مرصد الأزهر، قامت جماعات المستوطنين بحملة تحريضية ممنهجة -بدعمٍ من المنظمات اليمينية المتطرفة- خلال الأشهر القليلة الماضية من أجل هدم القبة الذهبية وأحد طوابق مسجد “الرحمن” الواقع بقرية بيت صفافا الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة؛ بزعم البناء بدون ترخيص.
وبدأت الحملة التحريضية على الهدم عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وانتهت بتقديمهم طلب رسمي إلى بلدية الاحتلال بالقدس لهدم القبة الذهبية وأحد الطوابق العليا بالمسجد، والتي بدورها تقدمت بطلب إلى محكمة الاحتلال من أجل تنفيذ عملية الهدم، الذي كان مقررًا تنفيذه العام الماضي، وتم تأجيله خشية وقوع تصعيد ومواجهات في القدس. ورغم التأجيل إلا إن وسائل إعلام عبرية لتفتت إلى إمكانية تنفيذ الهدم في ظل دعوة وزير الأمن القومي المتطرف “إيتمار بن جفير”.
مسجد الرحمن ذو القبة الذهبية
ويعد مسجد “الرحمن” ذو القبة الذهبية القائم منذ أكثر من مائة عام أحد أربعة مساجد للمسلمين في قرية #بيت_صفافا. وقد تمت توسعته وإضافة القبة الذهبية له قبل قرابة العام، تلك القبة التي أثارت حفيظة المستوطنين لتطابق شكلها مع قبة مسجد الصخرة المشرفة، حتى صار يُعرف بالمسجد الأقصى الجديد بين أوساط المستوطنين ووسائل الإعلام العبرية.
قرية بيت صفافا
وتعدُّ قرية “بيت صفافا” طريق رئيس للمستوطنين الذين يصرون على هدم قبة المسجد حتى لا تصبح المنطقة “حرمًا شريفًا”، على غرار محاولاتهم في القدس كي لا تصبح حسب ادعائهم كمكة المكرمة.
مرصد الأزهر لمكافحة التطرف
من جهته، يدين مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تلك الحملات الصهيونية الممنهجة والتحريض المستمر على كل ما هو فلسطيني، ومحاولات محو كل أثر إسلامي في مدينة القدس المحتلة وقُراها، وهو ما يتماشى مع السياسات الصهيونية المتطرفة التي تسعى بكل قوة إلى إرضاء المستوطنين المتطرفين من خلال تسريع وتيرة تهويد مدينة القدس المحتلة.
كشف مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في تقريره الشهري حول الاعتداءات والانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك، عن اقتحام 4,516 مستوطن لباحات الأقصى المبارك خلال شهر يناير الماضي، تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال الصهيوني، وبقيادة عدد من الحاخامات الصهاينة المتطرفين.
تكرار أداء الطقوس العلنية داخل باحات الأقصى
وأكد المرصد في تقريره أن تكرار أداء الطقوس العلنية داخل باحات الأقصى، مثل: طقس الانبطاح أو “السجود الملحمي” يمثل تجرؤًا على تنفيذ المزيد من الطقوس التي ترى المنظمات الصهيونية المتطرفة أن تنفيذها يتيح لهم المزيد من السيطرة على الأقصى، ويُحرض على المُطالبة ببناء كنيس صهيوني داخل باحاته، كهدف قريب، حتى يتحقق لهم هدفهم الخبيث في بناء هيكلهم المزعوم على أنقاض الأقصى المبارك.
وإلى جانب طقس “الانبطاح – السجود الملحمي” عند باب القطانين، شهد الأقصى عددًا من الانتهاكات الأخرى، مثل: رفع علم الكيان الصهيوني، وقيام جنود الاحتلال الصهيوني بأداء الصلاة أكثر من مرة في باحاته. فيما تركزت أكثر الاقتحامات بالتزامن مع رأس الشهر العبري “شباط” الذي وافق 23 يناير ؛ حيث اقتحم المسجد في هذا اليوم نحو 350 مستوطنًا.
كما لفت المرصد إلى أن التحريض والاستفزاز بلغ ذروته مع قيام وزير الأمن الصهيوني “إيتمار بن جفير” باقتحام ساحات الأقصى، يوم 3 يناير، ومطالبته بتغيير الوضع الراهن في الأقصى، مؤكدًا في الوقت نفسه أنه سيجدد اقتحامه للأقصى خلال الفترة المُقبلة، في تهديد فعلي بالتصعيد.
وظهر تأثير حكومة اليمين المتطرف على وضع “الأقصى” في تقرير نشرته القناة السابعة العبرية أشارت فيه إلى ارتفاع عدد المستوطنين المشاركين في تدنيس الأقصى منذ وصول حكومة نتنياهو إلى الحكم، حيث شهدت الفترة الأخيرة زيادة بنحو 7% مقارنة بالعام الماضي. كما تطرق تقرير القناة العبرية إلى الدور الذي لعبه اقتحام الوزير الصهيوني في زيادة أعداد المُقتحمين، وأن هناك ارتياح كبير بين صفوف المستوطنين منذ توليه الحقيبة الوزارية في الحكومة الجديدة.