فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دفعة جديدة من العقوبات على إيران، ما يزيد الضغوط الأمريكية على طهران، في وقت يعاني فيه الاقتصاد الإيراني من صعوبات مالية شديدة.
جاء ذلك في أعقاب تعرض 6 ناقلات للنفط وطائرة مسيرة أمريكية لهجوم إيراني الشهر الماضي بالقرب من مضيق هرمز، أحد اهم ممرات نقل شحنات النفط، الأمر الذي أدى إلى تصاعد حدة المواجهات بين واشنطن وطهران.
وبينما تفرض أمريكا عقوبات بالفعل على النفط الإيراني وغيره من الصناعات، أكد ترامب أنه سيفرض مزيد من العقوبات في محاولة لمنع حصول إيران على الأسلحة النووية وتطوير ترسانتها، وفقا لشبكة “سي إن بي سي”.
أكد الرئيس الأمريكي أن الضغوط الاقتصادية على إيران ستستمر ما لم يغير النظام الإيراني سياساته.
وعن تأثير العقوبات الأمريكية على الاقتصاد الإيراني، يقول كايلن بيرش الخبير الاقتصادي إن “إيرادات إيران من النفط انخفضت بنسبة الثلثين على الأقل”، موضحا أن طهران في وضع اقتصادي خطير للغاية.
وأضاف أن الإيرانيين ليسوا في وضع يسمح لهم بخوض حرب، رغم أنهم يسعون لإخراج أنفسهم من الصراع.
وتصاعدت حدة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران منذ مايو 2018 عندما انسحب الرئيس الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015، وإعادة فرض عقوبات شاملة على طهران، كما عززت واشنطن توجدها العسكري بالشرق الأوسط وأدرجت الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية.
ويوضح بيرش تاثر العقوبات الأمريكية على إيران قائلا إنها كانت تصدر من 10 إلى 15 مليون برميل أسبوعيا من صادرات النفط التي يتم نقلها بحرا، في الربع الاول من هذا العام، لكن صادرتها الآن أصبحت تتراوح بين 4 و5 ملايين برميل اسبوعيا يتم نقل نصفها عن طريق الموانئ المحلية.
وأكدت الشركة أن “صادرات إيران النفطية – المصدر الأساسي لإيرادات الحكومة – تضررت بشدة جراء العقوبات الأمريكية، وشددت واشنطن القيود على حوالي ألف كيان إيراني، بينهم بنوك وأفراد وسفن ترتبط بقطاع الشحن والطاقة في البلاد، وفي مايو الماضي، حظر البيت الأبيض شراء الحديد الإيراني والصلب والالومنيوم والنحاس.
كما ألغت إدارة ترامب إعفاءات سمحجت بموجبها لثماني دول بينها الصين والهند باستيراد النفط الإيراني، وتستهدف واشنطن قطع صادرات النفط الإيراني بالكامل لإجبار إيران على التخلي عن دعم الميليشيات المسلحة في الشرق الأوسط وإعادة التفاوض حول الاتفاق النووي التاريخي.
وأشارت الشبكة إلى أن ترامب تراجع في آخر لحظة عن قرار ضرب اهداف إيرانية بسبب خوفه من سقوط ضحايا مدنيين، وأوضح الرئيس الامريكي أنه لا يريد الحرب مع إيران لكن إذا حدث ذلك فسيكون الرد حاسم وسترى ما لم تراه من قبل.
ورغم تصاعد التوتر، شدد ترامب على أنه لا يزال منفتحا على المفاوضات مع إيران، إلا أن المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي استبعد إجراء محادثات مع الإدارة الأمريكية.
فيما أكد وزير الخزانة الأمريكي ستيف منوتشين أن الأمر التنفيذي الجديد الذي وقعه الرئيس دونالد ترامب، الاثنين، سيجمد أصولا إيرانية بمليارات الدولارات.
وأوضح الوزير أن العقوبات ستطال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، فضلا عن ثمانية من كبار قادة الحرس الثوري، مضيفا أن واشنطن لم تتشاور مع الحلفاء بشأن تلك العقوبات المحددة.
وأفاد منوتشين بأن الأمر التنفيذي كان قيد الإعداد قبل إسقاط إيران طائرة عسكرية أمريكية مسيرة الأسبوع الماضي لكنه جاء ردا على ذلك الهجوم وكذلك على أفعال إيرانية سابقة في الخليج.