أعلن الدكتور ممدوح الدماطى، وزير الآثار، الكشف عن بقايا مركب خشبى كبير بمنطقة أبوصير إلى الجنوب من المصطبة (AS 54)، وذلك ضمن أعمال الحفائر التى تجريها بعثة المعهد التشيكى للآثار المصرية التابع لكلية الآداب – جامعة تشارلز ببراغ.
وأشار الدماطى إلى أهمية الكشف حيث يعتبر هذا المركب هو الوحيد خلال عصر الدولة القديمة الذى تم الكشف عنه حتى الآن بجوار مصطبة غير ملكية، ما يؤكد على أهمية صاحب المصطبة ومكانته خلال عصر الدولة القديمة وعلاقته الوثيقة بالملك الحاكم وقتها على الرغم من عدم الوصول إلى اسمه حتى الآن، نظراً للحالة السيئة لمقصورة القرابين والتى من المفترض أنها تحوى اسمه وألقابه.
وأضاف “الدماطى”، أن أهم ما يميز هذا المركب هو وجود الأوتاد الخشبية وبعض الحبال التى تجمع ألواح المركب بعضها البعض ظاهرة حتى الآن فى مكانها الأصلى، الأمر الذى يساهم بشكل كبير فى معرفة طرق بناء المراكب فى مصر القديمة، نظراً لأن معظم المراكب التى تم الكشف عنها حتى الآن كانت إما فى حالة سيئة من الحفظ أو مفككة باستثناء مركبى الملك خوفو.
من جانبه قال الدكتور محمود عفيفى رئيس قطاع الآثار المصرية بالوزارة أن البعثة التشيكية قامت أثناء موسم الحفائر 2015 بتنظيف المنطقة الواقعة إلى الجنوب من المصطبة (AS 54) حيث تم الكشف عن بقايا هذا المركب والذى يبلغ طوله حوالى 18 م، بالإضافة إلى أجزاء من فخار، ما يشير إلى وجود ارتباط وثيق بين كل من المصطبة والمركب والفخار حيث يؤرخ جميعهم بنهاية الأسرة الثالثة أو بداية الأسرة الرابعة من الدولة القديمة حوالى 2550 ق.م. وأضاف “عفيفى”، أن المركب المكتشف وكذلك المصطبة (AS 54) والتى نجحت البعثة التشيكية فى الكشف عنها عام 2009 وتتميز بعمارتها الفريدة بالإضافة إلى العثور على اسم الملك “حونى” من أواخر الأسرة الثالثة منقوش على إناء حجرى داخل حجرة بالبئر الشمالى، يعدان خير دليل على أهمية منطقة أبو صير كجبانة لكبار موظفى الدولة القديمة.
فيما أفاد “ميروسلاف بارتا”، مدير البعثة التشيكية بأبو صير، أن المعهد التشيكى سوف يُطلق خلال هذا العام مشروعاً علمياً يهدف إلى دراسة التقنيات التى استخدمت فى تشييد بدن المركب المكتشف، وذلك بالتعاون مع معهد الآثار البحرية (INA) من جامعة Texas A&M، مؤكداً استكمال البعثة أعمال الحفائر بالمنطقة فى محاولة للكشف عن المزيد داخل الموقع.