه، أعرب بطريرك الروم الأرثوذوكس بالإسكندرية وسائر أفريقيا، عن تقديره الكبير لمصر وشعبها وقيادتها، مشيدًا بدور مصر المحوري بالمنطقة وجهودها الرامية لاستعادة الأمن والاستقرار.
كما ثمن البطريرك ثيودوروس الثاني قوة النسيج الوطني المصري، وحرص الدولة على تعزيز قيم المواطنة والانتماء الوطني بين كافة أبناء الشعب دون تمييز.
كما جرى خلال اللقاء مناقشة سبل مواجهة محاولات النيل من وحدة النسيج الوطني وبث الفتنة والانقسام بدول المنطقة، حيث أكد الرئيس في هذا الإطار الدور الكبير لرجال الدين في ترسيخ مبادئ الوسطية والاعتدال ونشر الوعي بالقيم السمحة للأديان.
وأعرب غبطة البطريرك عن خالص تمنياته لمصر بالتوفيق والتقدم والازدهار، مشيدًا بحرص قيادتها السياسية على تحقيق آمال وطموحات الشعب المصري.
كما ترأس عبد الفتاح السيسي، اليوم الاجتماع الثاني للمجلس القومي للمدفوعات بحضور رئيس مجلس الوزراء، ومحافظ البنك المركزي، ووزراء الدفاع، والداخلية، والاتصالات، والعدل، والمالية، والتخطيط، بالإضافة إلى رئيس هيئة الرقابة الإدارية، والهيئة العامة للرقابة المالية، فضلًا عن نائب محافظ البنك المركزي للاستقرار النقدي ووكيل المحافظ لنظم الدفع، ورئيس مجلس إدارة البنك الأهلي المصري وعدد من المسئولين في البنك المركزى ووزارة التخطيط.
الهيكل المحدث :
واستعرض محافظ البنك المركزى خلال الاجتماع الهيكل المحدث للمجلس القومي للمدفوعات واللجان المنبثقة عن الأمانة الفنية للمجلس، والذي تم إعداده بالتنسيق مع كافة الوزارات والجهات المعنية، حيث تقرر أن تنبثق عن الأمانة الفنية لجنة لتطوير المعاملات المالية غير النقدية، ولجنة للتحول الرقمي للمدفوعات والمتحصلات الحكومية، ولجنة لتطوير منظومة صرف الدعم الإلكتروني، ولجنة أمنية فنية لنظم الدفع الحكومية، ولجنة للتعديلات التشريعية.
كما استعرض محافظ البنك المركزى الموقف التنفيذي للقرارات والتكليفات الصادرة عن الاجتماع الأول للمجلس الذي عقد في شهر يونيو الماضي، وعرض المحافظ دراسة لمشروع قانون تطوير المعاملات المالية غير النقدية، والإجراءات التي تم اتخاذها لإنشاء المنظومة الوطنية لبطاقات الدفع، كما عرض أيضًا الإجراءات التي تم اتخاذها لإنشاء منظومة تكنولوجية متكاملة لصرف الدعم، من خلال وضع تصور متكامل يشمل البدائل المختلفة وتحديد أفضل السبل للتنفيذ، فضلًا عن التدابير التي تمت لتشجيع وتحفيز خدمات الدفع من خلال الهاتف المحمول عن طريق إعفاء المواطنين من المصاريف الخاصة بفتح حساب لخدمات الدفع بالهاتف المحمول وخفض المصاريف الخاصة بتلك الخدمات.
تطوير الشبكة المالية :
وتطرق الاجتماع كذلك إلى سبل تطوير الشبكة المالية للحكومة المصرية، حيث عرض وزير المالية تقريرًا حول الوضع الحالي للمنظومة البنكية لحساب الخزانة الموحد والتي تهدف إلى تنفيذ جميع عمليات الدفع والتحصيل الحكومى بطريقة إلكترونية من خلال حساب الخزانة الموحد المفتوح لوزارة المالية بالبنك المركزى.
كما استعرض منظومة إدارة المعلومات المالية الحكومية بهدف إنشاء نظام مركزي لإعداد ومراقبة تنفيذ الموازنة العامة للدولة بطريقة إلكترونية، تضمن سلامة التنفيذ.
مركز الدفع والتحصيل :
كما عرض وزير المالية مركز الدفع والتحصيل الإلكتروني للحكومة بهدف تطوير وتحديث نظم الدفع والتحصيل بما يساهم في تحسين أداء الاقتصاد المصرى وتحقيق سرعة دوران الأموال وتحفيز الاستثمارات من خلال شبكة إلكترونية مؤمنة ومنتشرة في كافة أنحاء الجمهورية، وبنية تحتية عالية التقنية لاستيعاب كافة عمليات الجهات الحكومية، ويتوافق المركز مع تجارب الدول المشابهة وتوصيات البنك الدولى، وذلك من خلال الربط والتكامل مع القطاع المصرفي لعدد 35 بنكًا وهيئة البريد المصرى بفروعهم المتعددة في جميع أنحاء الجمهورية، كما يجرى التوسع في تقديم خدمات الدفع والتحصيل الإلكترونى من خلال خطة للاعتماد على البنك الزراعى والاستفادة من الانتشار الجغرافي لفروعه وذلك بالتنسيق مع البنك المركزي.
