دخلت معركة الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي يومها الـ20 على التوالي، رفضًا لممارسات الاحتلال وسعيًا وراء استعادة حقوقهم المسلوبة، وإنهاء العزل والاعتقال الإداري، وعودة زيارة الأهالي إضافة إلى مطالب أخرى حياتية.
وكان قد انضم 50 أسيرًا بعضهم من قادة فصائل العمل الوطني والإسلامي إلى معركة الكرامة، كما يواصل قرابة 1600 أسير فلسطيني إضرابهم المفتوح عن الطعام الذي بدأ في الـ17 من أبريل، يتقدمهم القادة مروان البرغوثي، وكريم يونس، وأحمد سعدات.
وأفادت الهيئة القيادية لأسرى حركة الجهاد الإسلامي في معتقلات الاحتلال،بأن مئات الأسرى قرروا الانضمام لإضراب الكرامة في الأيام القليلة المقبلة إسنادًا لإخوانهم الأسرى الذين يخوضون الإضراب المفتوح عن الطعام ضد سياسة الاحتلال التعسفية بحقهم.
وأكدت الهيئة – في بيان – أن الإضراب دخل مرحلة الخطر الشديد في ظل مماطلة “إدارة” معتقلات الاحتلال من “تنفيذ مطالب الأسرى العادلة التي كفلتها كل القوانين والمواثيق الدولية”.
وشدد البيان على “أن المعركة على مشارف إنهاء أسبوعها الـ3 بشكل متواصل وأن الأسرى يستبسلون فيها بأمعائهم الخاوية وإرادتهم القوية، وسط تعنت من “إدارة” الاحتلال”.
ودعا البيان الفصائل الوطنية ومؤسسات حقوق الإنسان المحلية والدولية وأصحاب الضمائر الحية كافة إلى حشد الجهود وتوحيد الصفوف وتوجيه البوصلة إلى قضية الأسرى ومعركتهم حتى إعلان النصر.
بدورها، دعت الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة حماس جميع الأسرى إلى الاستعداد والجاهزية الكاملة تحسبًا لأي تطور قد يطرأ على أوضاع المضربين عن الطعام.
واستنفرت الهيئة كل المؤسسات الحقوقية والقوى الفلسطينية والعالمية للتحرك العاجل للضغط على كيان الاحتلال، واتخاذ الإجراءات لحماية الأسرى من قمع الاحتلال وإجرامه.
وأكدت الهيئة أن عزم سلطات الاحتلال جلب أطباء من الخارج لتغذية الأسرى قسرًا يعد تجاوزًا لكل الخطوط الحمر وبمثابة إعلان حرب، مبينة أن هذا الإجراء من شأنه تفجير الأوضاع في المعتقلات وخارجها.
وأوضحت الهيئة أن “إدارة” معتقلات الاحتلال تواصل سياسة القمع والإرهاب بحق الأسرى المضربين عن الطعام.
في السياق، حذر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، من تغذية الأسرى قسريًا ومن المساس بحياة الأسير القائد مروان البرغوثي المعزول في زنازين معتقل “الجلمة” منذ بداية الإضراب المفتوح عن الطعام.
كما حذر وزير الصحة جواد عواد من نية سلطات الاحتلال تغذية الأسرى المضربين عن الطعام قسريًا، مؤكدًا أن هذا الإجراء يهدد حياة المضربين، ويمثل حكمًا بإعدامهم.
وفنّد وزير الصحة مزاعم “إدارة” معتقلات الاحتلال بأن تغذية الأسرى قسرًا هو للحيلولة دون تعرض حياتهم للخطر، مؤكدًا أن الخطر الحقيقي هو التغذية القسرية بما فيها من تعذيب نفسي وبدني وإمكانية تعرض الأسرى للموت.
وقال عواد في بيان صحفي، إن خطر الموت سيهدد حياة جميع الأسرى المضربين في حال تم تغذيتهم قسريًا، مضيفًا أن سلطات الاحتلال تكون قد قررت عندئذ ضم أسماء جديدة لقائمة شهداء التغذية القسرية، بعد استشهاد الأسير علي الجعفري، وراسم حلاوة، خلال إضراب الأسرى في العام 1980 بمعتقل “نفحة”، واسحق مراغة عام 1983 جراء مضاعفات صحية ناجمة عن التغذية القسرية بالإضراب نفسه.
وأضاف أن رفض “نقابة الأطباء الإسرائيلية” يوضح -بما لا يدعُ مجالا للشك- ماهية هذه التغذية وخطورتها على الأسرى.
وأفاد عواد بأن منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر وهيئات الأمم المتحدة رفضت وعارضت قانون التغذية القسرية الذي أقرته “الكنيست”، والذي يتيح لسلطات الاحتلال إطعام الأسرى المضربين بالقوة.
وشهد يوم أمس الجمعة، تصعيدًا ميدانيًا شاملًا في جميع المناطق في القرى والمدن ومناطق التماس، وفي خيم الاعتصام والساحات العامة والتي أقيمت في العديد منها صلاة الجمعة، وانطلقت بعدها مسيرات عدة شهدت مواجهات عنيفة أسفرت عن إصابة العديد من المواطنين، وذلك في سياق التضامن مع الأسرى خلال معركتهم.