المطبخ

الآيس كريم… اختراع قديم طوره الأميركيون وأولع به رؤساؤهم

الآيس كريم… اختراع قديم طوره الأميركيون وأولع به رؤساؤهم

A A رغم نقد الرئيس دونالد ترمب المستمر والمكثف للإعلام الأميركي، سمح أخيرا لصحافيين ومصورين من مجلة «تايم» بمشاركته ليوم كامل في البيت الأبيض. في نهاية اليوم تابعوه وهو يجلس وحيدا لتناول العشاء لأن عائلته كانت في نيويورك. فدعا ترمب وعلى غير عادة الصحافيين والحاضرين من الوسط الإعلامي لتناول العشاء معه.
بدا طباخوه وخدمه على دراية تامة بما يريد تناوله أثناء العشاء: «كوكاكولا دايت»، مع كوب ماء لكل واحد من الضيوف. ثم جاءت صحون السلطة الخضراء. ثم صحون الدجاج المقلي. ثم قطع الشوكولاته مع آيس كريم فوق كل قطعة. وحصل كل واحد من الزوار على ملعقة آيس كريم واحدة فوق قطعة الشوكولاته، في حين كان نصيب ترمب ملعقتين. لم يحتج الصحافيون، لكنهم كتبوا عن ذلك في تقاريرهم.
فانيلا بيضاء
قبل سنوات كثيرة من دخوله البيت الأبيض، أمر ترمب شركته بأن تقدم في مطاعمها، وفنادقها، وكازينوهاتها، «ترمب آيس كريم» الذي توضع فيه «فانيلا» بيضاء. وكانت تقدم «ترمب ستيك»، وهي شرائح عملاقة من لحم الأبقار المشوي.
وحسب استطلاع شعبي أجراه مركز «هاريس»، يفضل كثير من الجمهوريين آيس كريم «فانيلا» (من نبات بنفس الاسم، مصدره جزيرة مدغشقر). ويفضل كثير من الديمقراطيون آيس كريم «شوكولاته» (من غرب أفريقيا، وجزر البحر الكاريبي). ويطلق كثير من الأميركيين على الأول «وايت آيس كريم»، والثاني «براون آيس كريم».
وتقول آيمي ايتنغر الخبيرة الأميركية الأولى في الآيس كريم ومؤلفة كتاب «ولع بالآيس كريم عبر أميركا»، إن تاريخ الآيس كريم هو تاريخ الولايات المتحدة. وذلك لأن «الآباء المؤسسين» أحبوه. واليوم، يشاهد زوار متحف الرئيس توماس جفرسون، كاتب إعلان الاستقلال، والرئيس الثالث، في شارلوتزفيل (ولاية فرجينيا)، معدات توضح بأنه اخترع طريقة جديدة في ذلك الوقت، لإعداد الآيس كريم.
وحسب تقرير عن الآيس كريم في صحيفة «نيويورك تايمز»، يعتقد الأميركيون أنهم أول من صنع الآيس كريم. ولكن يبدو أن أول من صنعه قدماء اليونان الذين كانوا يخلطون الثلج بعصير الفاكهة والسكر، أما قدماء الصين فكانوا يجمدون اللبن والأرز.
ويطلق على الآيس كريم أسماء كثيرة تختلف من بلد إلى آخر، ففي إيطاليا تسمى «جيلاتو»، وفي الأرجنتين «هيلادو»، وفي نيوزيلندا «هوكي بوكي»، وفي ألمانيا «سباغيتي»، وفي اليونان «باغوتو» وفي تركيا «داندرمه».
في ريف نيجيريا ومع ظهور الثلاجات تصنع السيدات الآيس كريم في المنزل من الماء والسكر ويضعنه في أنابيب بلاستيكية لتجميده، ويعطينه للأطفال لبيعه في الشوارع لجني لقمة العيش.
تشير الإحصائيات إلى أن كل أميركي يأكل ما معدله 50 ملعقة آيس كريم كل عام، أي بمعدل ملعقة أسبوعيا تقريبا، وتزيد هذه النسبة بفترة الصيف.
في كل الأحوال، يفوز الأميركيون بجائزة أكثر شعوب العالم استهلاكا للآيس كريم. وتنظم إدارة الغذاء والدواء الأميركية صناعة الآيس كريم، حتى في أدق تفاصيلها. مثلا: كل كوب يجب أن يحتوي على ما بين 10 و20 في المائة من دهن لبن، وما بين 12 و16 في المائة سكريات. ومن دون هذه التفاصيل، لا يكون المنتج «آيس كريم». ويمكن أن يكون «جيلاتو» (بدهن لبن أقل)، أو «سوربت» (من دون لبن). أو «فروزن كستارد» (مع بيض). أو «فروزن يوغيرت» (لبنة مجمدة). أو «سنوكون» (ثلج وسكريات ملونة). أو «بوبسكيل» (ربما مثل «آيس كريم أنابيب البلاستيك» في ريف نيجيريا).
إذا لم يخترع الأميركيون الآيس كريم، فإنهم اخترعوا «آيس كريم كون» (على شكل قمع)، وهو كوب بسكويت هش يوضع فيه آيس كريم. واخترعوا «آيس كريم صنداي» الذي يحتوي على حلويات سائلة، وفواكه، ومكسرات فوق الآيس كريم). وحسب كتاب ايمي ايتنغر، اخترع الأول بائع آيس كريم، في المعرض العالمي في سنت لويس بولاية ميسوري عام 1904. واخترع الثاني قس في كنيسة في ايفانستون بولاية ويسكونسن عام 1881. وقد اخترعه لزيادة عدد المصلين في الكنيسة يوم الأحد. ويشاهد الذي يزور ايفانستون لوحة عن أول «آيس كريم صودا» وهو قطعة آيس كريم في كوب ماء غازية، ثم أول «آيس كريم صنداي».
الرؤساء الأميركيون والآيس كريم
بين الرئيس جفرسون الذي اخترع ماكينة لصناعة الآيس كريم، والرئيس ترمب («ملعقتين، لا واحدة»)، أحب الآيس كريم عدد كبير من الرؤساء الأميركيين. ويشاهد الذي يزور «متحف الآيس كريم» في لوس أنجليس معلومات عن بعض هؤلاء:
– الرئيس جونسون، في جولة رسمية في مورغانتاون بولاية ويست فرجينيا، يأمر بوقف موكبه أمام محل لبيع الآيس كريم، وينادي على صاحب المحل من داخل السيارة الرئاسية، ويشتري كوب آيس كريم عام 1968.
– الرئيس كلينتون، بعد أن ألقى خطابا عن صحة الأميركيين في ميلووكي بولاية ويسكونسون، يشتري كوب آيس كريم من محل قريب عام 1996.
– الرئيس بوش الابن، خلال جولة انتخابية في هولاند بولاية ميتشيغان، يقف، في يوم صيف حار، أمام محل ليشتري كوب آيس كريم عام 2004.
– الرئيس أوباما، خلال حملة انتخابية، يزور مصنع آيس كريم وألبان «دي ويت» في دي ويت بولاية أيوا، ويتذوق إنتاج المصنع عام 2012.

زر الذهاب إلى الأعلى