تبادل البيانات :
من جانبها، قدمت وزيرة التخطيط خلال الاجتماع عرضًا للتصور الذي تم إعداده لميكنة الخدمات وتبادل البيانات بالتنسيق بين الوزارات والجهات المعنية، حيث أوضحت الوزيرة أنه روعي في جميع مراحل التصميم وتنفيذ الخدمات الحكومية التيسير على المواطنين في الحصول على الخدمات الحكومية إلكترونيًا حتى يتمكنوا من السداد والحصول على الخدمة دون التردد على الجهة الحكومية، والتوسع في عدد الخدمات الحكومية المقدمة إلكترونيًا وإلزام كافة الجهات التي تم ميكنتها بتقديم خدماتها إلكترونيًا، وإيجاد آلية وإطار قانوني للتوسع في تقديم الخدمات الحكومية، وتقليل حجم المستندات المتبادلة بين الجهات الحكومية من خلال الاعتماد على التبادل الإلكتروني للبيانات، ودراسة إلزام الجهات بوقف التعامل النقدي.
القرارات :
وصدر عن اجتماع المجلس عدة قرارات منها:
مد العمل بقرار خفض المصاريف الخاصة بخدمات الدفع من خلال الهاتف المحمول بنسبة 50% لمدة ستة أشهر أخرى تنتهى في يونيو 2018.
تعزيز مبادرة البنك المركزى بإنشاء نظم بطاقات دفع ذات علامة تجارية وطنية وتمكين حامليها من استخدامها في الحصول على الخدمات المالية المختلفة لإدماجهم في النظام المالى.
رئيس غينيا :
أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي مساء اليوم اتصالًا هاتفيًا مع رئيس غينيا ألفا كوندي، الرئيس الحالى للاتحاد الأفريقى.
وأكد الرئيس خلال الاتصال اعتزاز مصر بما يجمعها بغينيا من علاقات ممتدة، مؤكدًا حرصها على تعزيز التعاون مع غينيا على كافة الأصعدة.
كما أوضح الرئيس تطلع لتكثيف التنسيق مع الرئيس كوندي خلال المرحلة المقبلة والتشاور معه إزاء مختلف القضايا الأفريقية ذات الاهتمام المشترك، مشيدًا بالدور الذي يقوم به الرئيس الغيني خلال توليه الرئاسة الحالية للاتحاد الأفريقي والجهود التي يبذلها لتعزيز التضامن والتكاتف بين الدول الأفريقية.
من جانبه، أكد الرئيس الغيني حرص بلاده على تعزيز العلاقات المتميزة التي تربطها بمصر في مختلف المجالات، مؤكدًا اهتمام غينيا بتفعيل أطر التعاون القائمة بين البلدين، فضلًا عن زيادة التنسيق والتشاور بين البلدين إزاء الموضوعات الإقليمية المختلفة بما يدعم مسيرة العمل الأفريقي المشترك.
وتناول الاتصال مناقشة بعض الموضوعات المتعلقة بتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.
كما تم التطرق إلى آخر التطورات الخاصة بعدد من القضايا الأفريقية وسبل تعزيز مكانة القارة في المحافل الدولية، حيث أكد الرئيسان أهمية تكاتف جميع دول القارة للدفاع عن القضايا والمصالح الأفريقية.
القضية الفلسطينية :
وأكد السيسي أن مصر كانت دوما رغم التحديات الجسيمة الداعم الرئيسى لتحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية في مقدمة أولويات مصر في المحافل الدولية كافة.
العقبات :
وأضاف الرئيس خلال كلمة مسجلة بثت خلال اجتماع حكومة الوفاق الفلسطينية بحضور رئيس المخابرات المصرية: “اليوم العالم بأسره يترقب جهودكم لتحقيق الوفاق بين أطياف الشعب الفلسطينى وتخطى كافة العقبات التي أدت للانقسام”.
الاختلافات :
وقال السيسي: “لدى إيمان بأن الاختلافات بين مكونات الشعب الفلسطينى يجب حلها داخل البيت الفلسطينى مع عدم قبول تدخل أي قوى خارجية في هذا الشأن”، مشددا على أن تجربة السنوات الماضية أثبتت أن الجميع خاسر من الانقسام ولم يستفد منه سوى القوى التي استغلت التطرف بين بعض الفصائل الفلسطينية.
وأضاف السيسي: “لقد حرصت على إيفاد رئيس المخابرات العامة لحضور المناسبة تأكيدا لحرص مصر على تقديم العون والمساعدة لدعم جهود ترتيب البيت الفلسطينى من الداخل”، مؤكدا عدم توقف دعم مصر للشعب الفلسطينى.
تحقيق السلام :
وأشار إلى وجود فرصة لتحقيق السلام في المنطقة شريطة مشاركة جميع الأطراف، مضيفا: “يجب أن نتعاون جميعا، لاستعادة حقوق الشعب الفلسطينى المشروعة”.
وقال السيسي إن العالم يترقب جهود حكومة الوفاق الفلسطينية في إكمال خطوات المصالحة الوطنية، وأضاف: “أؤكد للجميع أنه لا يوجد وقت لنضيعه”.
وأكد أن التاريخ سيحاسب من سيتسبب في تضييع الفرصة السانحة لتحقيق السلام، كما وجه السيسي تحية للشعب الفلسطينى بكل طوائفه، قائلًا: “مصر ستظل عاقدة العزم على تحقيق نقلة نوعية نحو مستقبل أفضل لفلسطين.