أعلن الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، اليوم السبت، عن تفاصيل إكتشاف أكبر خبيئة بمنطقة جبانة العساسيف بالبر الغربى بمحافظة الأقصر، على يد رجال البعثة الآثرية المصرية، حيث أنه تم اكتشاف 30 تابوتا يعود للأسرة 22 من العصور الفرعونية، حيث تم وضعها فى مخزن بالقرب من سطح الأرض لحمايتها من السرقات.
وأضاف الدكتور مصطفى وزيرى فى المؤتمر الصحفى أمام معبد الملكة حتشبسوت، أن الخبيئة هى الأولى بأيادى مصرية، وكانت مدفونة على بعد متر من سطح الأرض، حيث كان الصف الأول عبارة عن 18 تابوتا، والثانى 12 تابوت لرجال وسيدات، منها 3 لأطفال صغار، وتم وضعها من كبار الكهنة لحفظها فى مخزن ببوابة حجرية، وتعود للأسرة 22 الفرعونية.
تم الإعلان عن تفاصيل الاكتشاف، فى مؤتمر صحفى بجبل القرنة بحضور وزير الآثار، والمستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر، وعدد من قيادات وزارة الآثار، ومحافظة الأقصر.
وقال الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن رجال البعثات الآثرية المصرية وصلوا لأعلى مستويات النجاح والتفوق والنضج الآثرى الكبير، وحققوا عدد كبير من النجاحات والإكتشافات العظيمة على مدار السنوات الماضية منذ قرار وزارة الآثار فى نوفمبر 2016 بعودة عمل “البعثة الأثرية المصرية” بعد مرور حوالى 5 سنوات ونصف من التوقف لتلك البعثة فى 14 فبراير عام 2012، وانطلقت منذ 2016 وحتى الآن فى الإعلان عن الاكتشافات المتتالية فى كل صوب وحدب بالأقصر، وآخرها إخراج مجموعة من التوابيت الملونة من باطن الأرض.
وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى وزيرى أنه ولأول مرة فى تاريخ مصر تصل وزارة الآثار لعمل حوالى 40 بعثة آثرية مصرية فى مختلف المواقع الآثرية بالمحافظات المختلفة، وذلك بأيادى مصرية خالصة للعمل فى كشف الحضارة المصرية القديمة للعالم أجمع، حيث تضم تلك البعثات المصرية فرق مميزة من العمالة والفنيين والأثريين والمرممين، والذين قرروا خدمة التاريخ المصرى القديم بكل قوة فى الموسم الجديد للحفائر والذى انطلق منذ أيام ومستمر حتى منتصف العام المقبل 2020.
وأوضح الأمين العام للأثار، أنه مع انطلاق موسم الحفائر الشتوى هذا العام فى الأقصر بمدينة طيبة عاصمة الحضارة الفرعونية، تم إطلاق إشارة البدء فى العمل لـ5 بعثات آثرية تضم 3 بعثات مصرية ورابعة أمريكية وخامسة إسبانية، وذلك للبحث وخدمة التاريخ الفرعونى بجبانة طيبة القديمة غربى الأقصر، وأبرز تلك البعثات هى “البعثة الأثرية المصرية” التى يرأسها عالم المصريات المعروف الدكتور زاهى حواس وزير الآثار الأسبق، والتى تعمل بمنطقة الوادى الغربى المعروف باسم “وادى القرود”، كما تعمل فى منطقة وادى الملوك التى تضم عشرات من مقابر ملوك مصر القديمة، بجانب ترأس وزيرى بنفسه للبعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة ذراع أبو النجا، والبعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة العساسيف، كما تعمل البعثة الأثرية الإسبانية فى معبد الملك تحتمس الثالث، والبعثة الأثرية الأمريكية التى تعمل فى مقبرة الأمير “آمون ميس” والمقبرة رقم 63 بمنطقة وادى الملوك.
بدوره، قال صلاح الماسخ أن جبانة العساسيف من المعروف أنها تضم مقابر من الأسرات (18 – 25 – 26)، والتى تغطى الفترة تقريباُ من 525 إلى 1550 قبل الميلاد عبر الأسرات الثلاث، وعثر فى هذه المنطقة على مر العصور على عشرات المقابر التى تخص كبار رجال الدولة خلال عهد الأسرات، ومن أبرزها مقبرة “خيروف” الذى كان يحمل ألقاب عديدة منها (الأمير الوراثى – حامل ختم ملك الوجة البحرى – السمير الوحيد – السمير العظيم الحب – مدير بيت الزوجة الملكية العظيمة تيى – المشرف على الخزانة – الحاجب الأول للملك – رئيس أسرار بيت الملك – القاضى الذى فى مقدمة رجال البلاط – الحاكم الذى فى مقدمة المواطنين) وغيرها من الألقاب، كما تم العثور فى العساسيف على مقبرة “با رن نفر” ساقى الملك وطاهر اليدين ومدير البيت من عهد الملك أمنحتب الرابع، وكذلك مقبرة “منتومحات” أقوى شخصية فى عهد الأسرة 25 وعاش فى عهود الملوك “طهرقة” و”تانوت آمون” وحتى السنة التاسعة من عهد الملك بسماتيك الأول.
ومن مقابر الأسرة 26 المكتشفة بجبانة العساسيف يقول صلاح الماسخ، أن الجبانة تضم مقابر أيضاً “ششنق” رئيس مديرى بيت الأميرة “عنخس نفر إب رع”، ومقبرة “بدى آمون إبت” الكاهن وكبير الكهنة المرتلين، و”إبي” مدير بيت المتعبدة الإلهية، و”حاروا” مدير بيت الزوجة الإلهية، و”باباسا” رئيس مدراء بيت المتعبدة الإلهية لآمون نيتوكريس الأولى، و”باسا” حاجب الإله مين والشعائرى وعمدة طيبة، و”موت رديس” رئيس المرافقين (الخدم) للزوجة الإلهية، و”عنخ حور” عمدة ممفيس.